سايكو نودا وزيرة الدولة السابقة في اليابان
امرأة بين المتسابقين على خلافة رئيس الوزراء الياباني غداة استقالته المفاجئة
بدأ السباق رسميا في اليابان السبت لاختيار خلف لشينزو آبي مع إعلان العديد من المرشحين نيتهم التنافس على المنصب غداة الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ البلاد.
وقال آبي إنه يعاني من نوبة جديدة للالتهاب القولون التقرحي، المرض الذي أجبره على اختصار ولايته الأولى، لكنه أضاف أنه سيواصل مهامه إلى حين الاتفاق على خلف له.
ولم تتضح بعد معالم تلك العملية، وذكرت وسائل إعلام محلية السبت أن عدة احتمالات مطروحة.
ويمكن للحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم أن يقرر إجراء عملية اقتراع أكثر تقليدية لاختيار القيادة، يشارك فيها نواب وكذلك أعضاء في الحزب على مستوى البلاد.
لكن الوضع الاستثنائي وكذلك قيود الحد من تفشي فيروس كورونا، يمكن أن يدفعا بالحزب لتنظيم اقتراع بين نوابه وممثلين إقليميين، توخياً للسرعة.
والقرار حول كيفية تنظيم الاقتراع وموعده، متوقع مطلع الاسبوع المقبل مع مزيد من الوضوح حول الأسماء المرشحة.
وأعلن عدد من المرشحين المحتملين رغبتهم في التنافس، ومن بينهم مسؤول السياسات في الحزب فوميو كيشيدا، المعروف بكياسته وهو وزير خارجية سابق يعتبر الخيار الشخصي لآبي، ووزير الدفاع السابق شيغيرو ايشيبا الذي يتمتع بشعبية أكبر لدى الناخبين لكن يحظى بدعم أقل داخ الحزب مقارنة ببعض المرشحين.
أما وزير المال تارو آسو، وهو رئيس وزراء سابق طالما اعتبر خليفة محتملا لآبي، فقد أعلن أنه لن يترشح.
ومن بين المرشحين المحتملين الآخرين أمين مجلس الوزراء يوشيهيدي سوغا، الذي يعتبره كثيرون الأوفر حظا، ووزير الدفاع الحالي تارو كونو وهو وزير خارجية سابق والمتمكن من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لكن تعتبر فرصه قليلة.
ويتوقع أن تترشح امرأة هي سايكو نودا، وزيرة الدولة السابقة لكن يعتقد أن فرصها ضئيلة.
وبغض النظر عمن سيأتي في الطليعة، يرى المحللون أنه من غير المتوقع حصول تغيير سياسي يذكر.
وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة ميجي بطوكيو شينيشي نيشيكاوا لوكالة فرانس برس إن "السياسات الرئيسية -- الإجراءات السياسية والاقتصادية -- لن تتغير بشكل جذري".
وأضاف نيشيكاوا "خلفه يمكن أن يتولى تصريف الأعمال" فعليا، نظرا لأن الحزب الليبرالي الديموقراطي سينظم انتخابات لاختيار قيادة جديدة في أيلول/سبتمبر 2021، مع احتمال إجراء انتخابات عامة في الشهر الذي يليه.
وقال الاستاذ الفخري في السياسة الدولية بجامعة طوكيو يوشينوبو ياماموتو، إن خلف آبي لن يحدث أي مفاجأة لكنه سيواجه "تحديات كبيرة".
وأول تلك التحديات التدابير المستمرة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وسط انتقادات حادة لحكومة آبي إزاء إجراءاتها التي اعتبرت متناقضة وبطيئة.
لكن في الأفق أيضا تحديات دبلوماسية، ومنها ما يتعلق بالعلاقات مع الصين.
فهذه العلاقات تشهد تحسنا، لكن مع تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن، والقلق في الداخل إزاء قضايا من بينها تفشي الوباء والوضع في هونغ كونغ، فإن رئيس الوزراء القادم سيكون أمام مهمة تحقيق توازن.
ويغادر آبي منصبه فيما لا تزال مسألة دورة الالعاب الأولمبية لعام 2020 في طوكيو من دون حل. وقد أرجئت الألعاب لسنة بسبب الوباء، وحدد موعد افتتاحها في تموز/يوليو 2021، لكن التساؤلات لا تزال مستمرة إزاء الحماية الصحية.
وسيرث رئيس الوزراء القادم اقتصادا دخل في انكماش حتى قبل أزمة الفيروس، ويمكن أن يتعرض لانتكاسات أخرى في حال أجبرت موجات جديدة من العدوى أنشطة تجارية على الإغلاق مرة أخرى هذا الشتاء.
وتراجعت أسهم بورصة طوكيو الجمعة بعد الاعلان عن استقالة آبي، لكنها سجلت انتعاشا طفيفا بنهاية التعاملات. وقال خبراء الاقتصاد إن التأثير قد يكون بالحد الأدنى لأن السياسات الاقتصادية لن تتغير على الأرجح.
وكتب خبير الاقتصاد البارز لدى سومي تراست ناوويا اوشيكوبو "نعتقد أن سياسات التسهيل النقدي الحالية والسياسات المالية التوسعية ستتواصل خلال تفشي وباء كوفيد-19".
وأضاف "لذا ستكون التداعيات على الأسواق محدودة في المدى المتوسط إلى البعيد".