التوعية بفيروس كورونا باستخدام قوالب الحلوى
حتى في زمن كورونا .. الفلسطينيون في غزة لا يتوقفون عن الإبداع (صور)
إنه اليوم الرابع من الحجر في مدرسة "سكينة بنت الحسين" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، الجميع هنا خائفٌ وقلق، لكن في ظل هذا التوتر كان محمود حمودة يجهز خفية لمفاجأة زوجته ختام بيوم ميلادها، محاولا خلق بسمة على الوجوه المتعبة.
اتفق الشاب مع عناصر الأمن لينقلوا له قالب الحلوى الخاص بيوم الميلاد الذي أعدته قريبة له وأرسلته للمدرسة، لكنهم لم يكتفوا بذلك بل قاموا بالتزيين والتجهيز بمبادرة شخصية منهم، وخلال دقائق انتشرت صور يوم الميلاد وفرحة المحجورين على مواقع التواصل، لكن ما لفت الأنظار بشكل كبير هو "كيكة كورونا".
وعن الفكرة يقول محمود (28 عاما) إنه وزوجته ختام كانا قادمين من رحلة سفر طويلة من جمهورية مصر العربية، ثم تفاجؤوا بحجرهم لمدة 14 يوما قابلة للتجديد في إحدى المدارس، لذا فكر في شيء يمكن أن يغير الأجواء الحزينة داخل المدرسة.
أما فكرة قالب الحلوى فكانت من صناعة الشابة منى رياض التي رسمت صورة لفتاة تضع كمامة على وجهها، لتتناسب مع الوضع داخل الحجر، وللفت النظر إلى أهمية الوقاية من الوباء الذي اجتاح معظم دول العالم.
وعن الاحتفال يروي الزوج للجزيرة نت قائلا "كان يوما جميلا شاركت فيه عناصر الشرطة وتزامن مع زيارة المحافظ ومدير الشرطة الذين شاركونا فرحتنا، واستطعت إدخال الفرحة إلى قلب زوجتي وإسعاد من حولنا من المحجورين".
حجر
وقامت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة بنقل المسافرين العائدين من خارج القطاع إلى عدد من المدارس خشية من تفشي فيروس كورونا داخل المجتمع، بالتزامن مع بدء التجهيز لبناء ألف غرفة حجر في موقعين شمال وجنوب القطاع.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت إنهاء الحجر الصحي لعدد 1018 مستضافا في مراكز الحجر من بينهم 233 من الطواقم الطبية ورجال الأمن والخدمات المساندة والنظافة، بعد إتمام كافة الفحوصات للاطمئنان على سلامتهم.
الفكرة تتطور
التقط مصنع حلويات "قصر الندى" فكرة قالب الحلوى الخاص بفيروس كورونا، خاصة مع ازدياد طلب الزبائن عليه، مما شجع المصنع لإنتاج كميات كبيرة، تمكن من تسويقها في وقت قصير.
مدير المصنع حسن أبو زرقة أكد للجزيرة نت أن فكرة التوعية من خلال قوالب الحلوى والأفكار البسيطة القريبة للمواطنين تعد أكثر نجاعة وانتشارا، خاصة لدى الأطفال والشباب الذين يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير.
لم تنجح فكرة قالب الحلوى في التوعية فقط، بل استطاعت الحفاظ على عمل نحو عشرين موظفا داخل المصنع، ساعدهم زيادة الإنتاج والطلب على البقاء في أعمالهم، خلافا للعديد من الأعمال والشركات والمصانع التي تخلت عن عدد كبير من موظفيها وعمالها بسبب الأزمة.
وأصبحت "كيكة كورونا" علامة مسجلة للمناسبات في قطاع غزة، وتوسعت وامتدت لتصبح عربية وعالمية فيما بعد، في الوقت الذي يزداد فيه معدل الإصابة وانتشار فيروس كورونا المستجد في دول العالم.
ويحاول المصنع والعديد من أصحاب الأعمال في غزة ابتكار أفكار جديدة يمكن تسويقها للسوق المحلي تتناسب مع الأوضاع الصعبة التي يعيشها المجتمع، بحيث تستطيع المحافظة على أعمالهم قائمة، وتساعد في نشر مثل هذه الأفكار في ذات الوقت.