الصورة أرشيفية
لبنانيون يعرضون أغراضهم الخاصة للمقايضة بحفاضات وحليب ودواء
دخل لبنان، اليوم، مرحلة هي الأسوأ في تاريخه، بعدما تخطى حجم الأزمة الاقتصادية والمالية والسياسية التي يعاني منها كل ما عرفه سابقا، وبات مواطنوه يلامسون خط المجاعة والفقر المدقع. مرحلة ستقرأ عنها الأجيال القادمة في كتب ومقالات وأرشيف، عنوانها الأبرز "لبنانيون يقايضون أغراضهم بطعام وحفاضات وحليب".
ووسط النفق المظلم، والمصير الغامض لوطن يجلد على أيدي حكامه، تبقى المبادرات الفردية والإنسانية ميزة شعب تليق به الحياة ولا يزال يتمسك بإرادة العيش بتفاؤل، هو الذي أمضى عمره يفتش عن "حلوها" بعدما ذاق "مرها".
"الكفر" بحلته الجديدة!
الصور من غروب (لبنان يقايض)#لقاء_بعبدا pic.twitter.com/mmbqBLuliY
ومن هذه المبادرات صفحة "لبنان يقايض" على فيسبوك، التي أنشأها المواطن اللبناني الكندي، حسن حسنة، قبل أقل من عشرين يوما، وسرعان ما تحولت إلى ملجأ لكل محتاج، يقايض عبرها أغراض "الأيام الجميلة" بالحصول على طعام ومواد غذائية وحاجات أساسية له ولعائلته، للصمود في ظل الانهيار المعيشي والمالي والاقتصادي والنقدي الحاصل.
واللافت أن الصفحة لم تعد تقتصر على مقايضة للحصول على مواد غذائية فقط، بل باتت مقصدا لمن يبحث عن أغراض بسعر رخيص، ولو كانت مستعملة، فهناك شابة طلبت المقايضة على فستان زفاف لعرسها، لأن أسعار الفساتين باهظة في الأسواق. وهناك من يريد مقايضة ثياب، لم تعد مقاساتها تناسب أولاده، للحصول مقابلها على أخرى بمقاييس مناسبة لهم، وغيرها الكثير من الحالات الإنسانية.
ناس عم تعرض اغراضها الشخصية مقابل :
-حليب، صناديق ماء ، دوا غسيل، رز، اغراض مطبخ، زيت قلي، حصص غذائية... الخ
هيدي عينة صغيرة من اللي عم بصير... اي الوضع سيء اكثر مما نتصور... #مش_صباح_الخير
ملاحظة : في غروب عالفايسبوك اسمو لبنان يقايض... شوفوا اللي قادر يستفيد ويفيد ومأجورين pic.twitter.com/f1mGEKxt2K
يقول حسن حسنة، وهو مواطن لبناني يحمل الجنسية الكندية، ومؤسس صفحة "لبنان يقايض" على فيسبوك، لـ"العربي الجديد"، إنه مواطن دفعته الحرب الأهلية في لبنان (1975 – 1990)، إلى الهجرة وترك البلاد، التي عاد إليها مرات عدة بعد عام 1990، لكن في كل مرة كانت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تسوء أكثر، فتجبره على المغادرة مجددا بغصة وحرقة قلب، إلى أن رجع إلى لبنان عام 2019، وبدأ يقوم بمبادرات فردية أو ضمن مجموعات، وصولا إلى تأسيس صفحة "لبنان يقايض".
