ارشيفية
بعد إعلان ترمب.. ما هي "بلازما المتعافين"؟ وكيف تعالج مرضى كورونا؟
أعطت السلطات الصحية الأمريكية الأحد موافقتها على استخدام بلازما المتعافين من فيروس كورونا لعلاج المصابين بالوباء، الذي أوقع أكثر من 176 ألف وفاة في الولايات المتحدة.
ويعتقد العلماء أن البلازما (مصل الدم) يحتوي على أجسام مضادة قوية يمكن أن تساعد المصابين بفيروس كورونا " بكوفيد-19" في محاربة الفيروس بوتيرة أسرع، كما يمكن أن تسهم في الحد من التداعيات الخطرة للإصابة بالوباء.
ولكن لا يزال الجدل قائما بين الخبراء حول مدى فاعليته، وقد حذّر بعضهم من آثار جانبية له، على الرغم من أن البلازما مستخدم حاليا في علاج مصابين بفيروس كورونا في الولايات المتحدة ودول أخرى،
ويمثل العلاج بـ"بلازما النقاهة" من فيروس كورونا استراتيجية "حديثة -قديمة"، يعطي إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن اعتماد هذا النوع من العلاج دفعة أمل حول العالم، حتى وإن كانت دول عدة قد جربت استخدام العلاج خلال الأشهر الماضية.
واحتاجت الولايات المتحدة إلى أشهر من التجارب قبل الإجازة الطارئة للعلاج والتأكد من فوائده، بينما قامت دول مثل الصين وبعض دول الشرق الأوسط بتجربته مباشرة على المرضى.
ويقول لين هوروفيتس المتخصص في الأمراض الرئوية في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك إن "بلازما المتعافين مفيدة على الأرجح، على الرغم من أن هذا الأمر غير مثبت بتجارب سريرية، لكنه ليس علاجا إنقاذيا لمرضى مصابين بعوارض حادة".
ويرجّح أن تكون البلازما أكثر فاعلية لدى الذين خالطوا للتو مصابين بالفيروس؛ أي في المرحلة التي يحاول فيها الجسم القضاء على الالتهاب.
والبلازما – المكون السائل للدم – هي البيئة التي تحتوي على الأجسام المناعية المضادة للأمراض التي تعرض لها الجسم، واستخراجها من المتعافين من مرض كورونا سيعطي دفعة مناعية تساعد المرضى على مواجهة الفيروس الذي أصاب عشرات الملايين حول العالم.
من اكتشف هذا العلاج؟
في الماضي، كان العلاج بالبلازما سلاحًا ضد وباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، وشلل الأطفال، والحصبة، وداء الكلب، والتهاب الكبد B والإيبولا - مع مستويات متفاوتة من النجاح. وفي الآونة الأخيرة، أظهرت بعض الوعود في علاج الفيروسات التاجية الأخرى مثل السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، لا سيما عندما تعطى لمريض في وقت مبكر من مرضه.
وكانت الولايات المتحدة قد بدأت مشروعا كبيرا لدراسة هذا النوع من العلاج في أكثر من 1500 مستشفى، قبل أن تبدأ دول مثل بريطانيا وفرنسا إجراء دراسات مماثلة.
وحصلت دراسة أميركية على نتائج أولية مبشرة في أبريل الماضي، دفعت إلى الاستمرار في الدراسة، بينما أجازت فرنسا استخدام البلازما للحالات الحرجة في مايو الماضي.
لكن العلاج ببلازما النقاهة لا يمثل "رصاصة سحرية" تقتل الفيروس بشكل مؤكد، ففيما بينت دراسة جامعة ويسكونسن ماديسون تحسن حالة 31 مريضا كانوا في حالة حرجة من الإصابة بفيروس كورونا، فإن أربعة من المرضى توفوا حتى بعد استخدام البلازما لعلاجهم.
ما هي البلازما؟
يتكون الدم من أربعة مكونات رئيسية. خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، خلايا الدم البيضاء التي تدعم المناعة، وشظايا الخلايا تسمى الصفائح الدموية التي تشكل تجلطات لوقف النزيف، والجزء السائل الذي هو البلازما ويتألف من أكثر قليلا من 50 في المئة من حجم الدم.
وتساعد البلازما على توزيع البروتينات والمواد الغذائية والهرمونات على جميع أنحاء الجسم، ولكن العلماء مهتمون البلازما كعلاج COVID-19 لأن المادة تحتوي على ما يعرف بـالـ"أجسام المضادة بعد العدوى"، وهي بشكل عام بروتينات واقية يمكن أن ترتبط بسطح الميكروبات المهاجمة وتساعد الجهاز المناعي على تفكيكها.
كيف يعمل العلاج؟
يعطي نقل البلازما من شخص متعاف إلى شخص مصاب "هزة فورية" لجهاز المناعة لدى المصابين، وتساعد على تحفيز نظام المناعة لديهم وخلق أجسام مضادة خاصة بهم، أي إنها بشكل عام يمكن أن تقصر من طول مدة المرض، لأن الجسم البشري لا يبدأ بصناعة الجسيمات المضادة إلا بعد أسبوع – ثلاثة أسابيع من المرض، كما يمكن أيضا أن تخفف من حدة المرض بتقليل الحمل الفيروسي الذي يتضاعف كلما طالت فترة الإصابة.
كما إن هذا العلاج قد يمنع تلف الجهاز التنفسي ومضاعفات نوبات ضيق التنفس الشديد.
وقد اقترح علماء استخدام دم الناجين كوسيلة لمنع عدوى الفيروس التاجي في المقام الأول، ولكن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث حول كيفية عمل ذلك.
ما هي الأجسام المضادة وماذا تفعل؟
الأجسام المضادة هي بروتينات على شكل حرف Y تنتجها خلايا الجهاز المناعي من نوع B للمساعدة في مكافحة البكتيريا والفيروسات.
كل نوع من هذه الأجسام يحمل مستقبلات تتفاعل مع تهديد عدوى محددة ويفرز الأجسام التي يمكن أن تفكك مصدر العدوى، أو "تضع علامة عليها" لكي تدمر من قبل خلايا الجهاز المناعي الأخرى، مثل الخلايا التائية.
وتمتلك الخلايا من نوع B ما يشبه الذاكرة التي تجعلها تتعرف مجددا على الفيروسات في حالة تكرار العدوى، وتتعامل معها بشكل أسرع.
ولأن فيروس كورونا يشبه، نوعا ما، فيروس الانفلونزا، وجد العلماء أن بعض الناس الذين لم يتعرضوا أساسا للفيروس، لديهم خلايا تائية تتعرف عليه، لكن مشكلة هذه الخلايا إنها تتلاشى بعد فترة فلا تمنح المصابين مناعة دائمة ضد المرض.