Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
حكايتان من حياة الشاعر الثوري أحمد فؤاد نجم | رؤيا الإخباري

حكايتان من حياة الشاعر الثوري أحمد فؤاد نجم

هنا وهناك
نشر: 2020-05-11 21:45 آخر تحديث: 2023-06-18 15:09
تحرير: زينة العبد
الشاعر أحمد فؤاد نجم
الشاعر أحمد فؤاد نجم

7 سنوات مرت على وفاة واحد من أهم شعراء العامية المصرية، أحمد فؤاد نجم، الذي تميزت أشعاره بمضمونها الثوري، وهو أحد ثوار الكلمة واسم بارز في الفن والشعر العربي الملتزم بقضايا الشعب والجماهير الكادحة ضد الطبقات الحاكمة الفاسدة، وبسبب ذلك سجن ثمانية عشر عاما، وعرف أيضًا "بسليط اللسان" أو "الشاعر البذيء"، كما سماه "أنور السادات"، وربما هو الشاعر المصري الوحيد الذي مثل للمحاكمة أكثر من مرة بسبب قصائده السياسية التي طالما أغضبت السلطة.

وتتناول الأخبار كل عام في ذكرى وفاة نجم معلومات عن حياته وعن إنجازاته وأشعاره، لاسيما أنه تميز بثنائيته مع المغني الشيخ إمام، وشكلا كلاهما شراكة فنية عمرها سنوات، تلك التي دامت بينهما في فترة الستينات من القرن الماضي، وكوّنا لهما طابع فني بدآه وسارا على نهجه سنوات طويلة، إذ تعرّفا على بعضهما عام 1962، عن طريق زميل لابن عم نجم كان جاراً للشيخ إمام، حين سأل نجم إمام لماذا لم يلحّن إلى الآن؟ فأجابه إمام أنه لا يجد كلاماً يشجعه على ذلك، وبذلك بدأت الثنائية بينهما وذاع صيتهما والتف حولهما المثقفون والصحفيون، خاصة بعد أغنية: "أنا أتوب عن حبك أنا؟".

وأثارت أشعار نجم حفيظة النظام والحكومة، إذ جعلته جملة من أعماله في اشتباك مع النظام، لاسيما بعد كتابته قصيدة "هما مين واحنا مين" والتي شكلت نقطة الاشتباك الأولى مع النظام، واتهامه بـ إفقار الشعب وتجويعه، إذ تقول القصيدة في مطلعها: "هما مين واحنا مين..هما الأمرا والسلاطين
..هما المال والحكم معاهم..واحنا الفقرا المحكومين..
حزر فزر شغل مخك..شوف مين فينا بيحكم مين"

الشاعر المصري الذي ولد في 23 آيار 1929، ذكر في سيرته الذاتية الكاملة "الفاجومي"، واحدة من أبرز الحكايا التي تسطر مذكرات حياته، والتي مر على حدوثها 58 عاماً، إذ يصادف اليوم ذكرى وقوعها في 11 آيار عام 1962، وهي حكاية الإفراج عنه بعد ثلاث سنوات سجن بتهمة تزوير استمارات حكومية بأسماء وهمية، تزامناً مع قرار"مجلس الفنون" بنشر ديوانه "صور من الحياة والسجن" الذي كتبه خلال العام الأخير من قضائه العقوبة في السجن ، إذ يروي نجم، قصة زيارة اللواء إبراهيم عزت والرائد سمير قلادة له في السجن يوم الإفراج عنه ليهنئانه بنشر ديوانه بعد فوزه في مسابقة مشروع الكتاب الأول.   

وتشير المصادر إلى أن نجم استلهم كل ما كتبه في هذا الديوان، من المشاكل التي تعرض لها كتاب كانوا معه في الحبس ذاته، وذكر في سيرته قائلاً: " كنت بزورهم كل يوم وأسمع كلامهم ومناقشاتهم وأهم من كده كانوا يسمعونى قصائد شاعر كبير فؤاد حداد كانوا يحبونه، ولو إن الكم اللى كانوا حافظينه من أشعاره كان قليل جدا، إلا إنه دخل قلبى وأيامها كنت باكتب قصايد ديوانى الأول "صور من الحياة والسجن"، فاعتقدت إنى بأساهم فى نشر أشعار فؤاد حداد الممنوعة، فأخذت مقاطع منها على قد ما أسعفتنى الذاكرة وأضفتها لأشعاري.. ما كنتش أعرف أني شخصيا حابقى الشاعر الممنوع فى كل الأقطار والأزمان العربية".     

وبيّن في مذكراته أن كلاً من اللواء عزت والرائد قلادة، كانا عاملاً رئيسيا في اكتشاف نجم شاعراً، إذ ساعداه في عمل ندوات شعرية في مسرح السجن ونشر شعره في مجلة السجن.

وأما الحكاية الثانية في سيرة نجم التي لم تسعه الأيام على تسطيرها بذاته في سيرته هي يوم وفاته الذي حكى عنه الشاعر إبراهيم داود، فى حديثه لإحدى الصحف قائلاً:"في صبيحة اليوم الثالث من كانون الأول من عام 2013، اتصل أحمد فؤاد نجم بصديقه رشدي جاد، وطلب منه أن يمر عليه بالمقطم حيث كان يعيش، وبالفعل جاءه الصديق فطلب منه الشاعر الكبير أن يأخذه إلى البنك، وهنالك استعلم عن رصيده بعد حصول نجم على جائزة الأمير كلاوس، وهي جائزة هولندية لم يحصل عليها من العرب غير محمود درويش ونجم، وتبلغ قيمتها 100 ألف يورو، فطلب من الموظف أن يضعها  فى حساب مستشفى سرطان الأطفال، وقال له: "حط الفلوس دي في المستشفى اللي بتعالج العيال الغلابة من السرطان"، ثم طلب منه أن يوزع المبلغ الصغير المتبقي على نوارة وزينب وأميمة. وبعدها سحب مبلغ خمسة آلاف جنيه ووضعهم في جيبه". وفي طريق العودة إلى البيت وزع ما تبقى في جيبه إلى كل من قابله، وبعد ذلك بساعات فارق الحياة "    

يشار إلى أن نجم توفي عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمان، التي أحيا فيها آخر أمسياته الشعرية برفقة فرقة "الحنونة" بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والجدير بالذكر أن القضية الفلسطينية لم تغب عن شعر أحمد فؤاد نجم، فقد ألف قصائد عديدة حول فلسطين أهمها  "تل الزعتر"، و"في ذكرى الميلاد العشرين"، "يا فلسطينية"، التي تقول كلماتها: "يا فلسطينية والغربة طالت كفاية..والصحراء أنِتْ مِ اللاجئين والضحايا
والأرضِ حَنتْ للفلاحين والسقاية..والثورة غايةْ والنصر أوَّل خطاكو."

 

 

 

أخبار ذات صلة

newsletter