الممرضة سماح إبراهيم طنايب
الممرضة الأردنية سماح طنايب تضرب أروع أمثلة التفاني والعطاء في زمن كورونا
أرادت الممرضة سماح إبراهيم طنايب، وهي أم لأربعة أطفال أصغرهم يبلغ من العمر 4 سنوات، أن تكون من بين جنود الجيش الأبيض في مستشفى الأمير حمزة وباصرار.
الممرضة سماح التي غابت عن منزلها قرابة ثمانية وعشرون يوما، ودعت عائلتها وهي تضع أطفالها أمانة في عهدة والدتها المسنة لترعاهم في غيابها.
تبدأ حكاية سماح في مواجهة فيروس كورونا المستجد، منذ إبلاغها لادارة المستشفى موافقتها بأن تكون ضمن الفريق الطبي والتمريضي العامل في قسم العزل بمستشفى الأمير حمزة لتروي ما حدث معها في ذلك اليوم " تم سؤالنا من قبل إدارة المستشفى عن إبداء رغبة أي من الكادر التمريضي للعمل في قسم العزل المخصص لمصابي كورونا في المستشفى، والقرار كان اختياري لمن يرغب العمل ".
وتابعت سماح حديثها لـ "رؤيا": "أبلغت عائلتي برغبتي في العمل بقسم العزل، وتقبلوا الأمر حينها طلبت من والدتي ان تعتني بأولادي الأربعة وأن تكون مسؤولة عنهم طوال فترة غياب، عائلتي جميعها كانت تهتم بابنائي حتى ان ابني ايان البالغ من العمر 4 سنوات أصيب بالتهاب وارتفعت حرارته، لم يتم ابلاغي بان ابني مريض ،كان احد اخوتي يحضر يوميا للاعتناء به واعطاءه الدواء ومتابعة حالته مع الطبيب حتى تحسن وضعه".
وتصمت سماح قليلا وتعود في سرد أيام مضت عليها وجدت نفسها تبكي يوميا، وعن ذلك قالت: "عندما أكون لوحدي في غرفتي بالحجر الطبي بعد انتهاء ساعات العمل اجلس وحدي ابكي اشتياقا لأولادي لعائلتي لبيتي لحياتي، الا اني كنت استجمع قوتي واكون قوية فانا اقف وجها لوجه امام مصابي الكورونا، وعلي أن أكون قوية فأنا أعمل من عند نقطة الصفر وواجبي ان اعطيهم القوة أيضا للانتصار على المرض ".
تتذكر سماح تلك اللحظة التي غادر فيها احد مرضاها وهو طفل صغير ووالدته المصابين بالفيروس وهو يلوح لها بيده ويودعها بقول مع السلامة خالتو سماح ،انا راجع للبيت.
أعاد ذلك الموقف الى ذاكرتها لحظة وداعها لاولادها حينما كان صغيرها ايان يبكي وينادي عليها أن لا تذهب وتتركه الا ان ايمانها بعملها حتما عليها ذلك.
المرض لا يستهان به هكذا ردت سماح على تهاون بعض المواطنين بأخذ الاحتياطات والحديث عن ان المرض بعيد عنا فكان ردها " تعالوا شاهدوا باعينكم الوجع والالم وكميات الادوية والفحوصات فهذا وحده كفيل بأن تخاف على نفسك من الإصابة بالعدوى ".
استمدت سماح قوتها من كلمات جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله الداعم للكوادر الطبية والتمريضية والفنية الأمر الذي كان له الأثر في نفسها ، فاستمدت القوة والهمة وعملت بإخلاص من اجل الوطن .
وعبرت سماح عن تقديرها لجهود وزارة الصحة لتوفيرها لكافة المستلزمات الصحية لحماية الكوادر التمريضية والطبية من الإصابة بالعدوى من خلال توفير اللباس الخاص والقفازات والكمامات والمعقمات وأيضا تخصيص فندق لحجر الكوادر وذلك لحماية أسرهم أيضا .
وقالت سماح " تم تطبيق معايير السلامة واكثر مما توقعنا ، كان الخوف علينا كوننا نعمل في قسم العزل من الوزارة والمستشفى ، كانوا يخافون أن نصاب وننقل العدوى لأطفالنا وعائلاتنا ..كنت أخاف ان انقل العدوى لاهلي او طفلي حينها كنت ساتحمل ذنب ما حدث ، ولهذا كنا نطبق كافة إجراءات السلامة المطلوبة منا.
وقالت سماح "لم أتوقع أن يذكرني وزير الصحة ويتحدث عن قصتي بابتعادي عن اولادي 28 يوم ، فهذا تقدير لي ولزميلاتي الممرضات من الوزير شخصيا ".
وقالت " قبيل عودتي لمنزلي ودعت مرضاي ومن هم أيضا من تعافى وغادر المستشفى الا ان كلماتهم ما زالت تؤثر بي ، لم يشاهدوا ملامح وجهي لكن صوتي كان كافيا بأن يساعدهم على تخطي المرض".