الملك يجري مباحثات مع الرئيس السنغافوري ويلتقي نخبة من القيادات الاقتصادية

الأردن
نشر: 2014-02-25 03:38 آخر تحديث: 2016-07-24 10:50
الملك يجري مباحثات مع الرئيس السنغافوري ويلتقي نخبة من القيادات الاقتصادية
الملك يجري مباحثات مع الرئيس السنغافوري ويلتقي نخبة من القيادات الاقتصادية

رؤيا - بترا  - أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الاثنين مباحثات مع رئيس جمهورية سنغافورة، توني تان كينغ يام، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطويرها والنهوض بها في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها.

وركزت المباحثات كذلك على بحث تطورات الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، خصوصا تلك المتعلقة بجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومستجدات الأزمة السورية وتداعياتها.

وأكد الزعيمان، خلال المباحثات التي تخللها مأدبة عشاء أقامها الرئيس السنغافوري تكريما لجلالته والوفد المرافق، الحرص المشترك على تعميق علاقات الصداقة الثنائية وتعزيزها في شتى الميادين، لا سيما الاقتصادية منها، وبما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما.

وأِشار جلالته إلى اهتمام الأردن بتفعيل العلاقات بين المملكة وسنغافورة وتوسيعها في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، خصوصا وأن عمان وسنغافورة يرتبطان منذ عام 2004 باتفاقية للتجارة الحرة تشكل جزءا من إطار أوسع للشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بينهما.

واستعرض جلالة الملك الميزات التي يتمتع بها الأردن وموقعه الاستراتيجي المتميز، كبوابة لمنطقة الشرق الأوسط، وحلقة وصل بين القارات الثلاث، وما يتمتع به من أمن واستقرار وقوى عاملة مؤهلة ومدربة، إضافة إلى ارتباطه باتفاقيات تجارة حرة إقليمية ودولية.

وأكد جلالته ضرورة الاستفادة من المزايا التي يوفرها الاقتصاد الأردني، والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين، وبما يعزز الشراكة الاقتصادية بين الأردن وسنغافورة، ويفتح أفاقا أوسع للقطاعين العام والخاص في البلدين.

وتعتبر سنغافورة نموذجا رائدا للدول الصغيرة التي تفتقر للموارد الطبيعية، لكنها استطاعت أن تحصد المركز الأول كأفضل بيئة استثمارية وفقا لمؤشر الحرية الاقتصادية للعام 2011.

وأشار جلالته، خلال المباحثات، إلى أن الأردن ينظر إلى سنغافورة كنموذج ليس على مستوى المنطقة، بل على مستوى دول العالم بانجازاتها الكبيرة، مؤكدا أن الأردن يتطلع دوما للاستفادة من خبرة سنغافورة، خصوصا في مجال بناء القدرات وتطوير الكوادر البشرية.

وقال جلالته إن هناك الكثير من الأمور المتشابهة بين البلدين من حيث اعتمادهما على الانخراط بالسوق العالمي، وتعزيز نموهما، مشيرا جلالته إلى أن البلدين يساهمان في بناء جسور الصداقة وتعزيز علاقات التعاون بين آسيا، من خلال سنغافورة، ودول الشرق الأوسط، من خلال الأردن.

ولفت جلالته إلى أن الأردن، والذي يشغل مقعد مجلس الأمن الدولي عن منطقة آسيا العربية والشرق الأقصى، يسعى للتواصل مع دول آسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي وتعزيز العلاقات معها، في سياق بناء موقف مشترك بشأن القضايا الرئيسية العالمية والإقليمية.

من جانبه، رحب الرئيس السنغافوري بجلالة الملك والوفد المرافق، معربا عن أمله في أن تشكل هذه الزيارة فرصة لتطوير أواصر العلاقات مع الأردن، والبناء عليها في مختلف المجالات.

وأعرب الرئيس توني تان كينغ يام عن حرص بلاده على الارتقاء بالعلاقات الثنائية مع الأردن، الذي يلعب دورا متميزا في بناء السلام وتعزيز الاستقرار والأمن العالميين، ويعتبر نموذجا للتنمية في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار في هذا الإطار إلى حرص بلاده على البناء على الاتفاقيات الموقعة مع المملكة، وتبادل الخبرات في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك.

وأشاد الرئيس السنغافوري بسياسة جلالة الملك الحكيمة، والتي جعلت من الأردن نموذجا في التعايش بين الأديان، مشيرا إلى أن البلدين متشابهان في هذا النموذج "الرائع".

ولفت إلى رسالة عمان ودور جلالة الملك كقائد عربي مسلم في تعزيز قيم التسامح والعدل والمحبة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وأكد الرئيس السنغافوري أن الأردن، بصفته يشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي عن منطقة آسيا، يلعب دورا مهما في الحفاظ على السلام والأمن العالميين، وأن بلاده تدعم هذا الدور المهم.

وقال الرئيس السنغافوري، خلال جلسة المباحثات المشتركة، إن بلاده تنظر للأردن بوصفه واحة أمن واستقرار، بفضل السياسة الحكيمة والمعتدلة التي ينتهجها بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.

سياسيا، أكد الزعيمان ضرورة دعم المساعي المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط برعاية أمريكية، وبما يلبي حقوق جميع الأطراف ويضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.

وجدد جلالته التأكيد على موقف الأردن الداعم للمفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما يتعلق بآخر مستجدات الأزمة السورية، أشار جلالته والرئيس السنغافوري إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق، مستعرضا جلالته الأعباء التي تتحملها المملكة جراء استضافة العدد الأكبر من اللاجئين السوريين على أراضيها، وجهودها في تقديم الخدمات الإغاثية لهم.

وكانت جرت لجلالة الملك لدى وصوله إلى قصر الأستانة الرئاسي في سنغافورة، مراسم استقبال رسمية، حيث كان الرئيس السنغافوري ، توني تان كينغ يام، في مقدمة مستقبلي جلالته.

وعزفت الموسيقى السلام الملكي الأردني والنشيد الوطني لجمهورية سنغافورة، واستعرض جلالته حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.

وحضر المباحثات، سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفير الأردني المعتمد غير المقيم في سنغافورة.

يشار إلى أن الأردن وسنغافورة يرتبطان بعلاقات اقتصادية عززت اتفاقيات التعاون المشتركة، والاستثمارات بينهما، إضافة إلى بروتوكولات التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات والنقل والسياحة والثقافة.

وكان جلالة الملك والرئيس السنغافوري التقيا مجموعة من الطلاب الأردنيين من مدارس حكومية وخاصة يرافقون جلالته في زيارته الحالية للإطلاع على التجربة السنغافورية في بناء القدرات وتأهيل الكوادر البشرية، كما حضروا جانبا من نشاطات جلالته.

وفي تصريح لـوكالة الأنباء الأردنية، (بترا)، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ناصر جودة، إن زيارة جلالة الملك إلى سنغافورة مهمة، "كون جلالته يقدر النموذج السنغافوري، التي تتشابه مع الأردن في شح الموارد الطبيعية، ويرتكز استثمارها في مواردها البشرية، ما مكنها أن تصبح نموذجا في العالم".

ولفت إلى أن الزيارة الملكية إلى سنغافورة تهدف لتعزيز التواصل والتعاون بين جلالة الملك والقيادة السنغافورية، وإلى بحث العلاقات الثنائية، وأخر المستجدات في المنطقة، ووجهة نظر الأردن، بقيادة جلالته، تجاه القضايا الإقليمية، "وأهمية شغل الأردن لمقعد غير دائم في مجلس الأمن عن منطقة آسيا، والجهود المبذولة للوصول إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإنهاء الصراع، والملف السوري والعبء الذي يتحمله الأردن في هذا المجال".

وعلى صعيد آخر، اجتمع جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم في العاصمة السنغافورية مع القائمين على اتحاد الأعمال السنغافوري، ونخبة من القيادات الاقتصادية، ورجال الأعمال والمستثمرين.

واستعرض جلالته، خلال اللقاء، الخطوات المتقدمة التي حققها الأردن في سبيل تعزيز أداء اقتصاده الوطني، من خلال تبني سلسلة من التشريعات التي عززت النشاطات الاقتصادية والبيئة الاستثمارية الجاذبة.

وأشار جلالته إلى أن الأردن، ورغم الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها وتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية، حافظ على ميزة الأمن والاستقرار التي يتمتع بها، ما ساهم في جعله بيئة استثمارية جاذبة في المنطقة، تعززها الخطط التنموية الشاملة، والكفاءات المؤهلة والمدربة، والبنية التحتية اللازمة.

وقال جلالته، إن رؤية الأردن تستهدف تحويل التحديات التي يواجهها إلى فرص والبناء عليها، من خلال توفير المناخ الاستثماري الآمن، والمزايا والفرص التي جعلته نموذجا متقدما في التنمية والاستثمار على مستوى المنطقة.

ولفت جلالته، في هذا الصدد، إلى ضرورة استفادة القطاع الخاص ورجال الأعمال في سنغافورة من الميزات التي يوفرها الاقتصاد الأردني، عبر بناء شراكات مع نظرائهم في المملكة، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، وينعكس على العلاقات الثنائية، ومصالح الشعبين.

وأشار جلالة الملك إلى أن الأردن ينظر إلى القطاع الخاص بوصفه شريكا في عملية التنمية، لما يمكن أن يسهم فيه لتعزيز أداء الاقتصاد الوطني، وبيئة الأعمال والاستثمار، وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب الأردني.

ودعا جلالته، في هذا الإطار، رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، إلى استكشاف الفرص المتاحة للمساهمة في بناء شراكات اقتصادية فاعلة، ومشاريع استثمارية في مختلف مجالات الاهتمام المشترك، عبر الاستفادة من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.

وقال جلالته، إن الأردن، ونظرا لما يرتبط به من اتفاقيات تجارية واقتصادية مع مختلف دول العالم، يشكل بوابة لما يزيد على مليار مستهلك في العالم، بما يخدم المستثمرين ورجال الأعمال الراغبين بالاستفادة من هذه الميزات.

واستعرض جلالته أبرز المشاريع الحيوية التي تهتم بها المملكة، خصوصا في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والبديلة وقطاعات التعدين والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمياه والنقل، والتي تشكل جميعها مجالات استثمار واسعة للمهتمين.

وأعرب جلالته عن أمله بأن يسهم هذا اللقاء في تسليط الضوء على ما يتمتع به الأردن من بيئة استثمارية مؤهلة لاحتضان مختلف المشاريع الكبرى، وتعزيز التعاون وعلاقات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين.

وأشار جلالته إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يشكل 13 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، إذ يحتل الأردن المرتبة العاشرة كأفضل مكان لإطلاق شركات التكنولوجيا الناشئة والمرتبة الأولى من حيث عدد الصفقات التكنولوجية التي يتم تمويلها.

بدورهم، عبر المستثمرون ورجال الأعمال وممثلو الفعاليات الاقتصادية السنغافوريين، عن إعجابهم بالأردن كنموذج آمن ومستقر للاستثمارات، وللجهد الذي يبذله جلالة الملك في تشجيع وجذب المشاريع إلى الأردن، وتوسيع آفاق الاستثمار والفرص المتاحة أمام القطاع الخاص.

وأشاروا إلى المزايا التي يوفرها الاقتصاد الأردني أمام المستثمرين، وتشجيعهم على إقامة المشاريع الحيوية، التي تعمل على إيجاد فرص العمل، وتعزز التبادل التجاري بين البلدين.

وأبدى عدد من رجال الأعمال السنغافوريين رغبتهم في التعاون مع المؤسسات الاقتصادية والقطاع الخاص في الأردن لاستكشاف مجالات الاستثمار وتبادل الخبرات والاستفادة من موقع المملكة الجغرافي لتعزيز حركة تبادل السلع والخدمات.

يشار إلى أن اتحاد الأعمال السنغافوري تأسس في عام 2002 ليلعب دور غرفة التجارة التي تدافع عن مصالح مجتمع الأعمال في سنغافورة في مجالات التجارة والاستثمار والعلاقات الصناعية، ويمثل الاتحاد أكثر من 20 ألف شركة وغرفة أعمال محلية وأجنبية.

ويعد الاقتصاد السنغافوري واحدا من أسرع الاقتصاديات نموا (حسب البنك الدولي)، إذ احتل المرتبة 11 عالميا من حيث حصة الفرد في الناتج المحلي الإجمالي في 2012.

وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفير الأردني المعتمد غير المقيم في سنغافورة.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية، وصف وزير الصناعة والتجارة والتموين حاتم الحلواني اللقاء، "بالمثمر جدا، وسنبني عليه بما يصب في مجال جذب الاستثمارات السنغافورية إلى المملكة".

وقال "إن لقاء جلالة الملك مع المستثمرين السنغافوريين أتاح الفرصة للقيادات الاقتصادية السنغافورية، ورجال الأعمال في سنغافورة للتعرف على البيئة الاستثمارية الجاذبة في الأردن، والميزات التي يوفرها الاقتصاد الأردني للمستثمرين لإقامة مشاريع مشتركة مع نظرائهم".

وبين أن رجال الأعمال السنغافوريين ابدوا رغبة في بناء شراكات مع الجانب الأردني بعد اطلاعهم على الفرص المتاحة في المملكة وميزة الأمن والاستقرار التي يتمتع بها الأردن وموقعه المتميز استثماريا.

وعلى هامش الزيارة الملكية، التقى جلالته القائمين على معهد التعليم التقني في العاصمة السنغافورية، والذي يعد من المعاهد المتقدمة في تدريب وتخريج الكفاءات المؤهلة في مختلف القطاعات الفنية والتكنولوجية.

كما اطلع جلالته على أقسام ومرافق المعهد، الذي يضم كفاءات تقنية متخصصة لتدريب الطلبة وتأهيلهم ضمن مجالات مطلوبة في سوق العمل.

واستمع جلالته، من القائمين على المعهد، الذي يخرج سنويا المئات من الطلبة المدربين في اختصاصاتهم، إلى شرح حول المناهج التعليمية والتدريبية التي تقدم للطلبة، ونوعية الأجهزة والمعدات التطبيقية المتطورة التي يتم استخدامها.

وأعرب جلالته عن رغبة الأردن في الاستفادة من هذه التجربة المميزة، لبناء قدرات الشباب، وتعزيز عمل مؤسسات التدريب المهني، ولتكون قادرة على مواكبة متطلبات سوق العمل، داعياً جلالته في هذا الإطار لتوسيع المعهد لبرامج التعاون والتدريب بالتشارك مع المؤسسات المعنية في البلدين، إلى جانب الاستفادة من الموقع الجغرافي للمملكة لتأهيل الكفاءات المدربة على مستوى المنطقة، ورفد السوق الإقليمية بمتطلباته منها.

وأشار جلالته إلى أهمية الدور الذي تضطلع به مؤسسات التدريب المهني في تعزيز التنمية الاقتصادية للمجتمعات، مشيراً إلى أن المملكة أنشأت 44 مركزاً ومعهداً للتدريب المهني والتقني منذ العام 1979، كان آخرها معهد التعليم والتدريب التكنولوجي.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية، (بترا)، قال مدير معهد التعليم التقني في سنغافورة، بروس بو "إن زيارة جلالة الملك إلى المعهد ستدفعنا باتجاه تعزيز علاقات التعاون في مجال التعليم التقني، وسيكون لنا عدة لقاءات مع الجانب الأردني، لتنسيق آليات هذا التعاون".

وأضاف إن التعليم التقني يشكل أهمية كبيرة في اقتصاد سنغافورة، حيث أن المعهد يطرح برامج تدريبية يحتاجها سوق العمل، مبديا استعداد المعهد لتقديم الخبرات والتجارب للأردن، الذي يعد من الدول التي تسعى دوما لتطوير إمكاناتها في هذا المجال.

وأشار إلى أن مركز التدريب الإقليمي الذي أسسه المعهد في عمان سيفتح مجالات أخرى للتعاون بين الأردن وسنغافورة في قطاعات تدريبية مختلفة.

يذكر أن معهد التعليم التقني في سنغافورة والمتخصص في مرحلة ما بعد الثانوية يعود إنشاؤه، تحت مظلة وزارة التعليم السنغافورية، للعام 1992، ويشكل رافداً رئيسياً للسوق السنغافورية بالكوادر المؤهلة وظيفياً في المجالات التقنية وبما يعزز سوق العمل والتنافسية.

كما وتصنـّف سنغافورة في المرتبة الثانية في سلم جودة أنظمة التعليم، في تقرير التنافسية العالمية للعام 2012، فضلاً عن أنها تعرف كواحدة من أفضل الدول ذات أنظمة الأداء المدرسي، وفقاً لتقارير متخصصة في هذا المجال.

ورافق جلالته، خلال الزيارة إلى معهد التعليم التقني في العاصمة السنغافورية سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفير الأردني المعتمد غير المقيم في سنغافورة.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية، (بترا)، لفت مدير عام مؤسسة التدريب المهني ماجد الحباشنة إلى حجم استفادة الأردن من الخبرات السنغافورية في مجال التدريب المهني من خلال دعم سنغافورة لإقامة مركز تدريبي متخصص في مجال التكييف والتبريد في عمان.

وقال "إننا نتطلع إلى نقل تجربة المعهد في تخصصات ميكانيك السيارات وصيانة الهواتف والفندقيين والسياحة إلى برامج مؤسسة التدريب المهني".

وعلى هامش الزيارة، وقع الأردن وسنغافورة مذكرتي تفاهم، في مجالي تنمية الموارد البشرية والاستثمار، حيث وقع الأولى وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ونظيرته السنغافورية، جريس فو هيين، والتي تتضمن تجديد العمل بمذكرة التفاهم المتصلة بتوسيع مظلة الاستفادة من المركز الإقليمي للتدريب في مجال التكييف والتبريد الذي أنشأته سنغافورة في عمان.

وينفذ المركز، الذي أنشئ عام 2007 ، دورات في مجال صيانة وتحليل أعمال أنظمة التكييف، وورشات عمل حول تشغيل المعدات، ودورات متخصصة في نظام وحدات التبريد.

وعن مذكرة التفاهم، قال جودة إن هذه المذكرة منبثقة عن الحوار الشرق أوسطي الآسيوي الذي انبثق عنه المعهد، "حيث ستسهم في تطوير قدرات التدريب المهني وإدارة المياه والتنمية الاقتصادية، وهي فاتحة لمزيد من التعاون بين الأردن وسنغافورة".

من جهتها، أبدت وزيرة الخارجية السنغافورية استعداد بلادها لتزويد الأردن بكوادر مؤهلة للتدريب، بهدف تطوير الموارد البشرية في المركز، ودعمه ليخرج كفاءات تتواءم مع سوق العمل واحتياجاته.

وقالت "إننا سنعمل على تحديد احتياجات الأردن من التدريب في العديد من المجالات، إضافة إلى التدريب المهني، وقطاع إدارة المياه".

وبينت أن بلادها تسعى لرفع مستوى التعاون بين آسيا ودول منطقة الشرق الأوسط، من خلال تقديم الخبرات والتجارب الناجحة في مختلف المجالات، لهذه الدول.

أما المذكرة الثانية، التي جرى توقيعها بين شركة المدن الصناعية الأردنية ومجموعة راماتكس السنغافورية، فتتعلق بإقامة المجموعة استثمار في مدينة الحسين بن عبدالله الثاني الصناعية في الكرك بقيمة 35 مليون دولار.

وقع المذكرة عن الجانب الأردني الرئيس التنفيذي لشركة المدن الصناعية الأردنية الدكتور لؤي سحويل، وعن الجانب السنغافوري مدير عام المجموعة ما ونغ شنغ.

ويوفر الاستثمار، بحسب مدير عام المجموعة، والذي ينفذ على مرحلتين من خلال إقامة مصانع ألبسة جاهزة في المدينة الصناعية على ارض مساحتها 122 دونما، حوالي 9 آلاف فرصة عمل في المجمل وعلى المدى البعيد.

وأشار وزير الصناعة والتجارة والتموين حاتم الحلواني لـ (بترا)، إلى أن المباشرة في أعمال المشروع سيبدأ أواخر العام الحالي، وسينفذ على مرحلتين، الأولى على أرض مساحتها 65 دونما، حيث سيوفر عند اكتماله في منتصف 2015 حوالي 2000 إلى 3000 فرصة عمل.

ويعد هذا الاستثمار، وفق الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور لؤي سحويل، من أكبر الاستثمارات في قطاع الألبسة في المملكة، وسيساهم في استقطابه الاتفاقيات الموقعة مع الأردن وعلى رأسها اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية والتي تسمح للبضائع المصنعة بالأردن بدخول الأسواق الأمريكية بأسعار تفضيلية.

وأشار إلى المزايا التي تقدمها شركة المدن الصناعية الأردنية للمستثمرين الصناعيين، والتي تتمثل في الحوافز والإعفاءات الضريبية والجمركية وغيرها.

أخبار ذات صلة

newsletter