ملعب توتنهام
كورونا والكرة الأوروبية.. بحر من الأسئلة بلا جواب؟
تتخبط الكرة الأوروبية ولا سيما دورياتها الخمس الكبرى في دوامة كورونا التي فرضت حالة من الضبابية المطلقة حيث لم يبرز حتى الآن ذلك الضوء في آخر النفق.
على الرغم من التخفيف الحذِر لأوامر الحجر المنزلي في بعض البلدان، لا تزال قيود الإغلاق سارية في غالبية دول العالم للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وعلى رأسها الأوروبية مثل إنكلترا، إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا وفرنسا، دول البطولات المحلية الخمس الكبرى في كرة القدم المتوقفة منذ أكثر من شهر.
اقرأ أيضاً : تونس تمدد الإغلاق التام للسيطرة على فيروس كورونا
ومع تخطي عدد ضحايا "كوفيد-19" عتبة 160 ألف شخص حول العالم من أصل أكثر من مليونين و300 ألف إصابة، في ما يأتي عرض لواقع خطط إعادة استئناف الدوريات الخمس الكبرى في القارة العجوز.
إنكلترا
أكدت رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز مرارا وتكرارا أن هدفها إنهاء الموسم بإقامة المباريات الـ92 المتبقية، لكن استمرار أزمة "كوفيد-19" يحول حتى الآن دون وضع جدول زمني محدد.
وفي ظل تبقي تسع مباريات لغالبية الأندية العشرين في الدوري، تردد ان الاجتماع الذي عقدته الجمعة عبر تقنية الاتصال بالفيديو، ناقش إمكانية إنهاء الموسم في غضون 40 يوما. وأشارت تقارير الى أن الأندية تبلغت ضرورة إنهاء الموسم المحلي بحلول 31 تموز/يوليو، على أن يبدأ موسم 2020-2021 بحلول الأسبوع الأول من أيلول/سبتمبر على أبعد تقدير.
تم تمديد فترة الاغلاق والحجر الذاتي في المملكة المتحدة حتى السابع من أيار/مايو على الأقل، وثمة قبول عام بين الأندية بأن استئناف الموسم سيكون خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين، في ظل القيود المفروضة على التجمعات والتي يرجح ان تبقى سارية في المستقبل المنظور.
اقرأ أيضاً : حظ الكبار.. كيف استفاد ريال مدريد وبرشلونة من أزمة كورونا؟
وأفاد بيان لرابطة الدوري الممتاز أنه يجري العمل على عدد من السيناريوهات المعقدة، مع مخاوف من أن الفشل في إنهاء الموسم قد يكلف الدوري أكثر من مليار جنيه استرليني (1,2 مليار دولار).
إسبانيا
تحدث رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس الأسبوع الماضي عن امكانية استئناف الموسم في أيار/مايو، لكن تصريحاته أتت قبل قرار السلطات السبت تمديد الإغلاق أسبوعين حتى التاسع من أيار/مايو.
وأكد تيباس أنه لا يمكن للفرق معاودة تمارينها إلا بعد انتهاء حالة الطوارئ في البلاد، لكنه كان مصمما على أن إلغاء الموسم "ليس خيارا" نظرا الى التداعيات المالية الهائلة التي ستطال الأندية بسبب توقف المداخيل.
اقرأ أيضاً : إعلان هام من الأمير علي للرياضيين الأردنيين الراغبين بالعودة للمملكة
وقدر تيباس أن الإلغاء سيكلف الأندية قرابة مليار يورو (1,08 مليار دولار)، محددا ثلاثة مواعيد ممكنة لاستئناف الدوري هي 28-29 أيار/مايو، 6-7 حزيران/يونيو و28-29 حزيران/يونيو.
ومن المتوقع أن تقام المباريات بغياب الجمهور، أقله في المراحل الأولى بعد العودة، وحتى أن بعض الفرق تواجه احتمال اللعب خارج أرضها بسبب أعمال بناء مجدولة في منشآتها.
واقترح الاتحاد الإسباني للعبة الترتيب الحالي للفرق لتحديد أي منها سيشارك في المسابقتين القاريتين الموسم المقبل في حال إلغاء البطولة نهائيا، لكن رابطة الدوري والاتحاد الأوروبي لم يعطيا موافقتهما على الخطة.
إيطاليا
قال الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أن الدوري قد يستأنف "في أواخر أيار/مايو، أوائل حزيران/يونيو"، معتبرا أن أولئك الذين يدعون الى إلغاء الموسم "لا يحبون كرة القدم أو الإيطاليين".
واعتبر رئيس الاتحاد غابرييلي غرافينا أن الفرق بحاجة الى ثلاثة أسابيع لتحضير لاعبيها من أجل استئناف الموسم بعد رفع إجراءات الإغلاق والحجر الذاتي المقرر مبدئيا في الرابع من أيار/مايو.
وأشار الى أنه "ستكون هناك فترة مراقبة لضمان خلو جميع المشاركين من الفيروس. إذا كانوا جميعهم (فحوص) سلبيين، فلا توجد مشكلة في مسألتي التباعد الاجتماعي أو انتقال العدوى".
لكن مسؤولين صحيين حذروا من استئناف الدوري الشهر المقبل.
ووفقا لوسائل الإعلام الإيطالية، انضم بريشيا وتورينو الى لائحة الأندية المعارضة علنا لاستئناف الدوري الذي تتبقى 12 مرحلة على نهايته، مع ثماني مباريات مؤجلة من مراحل سابقة، ما يعزز فرضية عدم التمكن من إنهاء الموسم قبل أواخر تموز/يوليو.
ألمانيا
ستعقد رابطة الدوري الألماني لكرة القدم اجتماعا عبر الفيديو في 23 نيسان/أبريل بمشاركة الأندية الـ36 للدرجتين الأولى والثانية، وذلك لمناقشة امكانية استئناف المباريات في أوائل أيار/مايو، وإن من دون جمهور.
وعاد اللاعبون الى التمارين مع الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي، وإذا أعطت السلطات الصحية الضوء الأخضر، قد يكون الـ "بوندسليغا" أول دوري أوروبي كبير يعاود نشاطه.
لكن هناك جدل حول توافر ما يكفي من الاختبارات لكشف "كوفيد-19" والحفاظ على سلامة اللاعبين.
وفي ظل حظر التجمعات العامة حتى 31 آب/أغسطس، تتعزز فرضية أن تقام المباريات من دون جمهور، على أن تجري الأندية اختبارات للاعبيها والمدربين والموظفين كل ثلاثة أو أربعة أيام، ويوضع في الحجر الصحي من تثبت إصابته بالفيروس وليس الفريق بأكمله، مع أمل بإنهاء الموسم بحلول 30 حزيران/يونيو.
ويحظى هذا التاريخ بأهمية كبيرة لأنه سيضمن قرابة 300 مليون يورو (326 مليون دولار) من عائدات النقل التلفزيوني وحدها، ما قد ينقذ بعض الأندية من خطر الإفلاس.
فرنسا
تركز الأندية الفرنسية على إمكانية استئناف اللعب وإنهاء الموسم بحلول أواخر تموز/يوليو، وذلك على رغم قرار الرئيس إيمانويل ماكرون تمديد الإغلاق حتى 11 أيار/مايو وحظر التجمعات حتى منتصف تموز/يوليو.
واستنادا الى ذلك، لن تتمكن الفرق من العودة الى التمارين قبل 11 أيار/مايو على أقل تقدير (المهلة قابلة للتمديد بحال ارتأت السلطات الصحية ذلك)، مع سيناريو محتمل بأن يستأنف الدوري في حزيران/يونيو خلف أبواب موصدة.
ووضعت رابطة الدوري لنفسها موعد 23 آب/أغسطس لانطلاق موسم 2020-2021، لكنها لا تزال عازمة على إكمال الموسم الحالي أولا.
وتبقى هناك عشر مراحل على نهاية الموسم من أصل 38. وأوضح أحد مسؤولي الرابطة أن "السيناريو المفضل" هو استئناف الموسم في 17 حزيران/يونيو على أن تقام مرحلتان في الأسبوع لكي يصل دوري "ليغ 1" الى نهايته في 25 تموز/يوليو.