أرشيفية
العبداللات: تشريح جثث المتوفين بكورونا ينتظر موافقة النائب العام
أثير مؤخرا جدل حول وفيات فيروس كورونا وآلية الدفن التي يعمل بها المركز الوطني للطب الشرعي والجامعة الأردنية منذ بدء الجائحة في آذار الماضي من خلال بروتوكول صحي خاص بوفيات كورونا من حيث الدفن والتغسيل، وذلك حماية للعاملين وأيضا لعائلات المتوفى من عدوى انتشار الفيروس.
"سارس 2 كوف" الذي بات يعرف بفيروس كورونا المستجد يعد فيروس جديد ما زال علماء وأطباء الأوبئة في العالم يواصلون البحث والدراسة والتجربة حيال الفيروس.
الأردن كغيره من باقي الدول التي تعمل على ذلك إذ يعكف مجموعة من الأطباء الأكاديميين ومن خلال لجنة مشتركة ما بين أطباء الجامعة الأردنية ووزارة الصحة والطب الشرعي للوقوف على ما يحدث من أضرار على الأعضاء الداخلية للمتوفى خاصة الرئة والقلب.
قرار الموافقة للأطباء بدراسة عينات لمتوفين بفيروس كورونا ما زال على طاولة النائب العام للموافقه على اجراءه بعد أن رفضت عائلات كثر السماح بأخذ عينات من جثث لأفراد من عائلاتهم.
وعن ذلك كشف رئيس قسم الطب الشرعي في مستشفى الجامعة الدكتور الاستشاري عماد العبداللات النقاب في حديث خاص مع "رؤيا" عن البروتوكول الصحي الخاص بوفيات كورونا قائلا: "إن الجامعة الأردنية والطب الشرعي منذ بداية الجائحة تحديدا عمل من خلال فريق متخصص على وضع بروتوكول خاص للوفيات حيث كانت لدينا مخاوف من انتشار الفيروس وهذا ما نراه الآن".
وأشار العبداللات إلى أن مراجعة تعليمات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بالوفيات وبما يتواءم مع الأردن تم وضع البروتوكول وعرضه على لجنة الأوبئة ووزارة الصحة التي اعتمدت من وزير الصحة إذ كانت أعداد الوفيات في حينه قليلة.
وقال إن عددا من أطباء الجامعة المعنيين بذلك والمركز الوطني للطب الشرعي وقبل أسبوعين أوعز لهم بإعادة دراسة البروتوكول من جديد واذا كان بحاجة إلى تعديل أو تغيير وما زال قيد الدراسة.
وأكد العبداللات أن البروتوكول الصحي الخاص بالوفيات والمعمول به جاء لحماية الأشخاص الذين يتعاملون مع المتوفى وبناء على قاعدة عالمية، مشيرا إلى أن الفيروس سريع الانتشار وبسرعة رهيبة في الأردن.
ولفت إلى أن حماية الأشخاص هي مسؤولية خاصة عند الدفن والتغسيل والتكفين، ولهذا حدد البروتوكول الصحي عددا من التعليمات للحد من انتقال العدوى للأشخاص الذين يتعاملون مع المتوفى.
تغسيل المتوفى
عادات تمارس عند تغسيل المتوفى أوضحها العبداللات قائلا: "جرت العادة عند وفاة الشخص وفاة طبيعية أن يحضر عددا من أهله في الوقت الذي يحافظ على خصوصية المتوفى، أما إذا كان مصاب بفيروس كورونا فالأمر يختلف بعدد من يسمح لهم بالتغسيل حيث أن فترة بقاء الفيروس حيا ربما تكون لساعات".
وتابع: "لكون الأردن دولة السامية وإكرام الميت دفنه، فالدفن يكون سريعا وعلى الاغلب يكون الفيروس حيا".
وقال إن الدراسات العلمية بعد الوفاة محدودة، مشيرا إلى أن لمس المتوفى من قبل المتواجدين معه وفي حال لمس أي منهم لأنفه وفمه ففي هذه الحالة ستكون الإصابة كبيرة.
وزاد العبداللات إلى ما ذكره، "عند غسل المتوفى قد يتطاير أيضا رذاذ الماء والفيروس يكون عبر قطرات رذاذ الماء ويمكن في هذه الحالة أن تحدث إصابة".
قال إن المتوفى بفيروس كورونا بالأساس يعاني من مشاكل في الرئة ويخرج إفرازات من الأنف والفم نتيجة (الوذمة الرئوية) ولهذا يتطلب من الشخص أن يكون واعٍ، لذلك يسمح بوجود شخصين لذلك وليس عددا كبيرا، مع توفير وسائل الوقاية والحماية من الإصابة.
تقبيل المتوفى
وعن تقبيل المتوفى قال العبداللات: "نلاحظ ذلك عند الانتهاء من التغسيل وهو تقبيل المتوفى من قبل عائلته، وحتى لو كانت الفرصة ضئيلة وفي هذه الحالة أيهما أهم حماية الشخص الذي يتعامل مع حالة الوفاة أو أن يصاب واتباع العادات، متسائلا هل هي مشكلة إذا ما قام اثنين بتغسيل المتوفى وتجهيزه مع توفير الحماية في الوقت كيف سيمنع تقبيل المتوفى؟
وعن فحص جثث المتوفين من مصابي كورونا قال إن ذلك يتم بموجب قرار قضائي أي أخذ مسحة لفحص فيروس كورونا في الجثة سواء وفاة طبيعية أو غير ذلك.
وتابع أن فحص "بي سي آر" يتأخر في العادة حتى ظهور النتيجة، وعادة ما يطالب أهل المتوفى بتسليم الجثمان سريعا لكون "إكرام الميت دفنه"، وعندما تصل حالات وفيات ويتم أخذ العينة علينا الانتظار بالحد الأدنى 8 ساعات ولهذا نلجأ لفحص "رابيت تيست"، إلا أن هذا الفحص غير دقيق ولهذا علينا أن نعمل مسحة "بي سي آر" rabbit test
تشريح جثث موتى كورونا
وقال العبداللات إن تشريح جثث كورونا محددة إذ تتم بأمر قضائي والحالات التي يتم التشريح بها هي الحالات القضائية مثل الجريمة، حوادث السير، السقوط والوفيات غير معروفة السبب وغيرها، وأغلب وفيات كورونا لديهم سيرة مرضية وفحصهم إيجابي ولا يوجد مبرر للتشريح.
ولفت إلى تشريح حالة واحدة وهي تعود لشخص يبلغ من العمر 50 عاما، لم يكن لديه سيرة مرضية وكانت نتيجته إيجابية، وجرى التشريح لبيان سبب الوفاة.
وكشف العبداللات أن الجامعة الأردنية ومن خلال قسم علم الأمراض والمركز الوطني للطب الشرعي تقدمت مؤخرا بطلب إلى وزارة الصحة ولجنة الأوبئة لعمل دراسة حول ما يحدث من مضاعفات لدى متوفين كورونا داخل أجسادهم من خلال أخذ عينات نسيجية من الرئتين والقلب، وسيكون ذلك عمل مشترك ما بين الجامعة الأردنية والوزارة والطب الشرعي، على أن يتم أخذ موافقة أهل المتوفى للسماح بأخذ العينات.
وقال إن عائلات كثيرة من أهالي المتوفين رفضت وبشدة أخذ العينات من جثث المتوفين، مشيرا إلى أن المركز يمتثل لأمر العائلة في هذه الحالة لأنه لا يتم الإجراء إلا بعد الحصول على الموافقة.
وأشار العبداللات إلى مخاطبة النائب العام بكتاب رسمي للسماح بأخذ عينات نسيجية من الرئتين والقلب للتأكد من التشخيص بأن الوفاة ناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا، وحتى يكون لدينا دراسات محلية على مستوى الأردن أسوة بباقي دول العالم، كما تم إرسال نسخة من الكتاب إلى وزير الصحة الذي أرسله لغايات الاستشارة وما زلنا ننتظر الرد بالموافقة.
وقال إن صاحب الولاية بإجراء التشريح هو المدعي العام وأي شبهة بالوفاة، يتم الإيعاز للمدعي العام للتشريح سواء وفاة بالفيروس أو غير ذلك، موضحا أن وفيات كورونا ذات سيرة مرضية ومعروف سبب الوفاة ولا يمكن كتابة تقرير إلا إذا كانت النتيجة إيجابية لفحص مسحة "بي سي آر"، وموجود في المستشفى ومشخص إصابته ولا مجال للشك لكون يتم إجراء كل الفحوصات والتصوير الطبقي.