ارشيفية
لماذا يخشى ترمب تطبيق "تيك توك"؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الجمعة في تصريح للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أنه سيحظر استخدام تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة حيث تشتبه السلطات في إمكان حصول عمليات تجسس عبره لحساب الاستخبارات الصينية.
وقال ترمب إنه سيتخذ إجراءات اعتبارا من السبت عبر استخدام صلاحيته لحالات الطوارئ الاقتصادية أو عبر أمر تنفيذي. وكان مسؤولون وبرلمانيون أمريكيون عبروا في الأسابيع الأخيرة عن قلقهم من استخدام بكين للمنصة التي تملكها مجموعة "بايتدانس" الصينية وتلقى رواجا كبيرا، لغايات سيئة.
قرار ترمب يأتي بعد مراجعة أجرتها "لجنة الاستثمارات الخارجية في الولايات المتحدة" التي تنظر في العقود التي تؤثر على الأمن القومي الأمريكي. ورفضت إدارة "تيك تك" الإدلاء بأي تعليق على تصريحات الرئيس الأمريكي، مكتفية بالقول: "نحن واثقون من نجاح تيك توك على الأمد الطويل".
لكن السؤال الأهم: لماذا يخشى ترمب تطبيق "تيك توك"؟
تشعر الإدارة الأميركية بالقلق من أن الحكومة الصينية قد تستخدم "تيك توك" للتجسس على مواطني الولايات المتحدة.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية في 6 تموز الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن المستخدمين الذين يقومون بتنزيل التطبيق يضعون "معلومات خاصة في أيدي الحزب الشيوعي الصيني".
وفي 12 تموز الماضي، قال بيتر نافارو المستشار التجاري للبيت الأبيض لشبكة "فوكس بيزنس"، إن تطبيقي "تيك توك" و"وي تشات" هما "أكبر أشكال الرقابة على البر الرئيسي الصيني".
إلا أن الرئيس الأميركي أشار إلى سبب مختلف للسعي إلى حظر التطبيق، وهو معاقبة الصين على استجابتها مع أزمة فيروس كورونا، الذي ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية.
فضلا عن ذلك، فإن هناك بعدا تجاريا وراء الخطوة الأميركية المحتملة، فقد قال ترمب في تصريحات صحفية في معرض تعليقه على احتمال حظر التطبيق: "إنها تجارة كبيرة".
وجاءت تصريحات ترمب وبومبيو بعد أن قال مستخدمو "تيك توك" إنهم ساعدوا في إفساد الحشد لمؤتمر انتخابي للرئيس الأميركي في يونيو الماضي في تولسا بولاية أوكلاهوما، من خلال حجز آلاف التذاكر عبر الإنترنت من دون نية الحضور.
لكن على جانب آخر، يتمتع مؤيدو ترمب بحضور واسع على منصة "تيك توك"، لذا فإن حظر التطبيق يمكن أن يأتي بنتائج عكسية على الرئيس الأميركي، خصوصا من قرب التصويت للفترة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وقد شاع استخدام "تيك توك" على نطاق واسع في ظل الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا على غالبية دول العالم منذ مطلع مارس الماضي، في محاولة للخروج من حالة الضجر التي عاشها مئات الملايين.
وبحسب شركة "سنسور تاور"، فقد تم تنزيل تطبيق تيك توك ملياري مرة، من بينها 623 مليونا خلال النصف الأول من هذا العام، وتعد الهند أكبر سوق للتطبيق، تليها البرازيل ثم الولايات المتحدة.
