الأمريكيون البيض يشاركون بكثافة في الاحتجاجات المناهضة للعنصرية

عربي دولي
نشر: 2020-06-08 14:30 آخر تحديث: 2023-06-18 15:29
متظاهرون يرفعون لافتات كتب عليها "حياة السود تهم" في بروكلين - ا ف ب
متظاهرون يرفعون لافتات كتب عليها "حياة السود تهم" في بروكلين - ا ف ب

في وقت خرجت الحشود في مدن الولايات المتحدة دعما للمتحدّرين من أصول إفريقية، يرفع متظاهرون بيض شعار "صمت البيض عنف" خلال مشاركتهم بكثافة غير مسبوقة في هذا النوع من الاحتجاجات، في مسعى للفت النظر الى أن العنصرية متجذرة في البلاد بشكل يتجاوز سلوكيات الشرطة.


اقرأ أيضاً : ترمب يأمر بسحب "الحرس الوطني" من واشنطن


وأعادت وفاة الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد في مينيابوليس والاحتجاجات التي أثارتها، إحياء الانتقادات المبطنة منذ زمن طويل بشأن تهاون الأمريكيين البيض مع العنصرية الممنهجة الراسخة في أسلوب حياتهم.

وكانت الكاتبة المسرحية كريستا نايت التي تظاهرت في عطلة نهاية الأسبوع في مانهاتن بين العديد من المحتجين الذين رفعوا لافتات حملت شعارات على غرار "تواطؤ" للتعبير مع تضامنهم مع حركة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود تهم).

وكانت تلك المرّة الأولى التي تشارك فيها الكاتبة البيضاء البشرة البالغة 36 عاما في مسيرة من أجل قضية السود، إذ اعتبرت أن التزام المنزل "أشبه ببعث رسالة مفادها أن الأمر لا يهمّني".

وأكدت أن "الصمت يدل على التواطؤ".


اقرأ أيضاً : في الولايات المتحدة حملة رئاسية في ظل ثلاث أزمات


وتأسّست حركة "حياة السود تهم" عام 2013 ردا على تبرئة رجل أبيض قتل الشاب الأسود ترايفون مارتن (17 عاما) في فلوريدا.

وتنامت سريعا مذاك حول العالم فظهرت مجموعات وتم تنظيم فعاليات للفت الأنظار إلى سلوكيات ممنهجة، عادة ما تجاهلها الأمريكيون البيض الذين تشير الإحصاءات إلى أنهم الأقل تأثّرا بهذه القضايا، بما فيها استخدام الشرطة القوة والفوارق في ما يتعلق بالسكن والتعليم والرعاية الصحية.

وغذّت الحركة وعيا متزايدا لهذه المشاكل وأنشأت إطارا تنظيميا على مدى سنوات، ما أسّس للقوى التي ولّدت تظاهرات اليوم.

وترى كانداس ماكوي، المتخصصة في علم الجريمة من جامعة "سيتي" في نيويورك والتي كتبت عن تكتيكات التظاهر، أن "من الفوارق الأساسية في هذه الاحتجاجات مقارنة بغيرها في السنوات الثلاثين الماضية، أن هناك نسبة كبيرة من البيض الذين يتظاهرون من أجل حصول السود على حقوق متساوية".

وتقارن الحراك الحالي بالتظاهرات المطالبة بالحقوق المدنية التي خرجت في ستينات القرن الماضي، خصوصا "المسيرة إلى واشنطن من أجل الوظائف والحرية" التي قادها مارتن لوثر كينغ الابن في 28 آب/اغسطس 1963.

وحتى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لاحظ الفرق قائلا مؤخرا إن محتجين "أكثر تمثيلا لشرائح المجتمع الأمريكي المختلفة يتظاهرون بشكل سلمي في الشوارع، شعروا بأن عليهم القيام بأمر ما حيال اللامساواة التي شهدوها".

وأضاف "هناك تغيّر في العقلية".

- "قلبت الموازين" -

وبالنسبة للعديد من الشباب، كان التظاهر الخطوة الطبيعية الواجبالقيام بها.

وأشار عازف الموسيقى روس (25 عاما) الذي أقام في عدة مدن بينها نيو أورلينز وهيوستن ونيويورك، إلى أن رؤية الخوف الذي شعر به أصدقاؤه السود من عناصر الشرطة كان مقلقا بالنسبة إليه.

وشدد على أن المشاركة في مسيرات باسم العدالة من أجل "أصدقائنا وجيراننا" هو أمر ضروري للغاية.


اقرأ أيضاً : التظاهرات المناهضة للعنصرية تعم واشنطن ومدنا أمريكية أخرى - فيديو


وقال "من الخطأ السماح باستمرار هذا الفصل".

وتجذب المسيرات التي خرجت من نيويورك إلى لوس أنجليس وفي عدة بلدات صغيرة ومناطق ريفية في أنحاء البلاد الأجيال الأكبر سنا كذلك.

وقالت ماريان ماكراي (58 عاما) "شاركت في مسيرات عدة من أجل قضايا أخرى، لكن هذه المرة الأولى التي أخرج فيها" للتظاهر تضامنا مع حركة "حياة السود تهم".

وأضافت ماكراي الموظفة في منظمة غير ربحية تكافح الفقر "لا أعرف لماذا قلبت (التظاهرات) هذه المرة الموازين. أعتقد أنه من الضروري للغاية أن أعبّر عن تأييدي".

وتابعت "علينا القيام ببعض الإصلاحات (...) اعتقد أن على ذلك الاستمرار طوال الصيف وصولا إلى الخريف والانتخابات" الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر.

ويرجّح نحو 49 بالمئة من الأمريكيين البيض الآن بأن تستخدم الشرطة القوّة المفرطة بحق مشتبه به من السود، مقارنة بـ25 في المئة اعتبروا الأمر مرجّحا عام 2016.

ويعتبر 78 في المئة من الأمريكيين أن الغضب الذي أثارته وفاة جورج فلويد مبرر "بشكل كامل" أو "جزئيا".

وتنعكس الاحتجاجات كذلك في وسائل التواصل الاجتماعي.

وانضمت المدرّسة مريدث باريتس من فينيكس في أريزونا إلى تظاهرة الأسبوع الماضي واشتركت في مجموعتين مرتبطتين بالحركة على فيسبوك، تهدف إحداهما التي سُمّيت "أشخاص بيض من أجل حياة السود" لمساعدة البيض على كشف أشكال العنصرية الخفية ومكافحتها.

وقالت باريتس (47 عاما) "على مدى حياتي، عندما كنت أفكّر بنظرية تفوّق العرق الأبيض، كان النازيون الجدد وجماعة كو كلوكس كلان هم من يخطرون في بالي. اعتقدت أنه طالما أنّك لم تختر أن تكون في صفوفهم فلن تكون كذلك".

ولا تعتبر نفسها ناشطة لكّنها كتبت مؤخرا للسياسيين المحليين في فينيكس مطالبة بميزانية من أجل تشكيل مجلس للنظر في سلوكيات الشرطة كما طالبت رئيس مجلس بلديتها بسن قانون يمنع الشرطة من الإمساك بالمشتبه بهم من أعناقهم.

وقالت إنها بدأت تدرك بعد وفاة جورج فلويد "كم أن العالم مبني بطريقة تهدف لمنح البيض الشعور بالأمان طوال الوقت".

أخبار ذات صلة

newsletter