تعبيرية
وزارة الصحة: غالبية الأردنيين لا يأخذون خطورة كورونا بجدية ويشككون بوجود الوباء
كشفت دراسة نفذتها مديرية التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة لقياس آراء الأردنيين حول جائحة كورونا، أن غالبية المواطنين لا يأخذون خطورة فيروس كورونا بجدية، وينقسمون بين اعتبارها أكذوبة أو مؤامرة، ويشككون بصحة وجود الوباء.
وقالت مديرة مديرية التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة، الدكتورة عبير موسوس، إن هذه الدراسة، المبنية على استبيان، تأتي ضمن سلسلة دراسات تنفذها الوزارة؛ لقياس آراء الأردنيين حول فيروس كورونا وإجراءات الوقاية منه، وتهتم بشكل خاص بمعرفة مدى وعي المواطنين بخطورة الوباء ومستوى التزامهم بالإجراءات والتدابير الحكومية للسيطرة عليه والحد من انتشاره.
وتشير الدراسة التي جمعت بياناتها خلال الفترة من 13 وحتى 15 آب الجاري، إلى أن 76 بالمئة من العينة يعتقدون أن المواطنين لا يأخذون خطورة الفيروس بجدية بارتفاع ملحوظ مقارنة مع نتائج استطلاعات ماضية؛ حيث كانت نسبة الذين يعتقدون أن المواطنين لا يأخذون موضوع خطورة الفيروس بجدية 40 بالمئة في بداية الجائحة، أي قبل حوالي 5 أشهر.
ويرجع سبب التراخي في مستوى الحذر العام من الوباء بالأردن، بحسب مراقبين، إلى تدني عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس بالمقارنة مع دول أخرى، إذ بلغ مجموع الإصابات الكلي في المملكة؛ 1609 مع تسجيل 12 وفاة بكورونا منذ بداية الجائحة.
وتبين الدراسة أن نسبة لافتة من المستطلعين لا يعتقدون أن فيروس كورونا يشكل خطراً حقيقياً يهدد حياة المواطنين، وينظرون له باعتباره أكذوبة أو مؤامرة، ويشككون بصحة وجود الوباء، فأقل من نصف المستطلعين بما نسبته 43 بالمئة، يأخذون خطورة فيروس كورونا على محمل الجد، مقابل 57 بالمئة لديهم شكوك بدرجات مختلفة حول صحة وجود الوباء؛ منهم 8 بالمئة مقتنعون تماما أن الفيروس أكذوبة ومؤامرة.
كما تدلّ النتائج على أن الأردنيين ممن تزيد أعمارهم عن 51 عامًا هم أقل تشكيكًا بخطورة الوباء بنسبة 54 بالمئة، مقارنة مع 42 بالمئة ممن تتراوح أعمارهم بين 30-50 عامًا و39 بالمئة من الشباب في الفئة العمرية 14 إلى 29 عامًا، وقد يعود ذلك لاعتقادهم بأن كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 49 بالمئة يشعرون بالقلق بشدة من عودة الإصابات المحلية، ويرى 69 بالمئة أن السبب الأول الذي يقلق الأردنيين من ارتفاع أعداد الإصابات المحلية هو الخوف من فرض إغلاقات وحظر تجول شامل وجزئي، يليه الخوف من الضرر الذي سوف يؤثر على عملهم ومصدر دخلهم بنسبة 62 بالمئة.
وحول الالتزام بشروط ومعايير الصحة والوقاية العامة، تشير الدراسة إلى أن 44 بالمئة من المستطلعين يدّعون أنهم ملتزمون بشدة بارتداء الكمامات، مقارنة مع 33 بالمئة من الأردنيين ملتزمون بشدة بالتباعد الاجتماعي، وتجنب التجمعات الاجتماعية والعائلية، بينما أغلبية الأردنيين بنسبة 66 بالمئة غير ملتزمين بنفس القناعة تجاه التواجد في التجمعات العائلية والاجتماعية.
وتوضح الدراسة التفاوت في القناعة بالالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات العائلية والاجتماعية بين الفئات العمرية الأكبر سناً والأقل عمراً، إذ يرى 54 بالمئة من أفراد العينة ممن تزيد أعمارهم عن 51 عامًا أنهم أكتر التزاماً، مقارنة مع 43 بالمئة من الفئة العمرية بين 30-50 عاماً، و42 بالمئة ممن هم في الفئة العمرية بين 14-29.
كما كشفت الدراسة تأييداً واسعاً لدى الأردنيين لتشديد الرقابة الحكومية على التدابير الاحترازية بغرض السيطرة على الوضع الوبائي، إذ أيد 78 بالمئة من المشاركين في الاستبيان تفعيل أمر الدفاع رقم 11، كما أيدت الغالبية وبنسبة 74 بالمئة تشدد الحكومة في الرقابة على الالتزام بأساليب الوقاية وفرض غرامات على المخالفين.
وحول الاهتمام بالموجز اليومي لعدد الإصابات بفيروس كورونا الذي تصدره الحكومة، أظهرت نتائج الدراسة أن 76 بالمئة من المستطلعين مهتمون ويتابعون إعلان الحكومة اليومي لعدد حالات الإصابة بكورونا وإجراءات مواجهتها، ويستقي 76 بالمئة من أفراد العينة مصدر المعلومات بخصوص وباء كورونا من وسائل الإعلام، بينما يعتمد 50 بالمئة في الحصول على المعلومة من وسائل التواصل الاجتماعي.
واستخدمت الدراسة منهجية البحث الكمّي عبر استبانة إلكترونية وُزِّعت عبر وسائل التواصل الرقمي المختلفة، إذ تم جمع البيانات خلال الفترة من 13 وحتى 15 من آب الحالي كما شملت العينة المُمثلة جميع محافظات المملكة، وبلغ عدد المشاركين 5898 مواطناً ومواطنة، تراوحت أعمارهم بين 14-70 عاماً.