الصفدي يجري مباحثات مع نظيره الكويتي
الصفدي يجري مباحثات مع نظيره الكويتي
بحث نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي خلال لقائه الاثنين وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح الذي يزور المملكة حاليا، تطوير التعاون في مختلف المجالات تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك وأخيه سمو الأمير نواف بما يعكس متانة العلاقات الأخوية التاريخية الاستراتيجية التي تربط البلدين الشقيقين.
كما بحث الوزيران التطورات الإقليمية وسبل التعامل معها بما يسهم في حل الأزمات الإقليمية ويخدم القضايا العربية ويعزز العمل العربي المشترك.
وركزت المحادثات على سبل إيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام العادل الذي يشكل حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وعرض الصفدي والشيخ احمد الاستعدادات لعقد الاجتماع المقبل للجنة العليا المشتركة في الكويت العام المقبل بما يفضي إلى مخرجات عملية تعزز التعاون القائم بين البلدين الشقيقين.
وأكدا العمل على مأسسة التعاون في تعزيز الأمن الغذائي ومكافحة جائحة كورونا وتبعاتها.
كما أكدا خلال المحادثات حرص البلدين الشقيقين على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على الوتيرة العالية للتطور الذي يشهده التعاون الثنائي في جميع المجالات.
وشدد الصفدي والشيخ أحمد على أن البلدين الشقيقين مستمران بالعمل والتنسيق المشترك وفق رؤية واضحة تستهدف زيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري والسياحي والتعليمي والسبل الكفيلة بالارتقاء بها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي تصريحات صحافية عقب الاجتماع، قال الصفدي "بداية أود أن أبدأ بتقديم التعازي لأنفسنا ولأشقائنا في الكويت برحيل المغفور له سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله، والذي كما قال سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني كان زعيماً حكيماً وقائداً استثنائياً محباً للأردن وأميراً للإنسانية كرس حياته من أجل خدمة الكويت ومن أجل خدمة قضايانا العربية ورأب الصدع، فرحم الله فقيدنا الكبير ويسر للكويت الشقيقة المزيد من الأمن والإستقرار والإنجاز في ظل قيادة سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله."
وزاد الصفدي، أتشرف اليوم باستقبال الأخ الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح بزيارته الأولى إلى المملكة بصفته وزيراً لخارجية دولة الكويت الشقيقة، الذي يحمل رسالة إلى سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني من سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت."
وقال إن الزيارة "تعكس متانة وصلابة وتاريخية العلاقات الأردنية الكويتية. مساء أمس واليوم أجرينا محادثات تعاملت بداية مع سبل تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات"، لافتا إلى أن الأردن والكويت يحتفلان العام المقبل بستين عاماً من العلاقات الدبلوماسية حيث كانت "ستة عقود من العمل المستمر على تعزيز العلاقات وتطوير التعاون الذي انعكس بشكل عملي في جميع المجالات."
وأشار الصفدي إلى أن الكويت هي ثاني أكبر مستثمر دولي وأول مستثمر عربي في المملكة وأن صندوق التنمية الكويتي على مدى سنوات أدار مشاريع فاقت قيمتها نصف مليار دولار بالمملكة.
وقال: نشكر أشقاءنا في الكويت على إحتضان ما يزيد عن ستين ألف أردني يعيشون هناك كأنهم في بلدهم، ويحظون برعاية كريمة مستمرة، ونعتز بالأردن بوجود أكثر من أربعة آلاف طالب كويتي يدرسون في الأردن."
وقال "فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية الأمور تسير بشكل جيد وبحثنا أيضاً الاستعداد لعقد الاجتماع القادم للجنة العليا المشتركة في الكويت الشقيق، وسيقوم الزملاء بالإعداد الجيد لهذا الاجتماع لنخرج كما نفعل دائماً بنتائج ملموسة تقوي العلاقات وتزيد التعاون العملي الملموس الذي يشعر به الشعبان بشكل واضح."
وأكد الصفدي عمق التنسيق إزاء القضايا الإقليمية والجهود المشتركة لتحقيق الأمن والإستقرار وخدمة القضايا العربية.
ولفت الصفدي إلى انسجام المواقف إزاء القضية الفلسطينية "قضيتنا المركزية الأولى"، حيث "الموقف الأردني والكويتي ثابت وواضح، نريد أن ننهي الصراع بشكل يضمن السلام العادل الحقيقي، السلام الذي تقبله الشعوب، وهذا شرطه حل الدولتين الذي يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية ووفق مبادرة السلام العربية."
وأوضح أن المحادثات ركزت على سبل إيجاد أفق حقيقي للتقدم نحو هذا الحل. وقال الصفدي "نتفق أيضاً على ضرورة تكثيف العمل لإنهاء المأساة في سوريا الشقيقة والتوصل لحل سياسي يحمي سوريا ويحمي الشعب السوري الشقيق."
وأضاف "وبالتأكيد أمن واستقرار العراق هو هدف إستراتيجي للأردن والكويت، وبحثنا كيفية دعم جهود الحكومة العراقية من أجل إعادة البناء وتثبيت الاستقرار وإيجاد الأطر العملية للتقدم بالتعاون بشكل مستمر وبشكل ممنهج."
وختم الصفدي "اللقاء كان لقاءً بين أشقاء، يبني على علاقة صلبة تاريخية واضحة، ويستهدف اكتشاف السبل العملية التي تأخذ هذه العلاقات إلى آفاق أوسع من التعاون".
بدوره قال وزير خارجية دولة الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح أتيت إلى المملكة حاملاً رسالة إلى الملك عبدالله الثاني من أخيه الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح تقديرا لموقف المملكة بمواساة دولة الكويت بوفاة المغفور له سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح وكذلك رسالة أخرى من التقدير والامتننان من الكويت بما قامت به المملكة، خلال جائحة كورونا، بإرسال الطائرات لتقديم المساعدات والمعونات الطبية للمساهمة في جهود مكافحة كورونا، مؤكداً أن هذا الأمر يدل على متانة العلاقة الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، قال الشيخ أحمد "قضايانا الإقليمية والدولية والتحديات متصاعدة ومتسارعة، وذلك يتطلب أن يكون هناك تنسيق متواصل ومستمر، ونحن مستمرون على نهج قيادتينا في هذا المجال. وبالنسبة للتنسيق الكويتي الأردني، يوجد تطابق في الرؤى حيال مختلف القضايا العربية والإسلامية".
وفيما يخص اللجنة المشتركة، قال الشيخ أحمد "إن شاء الله ستعقد الدورة السادسة في الكويت العام القادم، وأهمية هذه اللجنة تكمن في أنها تضع إطارا مؤسسيا لقياس التطور في العلاقات في كافة مجالات التعاون الثنائي.
وبالوقت الذي نحتفل فيه العام القادم بمرور ستين عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية، لا يفوتني إلا أن أهنأ المملكة ملكاً وحكومة وشعباً بالاحتفال بالذكرى المئوية العام المقبل، فكل الأمن والأمان والإزدهار والإستقرار".
وأكد الشيخ أحمد خصوصية العلاقة الأردنية الكويتية المستمرة في نفس النهج وفق رعاية وتوجيهات قيادتي البلدين الشقيقين.