الصورة أرشيفية
خبير تربوي أردني: الأطفال ليسوا بحاجة الذهاب اليومي للمدارس
قال الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات إن الأطفال في المرحلة الدراسية الأساسية ليسوا بحاجة فعليا للذهاب يوميا إلى المدرسة، بل بحاجة تعليمهم كيفية تعلم العلوم وليس تعلم العلوم نفسها، وهذا يتم من خلال التركيز على القراءة والكتابة وفهم المعاني.
وأضاف أن النظام التعليمي في هذه المرحلة مجبر على التطور في ظل أزمة فيروس كورونا، فالأطفال ليسوا بحاجة تعلم التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية، لكن من خلال التركيز على اللغة بالقراءة والكتابة نستطيع تعليمهم نصوصا من كل العلوم، وهنا لا يكون الأطفال بحاجة للذهاب للمدرسة إلا يومين أو ثلاثة في الأسبوع مع تنمية مهاراتهم الأساسية.
وأوضح أننا بحاجة لنظام تربوي متطور يدرس قدرات الطلبة ونمطهم التعليمي وتقديم مادة علمية تناسب مستواهم بمواد قصيرة، مؤكدا أهمية تعليمهم المبادئ والقيم الكبرى التي تجعلهم يحبون المادة العلمية ويبحثون عنها خارج المدرسة.
وفيما يخص التعليم عن بعد لكل المراحل العمرية، لفت عبيدات إلى أن هذا النظام التعليمي هو لغة المستقبل سواء كانت تجربتنا الأولى جيدة أم ضعيفة فهي لا تعكس قيمته الفعلية ومدى الحاجة إليه، موضحا أن تجربتنا الأولى جاءت فجأة تحت ظرف طارئ قامت خلاله وزارة التربية والتعليم ببذل كل ما تستطيع من جهد حتى لو لم يكن متطورا ومقنعا بشكل كاف.
وأشار إلى أنه لم يكن هناك بديل آخر في ظل الأزمة، ويجب ألا نرفض التعليم عن بعد بسبب تجربة لم نكن مهيئين لها، بل علينا الاستعداد لها بالأدوات والتقنيات المطلوبة، مؤكدا أن تجربة الدولة الأردنية في التعليم عن بعد ستكون ناجحة على مستوي الدول الأخرى في السنوات القادمة.
وقال عبيدات إن التعليم مستقبلا لابد أن يكون عن بعد، لأن التعليم المباشر لم يؤتِ ثماره كما هو مطلوب وهذا يشهد له الواقع الجامعي الذي يصطدم به الطلاب لدى دخولهم فيه، بالإضافة إلى أن التعليم عن بعد يكثف التعلم لديه لأنه يتم بشكل فردي فيحصل كل شخص على القدر المناسب من العلم دون منافسة من أحد في الغرف الصفية.
ونوه إلى أن من المآخذ التي يأخذها أهالي الطلاب على التعليم عن بعد هو منعهم من التفاعل الاجتماعي الذي يشكل شخصياتهم وينمي مهاراتهم في التعامل مع الآخرين، لكن علينا أن نفرق بين الوهم والحقيقة في أن المدرسة تهيئ فرص التفاعل الاجتماعي لكن التنمر والعنف والإهانات التي قد يتعرض لها الطفل في بيئة بعض المدارس تعادل ذلك.
فالتفاعلات الاجتماعية ليست كلها خير، بل ان كثيرا منها يكون على حساب هدم شخصية الطفل، عدا عن أن المستقبل هو زمن العولمة، وسيقاس الشخص بمدى معرفته التقنية والفنية، فهو أمام عمال المعرفة ومنتجيها، وليس القدرات القيادية والمهارات الاجتماعية على حد تعبيره.