تعبيرية
الكشف عن الفئة الأكثر عرضة لمخاطر كورونا
كشفت دراسة حديثة أن التباعد الاجتماعي لا يساعد في الحد من خطر انتشار فيروس كورونا وحسب؛ بل يمكن أن يجعل أعراض الناس أكثر اعتدالاً إذا ما أصيبوا بالمرض، إذ تبين أن كمية فيروس كورونا عند بداية الإصابة تتحكم في الأعراض فتجعلها خفيفة كنزلة البرد، أو شديدة فتصبح قاتلة.
وفق ما ذكرت عربي بوست، فالتباعد الاجتماعي يصب في خانة تقليل كمية الحِمل الفيروسي للمريض؛ أي عدد جزيئات الفيروس التي يصاب بها في البداية.
كمية فيروس كورونا تتحكم في الأعراض
فوجود حمولة فيروسية عالية يعطي الفيروس "انطلاقة سريعة" ويزيد من خطر أن يصبح الجهاز المناعي للمريض مثقلاً ومتعباً في معركته ضد فيروس كورونا المستجد أو COVID-19.
ويقول الخبراء وفق الدراسة الحديثة، إن الشخص المصاب بشكل غير مباشر عن طريق لمس مقبض الباب مثلاً، يمكن أن يصاب بأعراضٍ أكثر اعتدالاً من شخص استنشق سعال شخص مصاب.
ويكمن السبب في أن الجهاز المناعي يملك عندها مزيداً من الوقت للتعامل مع العدوى قبل أن تغمره الفيروسات بهجوم مباغت وتبدأ الأعراض في الظهور.
الطاقم الطبي ورجال الدين أكثر عرضة
فالأطباء الذين يتواصلون وجهاً لوجه مع المرضى، أكثر عرضة للإصابة بالعوارض الشديدة، لأنهم يتعرضون لكميات أعلى من الفيروس عن طريق تنفس المصاب في وجوههم.
ومن المعرَّضين لخطر الإصابة بأعراض شديدةٍ رجال الدين، إذ عادةً ما يكونون كباراً في السن أولاً، وعلى احتكاك قريب بالآخرين.
لهذا السبب لا يعرف المرضى أنهم مصابون بفيروس كورونا
وبالنسبة لفيروس كورونا المستجد، يبدو من المرجح أن الغالبية العظمى من المرضى يمرضون في ظل هذه الظروف، ويستغرقون وقتاً طويلاً بشكل غير عادي للإشارة إلى مرضهم.
وبسبب هذا، يبدو أن الناس ينشرون فيروس كورونا على نطاق أوسع مما لو كانوا يعانون مرضاً عوارضه شديدة منذ البداية.
ولم تقدم الدراسة التي أُجريت في الصين، تفاصيل عن كمية الفيروسات الأدنى التي يمكن أن تجعل العوارض شديدة، ولكن بات شبه مؤكدٍ أن الانتقال المباشر يؤدي إلى عواض شديدة وقاسية.
ولا يعتقد العلماء أن الحمل الفيروسي للأشخاص سيزداد إذا اختلطوا مع مصابين آخرين بعد أن أُصيبوا لأول مرة، وهو ما يعني ندرة حدوث تكرار الإصابة مرة ثانية.
ماذا لو تعرَّض الجسم لكمية كبيرة من الفيروس؟
يوضح العلماء أن الجرعة العالية من الفيروس تعني مباغتة جهاز المناعة فلا يملك الوقت الكافي للمقاومة؛ ومن ثم تحدث التهابات لا يمكن السيطرة عليها في سائر أنحاء الجسم.
وأشارت ورقة علمية نُشرت بمجلة Lancet الطبية البريطانية، في مارس/آذار 2020، إلى أن عدد الفيروسات المرتفع مرتبط بأعراض أسوأ.
وحللت الدراسة حالات 76 مريضاً بفيروس كورونا في مدينة نانتشانغ بالصين.
وتبين أن متوسط الحمل الفيروسي للحالات الشديدة كان أعلى بنحو 60 مرة من الحالات الخفيفة.
ويُعتقد أن 80% على الأقل من مرضى فيروس كورونا يعانون أعراضاً خفيفة مشابهة لنزلات البرد، في حين قد يعاني البعض مشاكل تنفُّس أكثر حدة.
يتصرف هذا الفيروس مثل قاتل "يضرب ويهرب"
تبدأ كمية الفيروس في أجسامنا في الوصول إلى الذروة في اليوم السابق لبدء المرض. لكن الأمر يستغرق أسبوعا على الأقل قبل أن يتطور كوفيد إلى النقطة التي يحتاج فيها الناس إلى العلاج في المستشفى، وفقا ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ويقول البروفيسور بول لينر من جامعة كامبريدج: "هذا تكتيك رائع حقا في التطور، فأنت لا تذهب إلى الفراش بل تخرج وتقضي وقتا طيبا".
لذلك فإن الفيروس مثل سائق خطير يفر من مكان الحادثة بعد ارتكابها، لقد انتقل الفيروس إلى الضحية التالية قبل فترة طويلة من تعافينا أو موتنا. وبعبارات صارخة "الفيروس لا يهتم" إذا مت، وكما يقول البروفيسور لينر: "هذا فيروس يضرب ويهرب".