أرشيفية
اختصاصي أمراض معدية لرؤيا: استمرار إصابة الكوادر الطبية بالفيروس يهدد النظام الصحي الأردني- فيديو
أكد اختصاصي الأمراض المعدية د. منتصر بلبيسي أن "كورونا" فيروس خبيث، وأصبح أكثر شراسة، الأمر الذي يستدعي منا جميعًا الالتزام باشتراطات السلامة العامة، خاصة أن منحنى الوباء أصبح لدينا في الأردن خطيرًا، وينذر بعواقب وخيمة.
وقال خلال مشاركته في فقرة "اصل الحكاية" ببرنامج "دنيا يا دنيا" على قناة رؤيا إن ثلاثة أخطار تداهمنا، جراء انتشار الوباء، أولها زيادة عدد الإصابات، بخاصة في المدارس، وهذا مؤشر خطير، وثانيها؛ حالة اللامبالاة التي تسيطر علينا، فبعد أن كنا ملتزمين كأشخاص، بتنا اليوم غير مباليين، ولا نبدي اهتمامًا كبيرًا بوسائل الوقاية، لكن الأخطر أنه لا يبدو أن لدينا خطة واضحة للتعامل مع المتغيرات الجديدة الخاصة بالوباء، ويرى ترددًا في اتخاذ القرارات المناسبة.
وثالث الأخطار؛ وهي الأبرز، وتتمثل في إصابة أفراد من الكوادر الطبية بالفيروس، فحالة واحدة في مستشفى الزرقاء الحكومي أعدت 6 من الكوادر الطبية، وحالة في مستشفى الجامعة الأردنية، أعتدت 6 من الكوادر، وحالة في مستشفى البشير أعدت 18 من الكوادر الطبية، وكانت الطامة الكبرى، حينما قال أحد المصابين من الكوادر الطبية أنه لم يجد سوى كمامة رخيصة الثمن لاستخدامها، وهذا النوع من الكمامات لا يحمي من الفيروس.
وأبدى د. بلبيسي خشيته من أن تؤدي حالة اللامبالاة، وارتفاع أعداد الإصابة في وسط الكادر الطبي، إلى انهيار النظام الصحي، وأن لا تجد الـ 500 سرير في وحدة العناية الحثيثة من يتابعها من الكوادر الطبية المدربة، ونضطر للجوء إلى طلاب كليات الطب والتمريض، لتغطية العجز في أعداد الأطباء والممرضين.
وضرب مثالًا على ذلك إيطاليا، التي تلكأت في بداية انتشار الفيروس، فانتشر بشكل كبير، ومات 30 ألفًا، منهم بحدود 150 طبيبًا، ما دفع روما للاستعانة بكوادر طبية من كوبا والصين وروسيا.
وقال إننا كنا في الأردن مضرب المثل في مقاومة هذا الوباء، حينما اتخذنا الإجراءات الصحيحة في البداية، ووصلنا إلى صفر حالة، ولو أننا اتخذنا الإجراءات ذاتها في العيد وما بعده، لاستمر الوضع الوبائي لدينا جيدًا.
وأشار إلى أن عدم الالتزام والتهاون في متابعة الاجتمعات العامة، خاصة في الأفراح والأتراح، وولائم المزارع، وما يرافق ذلك من تراجع ملحوظ في الوعي تجاه هذا الوباء، وما يتطلبه من الناس من إجراءات السلامة العامة.
وبشكل عام فإن هذا الفيروس ينتشر بسرعة، لذا فالإنسان لا يعرف متى يصاب به، لذا فإن ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي ضرورة ملحة، وينبغي الالتزام بها كل الوقت، وليس بشكل مؤقت.
وقال إنه لم يرَ التزامًا من الناس، ولم يرَ تباعدًا جسديًا بالمعنى الحقيقي للتباعد الجسدي، الذي يحمي من الفيروس، وهذا مبرر، إذ إننها شعب اجتماعي، ويحب الأفراد الاقتراب من بعضهم بعضًا، لكن للضرورة أحكام.
وأكد أنه لولا القرارات الحازمة التي اتخذتها الحكومة في بداية انتشار الوباء، لما تمكنا من حماية أنفسنا من الفيروس، لذا فإن جدلية الصحة والاقتصاد، تستدعي حسمها بسرعة، فالأصحاء هم من يستطيعون انعاش الاقتصاد، والعكس ليس صحيحًا، فالاقتصاد المنتعش لن يفيد أشخاصًا مصابين.
وضرب مثالًا على ذلك، يتعلق بالسماح للمستشفيات الخاصة بمعالجة مصابين بفيروس كورونا، فقال إن القاعدة الأساسية لكسر سلسلة العدوى هي تجميع المصابين في مكان واحد، أو مكانين، واحد مخصص للحالات البسيطة، وآخر للإصابات المتقدمة، أما أن نوزع المصابين على أكثر من مستشفى، فهذا يعني أن نعرض عدد أكبر لخطر الإصابة، خاصة الكوادر الطبية.