مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

الصورة أرشيفية

1
Image 1 from gallery

سياسيون: مقابلة الملك مع ديرشبيغل رد أردني حاسم على كيان الاحتلال

نشر :  
15:51 2020-05-16|

قال سياسيون ومراقبون إن جلالة الملك عبدالله الثاني وجه رسائل واضحة وقوية، للمجتمع الدولي بشكل عام، ولسلطات الاحتلال بشكل خاص، وأخرى للداخل الأردني، محذرًا من تبعات ضم تل أبيب لأجزاء من الضفة الغربية.


وأضافوا، في أحاديث منفصلة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم السبت، ان جلالته وجه رسالة واضحة للإدارة الأمريية وتل أبيب، معتبرين "أنها رسالة تصعيدية ردًا على الخطوات التصعيدية التي تعتزم سلطات الاحتلال القيام بها، في الفترة المقبلة".

وأوضح هؤلاء السياسيون والمراقبون أن الحراك الدبلوماسي الذي يقوده جلالة الملك "فيه حسم وحزم، ويعتبر تصعيدا سياسيا ودبلوماسيا"، مشيرين إلى أن جلالته وجه أيضًا رسالة طمأنة للداخل الأردني، فالقضية الفلسطينية بالنسبة للأردن "مصيرية"، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران العام 1967 هي "مصلحة استراتيجية وطنية أردنية".

وأكدوا أن من شأن إقدام تل أبيب على خطوتها تلك سـ "يخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، فضلًا عن أنه سيؤثر على العلاقة الأردنية – الإسرائيلية، وقد يفضي بالتالي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، وانهيار حل الدولتين".

وتابعوا، ان رسالة جلالة الملك "عبارة عن إعلان مسبق لإفهام العالم نتائج السياسة الإسرائيلية الحمقاء والخطيرة، فضم إسرائيل لأراض فلسطينية يشير إلى موقف خطير يهدد الأمن الوطني الأردني"، لافتين إلى "أن تل أبيب أنهت عمليًا معاهدة أو اتفاقية السلام".

وكان جلالة الملك قال في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، بثتها أمس الجمعة، "إن حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد الذي سيمكننا من المضي قدما"، مضيفًا "أن القادة الذين يدعون لحل الدولة الواحدة لا يعلمون تبعاته، وماذا سيحصل إذا انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية؟، سنشهد مزيدا من الفوضى والتطرف في المنطقة. وإذا ما ضمّت إسرائيل بالفعل أجزاء من الضفة الغربية في تموز، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية".

وعند سؤاله "هل ستعلّق العمل بمعاهدة السلام مع إسرائيل؟"، قال جلالته "لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جواً للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات. ونحن نتفق مع بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط".

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري إن رسالة جلالة الملك عبارة عن إعلان مسبق لإفهام العالم نتائج السياسة الإسرائيلية الحمقاء والخطيرة، إذ أن ما تعتزم تل أبيب القيام به من ضم أراض فلسطينية يشير إلى موقف خطير يهدد الأمن الوطني الأردني.

وأضاف، ان جلالته يوجه رسائل للعالم أجمع، وخصوصًا لألمانيا والاتحاد الأوروبي، مفادها "خطورة الوضع القادم على الفلسطينيين وعلى الأردن أيضًا"، قائلًا، إن رسائل جلالة الملك "لها معان كثيرة ناضجة صادرة عن قائد حكيم، في منطقة تُعتبر الخلخة الاجتماعية فيها صفة طاغية".

وزاد، ان إجراءات الاحتلال تجاه الفلسطينيين تهدد الأمن الوطني الأردني، فموضوع فلسطين يهم الأردن بشكل واسع وعريض، لافتًا إلى "أن تل أبيب عمليًا أنهت معاهدة أو اتفاقية السلام".

وتابع، ان إجراءات الكيان التي تعتزم القيام بها من جهة ضم أراض فلسطينية، سيعمل على إنهاء الكيان الفلسطيني وإلغاء احتمام قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وبالتالي فإن كل ذلك يهدد الأمن الوطني الأردني، وهو مرفوض من كل العالم.

وأكد المصري أن الأردن أقرب الناس إلى الفلسطينيين، فلذلك يجب أن نكون واعين، الأمر الذي يعني مراجعة كل ما قمنا به مع إسرائيل، التي تقوم بطريقة أو أخرى بالانسحاب من اتفاقية السلام، ما يعني أنه سيكون هناك آثار مجهولة وآثارها بعيدة المدى.

وقال، "في ضوء التطورات المتنوعة والخطيرة التي يشاهدها العالم بشكل عام وإقليم الشرق الأوسط تحديدا، والأردن في قلبها ووسطها، هناك وباء لا حدود له، لقد فعلنا ما نستطيع للسيطرة عليه وعدم انتشاره، وبحمد الله نجحنا، رغم الصعوبات المالية والاقتصادية التي تضرب المنطقة والأردن بالذات".

وأوضح "أن المساعدات التي كانت تأتي للأردن انتهت تقريبًا لأسباب متعددة، فضلًا عن وجود فوضى في العالم أجمع، والولايات المتحدة الأميركية لا تُساعد في تنظيم هذا الوضع، بل تزيده تشابكًا".

وقال المصري إن جلالة الملك، باعتباره عميد القادة العرب، يُرسل رسائل تهم الإنسانية ومستقبل العالم أجمع، فجلالته لا يتحدث عن المنطقة فقط بل يتحدث عن العالم أجمع، فهو يتحدث دومًا عن مستقبل السلام العالمي، مشيرا إلى إشادة قادة العالم بتعامل الأردن، بقيادة جلالة الملك مع الوضع السياسي في المنطقة وكذلك وباء فيروس كورونا المستجد، موضحًا أن هناك "مرحلة تاريخية جديدة أو زلزالا سيهز العالم كله".

من ناحيته، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق سميح المعايطة إن الرسالة الأولى في حديث جلالة الملك موجهة للأردنيين بأن "قيادتهم متمسكة بحقوق الأردن، ومحافظة على مصالحه، ومدافعة عن هويته وقضايا الأمة".

وأضاف، "أما الرسالة الثانية فهي للولايات المتحدة الأميركية صاحبة القول الأهم فيما يتعلق بالملف الفلسطيني وعملية السلام، بأن الأردن لن يقبل بأي سلام لا يحقق للفلسطينيين حقوقهم، وأولها الدولة الفلسطينية المستقلة، وليس أي حل آخر، وأن الولايات المتحدة إذا كانت حريصة على فكرة السلام، فإن عليها أن تمنع كيان الاحتلال الإسرائيلي من أي ممارسات وقرارات تكون على حساب حقوق الفلسطينيين ومصالح الأردن".

وأما الرسالة الثالثة فهي "لكيان الاحتلال بأن قيمة المعاهدة والسلام الموقع بين الطرفين هي في تحقيق الحقوق والمصالح، وأي مسار يضيع هذه الحقوق يفقد كل الاتفاقات مكانتها وقيمتها".

من جهته، قال أستاذ الدراسات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني إن جلالة الملك وجه رسالة للعالم أجمع بشكل عام، ولأوروبا بشكل خاص، من خلال مجلة دير شبيغل المعروفة عالميا، ومعروف موقف الدول الأوروبية من مسألة القضية الفلسطينية بشكل عام وصفقة القرن، وكذلك ضم المستوطنات بشكل خاص.

وأكد المومني أن جلالته وجه رسالة واضحة للإدارة الأميركية ولإسرائيل، معتبرًا أنها رسالة تصعيدية ردًا على الخطوات التصعيدية التي تعتزم سلطات الاحتلال القيام بها، في الفترة المقبلة، موضحا أن الحراك الدبلوماسي الذي يقوده جلالة الملك "فيه حسم وحزم، ويعتبر تصعيد سياسي ودبلوماسي".

وأشار إلى أنه رسالة واضحة للإسرائيليين الذين يعتزمون تنفيذ مخططهم، بشأن ضم أراض فلسطينية محتلة، والتي سيكون لها انعكاسات خطيرة على العلاقات الأردنية - الإسرائيلية.

وتابع المومني، ان جلالته وجه أيضًا رسالة طمأنة للداخل الأردني، فالقضية الفلسطينية بالنسبة للأردن "مصيرية"، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران العام 1967هي "مصلحة استراتيجية وطنية أردنية".

ولفت إلى أن ضم إسرائيل لأراض فلسطينية محتلة والمستوطنات سـ "يقتل حل الدولتين، وسيعود بنتائج كارثية على الأمن الوطني الأردني".

وختم المومني بالقول "ان جلالة الملك ترك الباب مفتوحًا لاتخاذ أي خطوات في المستقبل".

بدوره، قال المحلل السياسي والكاتب الزميل عريب الرنتاوي إن كلمات جلالة الملك تُعتبر "أقوى وأوضح تصريح رسمي أردني، بدءا من صفقة القرن وتداعياتها، وصولًا إلى توجه الحكومة الإسرائيلية لضم المستوطنات وأراض فلسطينية محتلة".

وأضاف، ان الموقف الأردني "تدرج، فجلالة الملك سبق وان قال ان صفقة القرن ستؤثر سلبًا على العلاقة الأردنية – الإسرائيلية، كما أن جلالته كان وصف العلاقة الأردنية – الإسرائيلية بأنها في أدنى مستوياتها، والآن يتحدث جلالة الملك عن صدام أكبر بين الأردن وإسرائيل".

وأوضح الرنتاوي أن رسائل جلالته تطور مهم وموقف واضح، سيطلق تفاعلات على مستوى النخبة الإسرائيلية وكذلك الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي ككل، لافتًا إلى الحرص الدولي على أمن واستقرار الأردن، وعدم انهيار السلام بين الأردن وإسرائيل".

وبين أن هناك قناعة دولية، باستثناء الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترمب، بأن ضم إسرائيل للمستوطنات وأراض فلسطينية محتلة "ليست حلا عادلا للقضية الفلسطينية ولا يمثل حل دائم لها".

وتابع الرنتاوي، ان من شأن ذلك أن يخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، فضلا عن أنه سيؤثر على العلاقة الأردنية – الإسرائيلية، وبالتالي قد يفضي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، وانهيار حل الدولتين".

وأكد الرنتاوي أن جلالة الملك وجه رسالة شديدة الوضوح وشديدة التحذير من تبعات وتداعيات القرار الإسرائيلي المزمع تنفيذه، مشيرًا في الوقت نفسه إلى "أن الاهتمام العالمي بالتصريحات الملكية، وبالتحديد داخل إسرائيل، دليل على جدية رسالة جلالة الملك والمحتويات التي تضمنتها".