صورة من القطب الجنوبي
"فهد العنزي" مُصور كويتي يوثق تفاصيل الحياة في القُطب الجنوبي - صور
"تجدني بين القطب الشمالي والقطب الجنوبي". هذه الكلمات التي كتبها المصور الكويتي "فهد العنزي" على حسابه في "أنستجرام". ، ويدل هذا على أنه يعيش في مناطق باردة جداً، فـ ما الذي دفعه لترك الكويت بطقسها الحار والتوجه إلى أكثر مناطق العالم برودة؟
يُذكر أن العنزي مسكون بسحر الطبيعة، ولديه شغف كبير بتفاصيلها، وهذا ما شجعه على السعي لإكتشاف أسرار الطيور والحيوانات البرية في الثلوج والمُناخ القاسي وتوثيقها من خلال عدسته.
وبفضل شغفه، انتهى المطاف بالمصور بمناطق مثيرة للإهتمام، مثل "أرخبيل سفالبارد النرويجي" الذي يفوق فيه عدد الدببة عدد السكان، فـ بدأ المُصور تنفيذ خطة لزيارة القُطبين تحت مشروع وثائقي بـ اسم "تحت الصفر بين القُطبين"، وهو عبارة عن بعثة تهدف لتوثيق الحياة البرية في الثلوج.
وتشجع على القيام بهذه الرحلة بعد إبحاره في علوم البيئة الثلجية، إذ أنه اكتشف عدم وجود مراجع كويتية تتحدث عن الكائنات التي تعيش في الثلوج، لذلك قرّر العمل على مرجع مطبوع يعده بنفسه.
وخلال رحلة مدتها 4 أشهر وعلى متن باخرة "أوريون ناشونال جيوغرافيك" بدأ العنزي مغامرته من القطب الجنوبي، ليمر بمناطق منها جنوب جورجيا، وشمال الصين، وكندا، وشمال النرويج، وصولاً إلى سفالبارد.
يُعد العنزي، سفير للعلوم بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي وعضو مؤسس فريق عدسة البيئة الكويتية، شغف كبير تجاه الطبيعة، وشجعه ذلك للسعي لإكتشاف أسرار الطيور والحيوانات البرية في الثلوج والمناخ القاسي، وتوثيقها بعدسته.
وكان الهدف من زيارته هو مشاهدة الدب القطبي في بيئته الطبيعية، والذي يُعد أكبر الثدييات الآكلة للحوم على اليابسة في العالم، حيث يصل عدد السكان في سفالبارد إلى 3 آلاف شخص، وفيها، يفوق عدد الدببة القطبية عدد السكان.
ولكن، تمكن سكان الأرخبيل من التكيف مع هذه الحقيقة من خلال التقيد بشروط سلامة صارمة، فقال العنزي في مقابلة له إنه : "لا يمكن مشاهدة أي إنسان يخرج من المدينة دون حمل سلاح ناري وسلاح صوتي لترهيب الدب القطبي حين يظهر أمامك بين ركام الثلوج".
وأضاف : "حتى هواة المشي والجري، ستجدهم يحملون الأسلحة على ظهرهم أثناء ممارستهم للرياضة".
ومن الواضح أن الحياة في أرخبيل سفالبارد ستختلف بشكل كبير عن الحياة في أي مكان آخر.
وأثناء إقامته في أحد الفنادق، قال الكويتي إنه سمع مقولة أدهشته من أحد الموظفين، وهي: "إياك والموت في سفالبارد، حيث يُمنع دفن الموتى فيها".
ويعود السبب إلى قسوة المناخ الذي يصل إلى أكثر من 40 درجة مئوية تحت الصفر، ما يمنع الجثث من التحلل بمرور الزمن.
وأشار إلى أنه : "مع ذوبان الجليد وتكونه باستمرار، تتحرك التربة، ما يجعل بعض الجثث تطفو على السطح بعد موتها. لذلك، لا تُدفن أي جثث في سفالبارد" وفي حال موت شخص ما في سفالبارد، فيتم نقل جثته إلى إحدى المدن النرويجية الجنوبية لتُدفن هناك.
ولفت إلى موقف مر به أظهر له سماحة وطيبة سكان المدينة التي تحتضن فنادق محدودة، وخلال إحدى زياراته، باشر المصور بحزم أمتعته بعد انتهاء مدة إقامته بالمدينة، ولكن عند توجهه إلى الميناء، تفاجأ الكويتي بإلغاء رحلته بسبب سوء الأحوال الجوية آنذاك.
وعند عودته إلى الفندق، لاحظ عدم وجود أي غرف متوفرة، حتّى في الفنادق الأخرى، وما كان عليه سوى شراء خيمة صغيرة ليقيم بها، ولدى ذهابه للمتجر، صادف العنزي صديقه النرويجي أوت قير، وهو مرشد فوتوغرافي، فدعاه ليقيم بمنزله بعد أن علم بموقفه.
وقبل مغادرة صديقه للعمل في اليوم التالي، قال له: "إن هذا البيت تحت تصرفك، واعمل ما تشاء ولا تخجل. أنت صديقي يا فهد ولو كنت مكاني لقمت بما فعلته بالضبط".