مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

الصورة أرشيفية

1
Image 1 from gallery

حي مجاور لمقبرة في الإكوادور يعيش أسوأ كوابيسه بسبب كورونا

نشر :  
16:40 2020-05-30|

بلغت مقبرة باسكوالس في مدينة غواياكيل، بؤرة وباء كوفيد-19 في الإكوادور، طاقة استيعابها القصوى، وانطفأت الحياة بجوارها، وطغت الكآبة في المكان منذ منع وداع الموتى وزيارة المدافن.


قبل حظرها منذ بضعة أشهر، كانت مواكب الجنائز اليومية تضفي حيوية على حيّ كارلوس غيفارا مورينو في ضاحية إحدى أكثر مدن أميركا اللاتينية تضررا من فيروس كورونا المستجد. 

تتذكر كريستينا باريديس تتالي مواكب الدفن بعد الظهر في اتجاه المقبرة التي صارت رمزا لأسوأ أزمة صحية منذ عقود، ما أدى إلى تراكم الجثث داخلها وصولا إلى شوارع المدينة الواقعة على ساحل المحيط الهادئ.   

قبل المأساة، اعتادت ربّة المنزل البالغة 50 عاما الوقوف أمام منزلها لمشاهدة مرور العائلات المكلومة وعازفي الغيتار المرافقين لها. تقول لوكالة فرانس برس "إن كان يوجد كثير من الناس، نعلم أن المتوفي كان محبوبا".

على غرار أماكن أخرى في هذه القارة، يمثل الموت طقسا اجتماعيا يبدأ في منزل المتوفي وينتهي في المقبرة، مرورا بموكب الدفن. 

 آثار الدماء 

أضر وباء كوفيد-19 بباعة الزهور ومطاعم الحي المجاور للمقبرة الذي يقطنه نحو 200 شخص ويحوي 35 منزلا أغلبها من الخشب. 

يتذكر بيدرو أورتيغا (54 عاما) صورة مغايرة للحيّ، "نهاية الأسبوع، تمتلئ الشوارع بأحواض السباحة المطاطية لتخفيف شدّة الحرارة"، وسط مواكب الجنائز. 

لكن في 9 نيسان/أبريل، عقب حوالي شهر من إعلان حالة الطوارئ الصحيّة، تغيّر المشهد كليّا. 

جاءت في تلك الليلة أول شاحنة ملأى بضحايا الفيروس. كانت الجثث موضوعة في توابيت من الورق المقوى بدل التوابيت الخشبية التي تتطلب صناعتها وقتا. 

خلّفت الشاحنة آثار دماء. طغت رائحة الجثث المتعفنة على المكان، ولا يزال السكان يشتمّونها كلما هبت الريح.

تقول باريديس "لا يمكننا الخروج بسبب الرائحة". 

تضررت غواياكيل وسكانها البالغ عددهم 2,7 مليون بشكل مباشر من الفوضى التي سببتها الجائحة. انتظرت عائلات عدة أيام نقل جثث أقاربها. 

بلغ الوباء ذروته في محافظة غوياس التي توجد بها العاصمة الاقتصادية للإكوادور في 4 نيسان/أبريل بتسجيل 742 وفاة خلال يوم واحد. خلال ذلك الشهر، تم إحصاء 10945 وفاة مقابل 1863 في نفس الفترة من العام السابق، وفق الأرقام الرسمية. 

اضطرت السلطات إلى دفن جثث جديدة في قبور تحوي رفات حوالي ألف شخص في جبانة باسكوالس الممتدة على 12 هكتارا.

لكن، لم يسبق أن دفن هذا العدد من الجثث دون زهور أو مواكب. 

 تضرر التجارة 

مع استمرار تعليق الجنائز وزيارة المقابر، يسود في الحيّ "توتر وإحساس بالهجر"، وفق الناشط الحقوقي بيلي نفاريتي. 

يقطن في الإكوادور 17,8 مليون نسمة، وسجلت منذ شباط/فبراير 38400 إصابة بفيروس كورونا المستجد بينها أكثر من 3300 وفاة.

 من ناحية الأرقام، الإكوادور من بين أكثر الدول تضررا في أميركا اللاتينية بعد البرازيل والمكسيك والبيرو التي يقطنها ضعف عدد السكان أو أكثر. 

تعيش ماريوري أكوستا (64 عاما) على بيع الطعام لزوار المقبرة. حاليا، تقول المرأة "مبيعاتي محدودة جدا، لا يوجد زبائن". 

تعاني جارتها بيلا روخاس أيضا. الورود البلاستيكية التي تواصل عرضها في كشك بالشارع لم تعد تجد من يشتريها. لم تعد تجد ما تعيل به أطفالها الثلاثة، "نحن أموات، مشلولون". 

تعتبر سلطات غواياكيل أنه تم تجاوز الأسوأ، وبدأت تخفيف تدابير الحجر في 20 ايار/مايو، لكن عودة الحياة إلى باسكوالس تتطلب وقتا.