هل ستمحى اليابان من الخريطة؟
رؤيا - وكالات - يبدو ان هذا سؤالا غريبا حيث انه يهم أكبر الدول اقتصاديا وحضورا على الخارطة العالمية ، ولكن هذا ما أكدته الحقائق العلمية . فاليابان مهددة بالاندثار في أية لحظة، وذلك ما توصل إليه باحثان من جامعة كوبي›› Kobe›› اليابانية،اللذان أجريا دراسة علمية قاما خلالها بتحليل حجم و تواتر الانفجارات البركانية بهذا الأرخبيل على مدى 120ألف سنة، و توصلا إلى أن هناك احتمال 1 % أن تتعرض اليابان لخطر انفجار بركاني كبير يهدد بفناء ما يقارب 130 مليون نسمة .
كما توصل الباحثان إلى أن7% من الانفجارات البركانية التي عرفها العالم خلال العشرة الآلاف سنة الأخيرة شهدتها اليابان، مع تجدد النشاط البركاني بشكل كبير في الآونة الأخيرة،تجلى ذلك بوضوح في ثوران بركان ‹›جبل أنتاكي›› و نماذج أخرى تستأثر باهتمام الباحثان،أهمها كالديرا شاسعة يقدر عرضها ب 23 كلمتر،تقع جنوب جزيرة كيوشي جنوب الأرخبيل،وهي أكثر الأدلة على الانفجارات البركانية القوية في اليابان منذ 120 ألف سنة،فهذا الموقع تعرض لـسبعة انفجارات ضخمة بمعدل انفجار واحد خلال كل سبعة عشر ألف سنة (17 ألف سنة) ،و يبقى أخر ثوران له قبل 28 ألف سنة، كما قد ينفجر في أية لحظة خلال المائة سنة المقبلة.
و ليس من قبيل المبالغة القول أن انفجارا بركانيا ضخما قد يؤدي إلى اختفاء اليابان و إزالتها من خريطة العالم»، ذلك ما صرح به أحد أعضاء الفريق العلمي لوكالة الأنباء الفرنسية ، كما نبه هذه الفريق العلمي إلى أنه لا يجب الاستخفاف بهذه الدراسة و الإحصائيات التي تضمنتها، لتجنب ما حدث سنة 1995 حينما أشارت دراسة علمية إلى أن مدنية كوبي معرضة لزلزال قوي و مدمر، وهو ما حدث فعلا ، مما أدى إلى تدمير معظم المدينة و مقتل 6400 قتيل وجرح 4400 شخص آخرين.
ما هي الآثار التي قد تلحق اليابان في حالة وقوع كارثة من هذا الحجم؟؟
إن النتائج و الآثار التي قد تلحق اليابان في حالة انفجار بركاني ضخم ،هي نتائج كارثية و لا يمكن التحكم فيها، إذ سيؤدي إلى تدمير المنطقة ككل خلال ساعتين فقط ،و ذلك بسبب الموجات الضخمة للمواد الصهارية و القذائف البركانية ،بل إن الرياح الغربية ستساهم في امتداد الحمم و الرماد و الدخان البركاني إلى كل الأرخبيل و تجعل هواءها قاتلا، ونبه أولئك العلماء أيضا إلى كون خدمات الإغاثة لا يمكن أن تواجه كارثة بهذا الحجم في بلد سيشل نتيجة الطوفان البركاني.
ومن جهة أخرى فإن الآثار ستمتد إلى باقي دول العالم،فهذا النوع من الكوارث يحرر كميات ضخمة من الغبار و الغازات السامة ،مما سيمنع من تدفق أشعة الشمس،وهو ما سيؤدي إلى انخفاض كبير في درجة الحرارة،و نتذكر هنا انفجار بركان جبل ‹›Pimatubo›› في الفلبين في أبريل 1991 بعد 6 قرون من الخمود و الذي خفض درجة الحرارة بـ0,4 درجة خلال عدة أشهر، بينما بركان أضخم سيخفض درجة الحرارة بـ10 درجات على امتداد عشر سنوات.