تعبيرية
إضافة للتباعد وغسل اليدين.. سلاح فعّال لم ينتبه له أحد لمواجهة كورونا
أصبح التباعد الاجتماعي وغسل اليدين هما الخط الأمامي في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد، لكن هناك عامل آخر قوي متاح للحماية للجميع وبشكل فوري، وهو إيقاعك اليومي وفقا لأحد الخبراء البارزين وهو لدكتور ساتشين باندا.
والدكتور ساتشين باندا وهو أحد الخبراء البارزين في مجال الإيقاع اليومي أو الساعة البيولوجية، في موقع "إنفيرس" وهي شركة إعلامية رقمية أميركية تغطي موضوعات مثل التكنولوجيا والعلوم والثقافة "لجمهور الألفية".
يقول الدكتور باندا في مقال له نشره موقع الجزيرة إنه في حين أن العزل والنظافة فعالان في الحد من احتمال الإصابة بالعدوى، إلا أنهما لا يفعلان الكثير لزيادة قدرتنا على مواجهة الفيروس وتقليل معاناتنا منه وتسريع تعافينا، بالإضافة إلى ذلك، فإن التوتر والقلق في الظروف الحالية لا يساعدان.
أقوى الدفاعات
ويضيف أن الضغوط على صحتنا الجسدية والنفسية يمكنها أن تجعلنا أكثر عرضة للفيروسات والمشاكل الصحية الأخرى، مشيرا إلى أن تعزيز مناعتنا بالحفاظ على إيقاع يومي قوي سيكون من أقوى الدفاعات التي تمكننا من مواجهة الفيروسات والأمراض.
يُشار إلى أن باندا يترأس مختبرا يبحث في الإيقاع اليومي للشخص أو ما يُطلق عليه الساعة البيولوجية، وهي الدورات اليومية لوظائف الجسم التي تشكل أساس الصحة الجيدة.
ويشرح باندا أن إيقاع الجسم هذا الموجود في كل عضو من الأعضاء وجزء من الدماغ تقريبا، أساسيٌّ وحيويٌّ لجهاز المناعة إذا كان متزامنا في الرئتين والقلب والكلى والدماغ وسيضمن سير العمليات في كامل الجسم كما هو مخطط لها بينما يتفرغ جهاز المناعة لمحاربة الفيروس وهزيمته بشكل فعال.
وعندما تكون أنظمة التوقيت في جسم الإنسان غير متزامنة، يتم اختراق الأعضاء الأساسية، مما يقلل من قوة نظام المناعة، واضطراب الساعة البيولوجية ويصعّب هزيمة الفيروس.
كيف نحافظ على إيقاع جيّد؟
الجواب بسيط ويكمن في تطوير روتين يومي والالتزام به باستمرار.
ويتزامن إيقاع الساعة البيولوجية في الدماغ مع العالم الخارجي بالنور والظلام، وتتم مزامنة الإيقاعات اليومية في بقية الجسم عندما نتناول طعامنا. ويمكننا الحفاظ على إيقاع يومي صحي من خلال الممارسات البسيطة التالية وهي النوم، ووقت تناول الطعام، والتعرض لضوء النهار، وكذلك إدارة الضغوط وممارسة الرياضة.
النوم هو أحد أهم العوامل في الحفاظ على إيقاع يومي صحي (غيتي)
النوم
هو أعمق مؤشر على الإيقاع اليومي الصحي، فعندما يُصاب نومنا بالقلق، يكون لذلك تأثيرات أبعد من أدمغتنا. وقد أظهرت الدراسات أن الحيوانات والبشر المحرومين بشكل مزمن من النوم الجيّد لديهما جهاز مناعة ضعيف، لذلك فإن الحفاظ على جدول نوم ثابت هو إستراتيجية قوية للحفاظ على مناعة أفضل.
ويقترح باحثو النوم أن ينام الرضع والأطفال الصغار لمدة تصل إلى 12 ساعة والبالغون ثماني ساعات، مع تعتيم الضوء لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات قبل وقت النوم والاستحمام قبل النوم، لأن ذلك من شأنه تنظيف جسمنا وغسل أي فيروس قد يكون عالقا في بشرتنا.
الأكل
توقيت تناول طعامنا يمكنه تحسين إيقاعنا أو الإخلال به، فقد أظهرت الدراسات أن تناول الطعام بعد فترة انقطاع تتراوح بين 8 و12 ساعة يقلل من خطر الأمراض والعدوى ويحسّن صحة الدماغ والجسم. ويُشار إلى هذا النمط من الأكل باسم الأكل المقيّد زمنيا أو الصيام المتقطع. وعدم الالتزام بذلك يضعف الأعضاء، بما في ذلك الأمعاء والكبد والعضلات والقلب والكلى والرئتان.
ويمكن تعزيز ذلك بتناول الطعام الصحي المطبوخ في المنزل للحفاظ على الأمعاء والكبد والقلب والرئة والكلى وقوة المناعة. وقد يساعد تناول الطعام المقيّد زمنيا في التخلص من الوزن الزائد وإدارة ضغط الدم والجلوكوز والكوليسترول.
الضوء والظلام
وأخيرا، يلعب الضوء والظلام دورين حاسمين في إيقاع الدماغ اليومي وصحته. فالوجود تحت ضوء الشمس الطبيعي لمدة ثلاثين دقيقة على الأقل كل يوم هي طريقة مهمة لمزامنة ساعة الدماغ مع العالم الخارجي. كما أنه يقلل من الاكتئاب والقلق ويزيد من اليقظة.
يُضاف إلى ذلك أن الأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس هي مطهر للملابس وقد تقتل البكتيريا والفيروسات التي قد تكون متصلة بالملابس الخارجية.
وعندما يحل الظلام في الخارج، فإن تقليل الضوء الداخلي الساطع لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات قبل النوم يساعدك في النوم.
إدارة الضغوط والإجهاد
اقض مزيدا من الوقت مع الأشخاص الذين تعيش معهم وتواصل مع عائلتك وأصدقائك البعيدين عبر دردشة الفيديو، واجعل عقلك منشغلا بالأفكار الإيجابية، واقرأ بعض الكتب التي تريد قراءتها منذ فترة طويلة، واستمع للموسيقى ومارس بعض ألعاب الطاولة وقم بحل الألغاز، وتجنب المشاهدة الكثيرة للتلفزيون والأخبار المحبطة، ولا تنسَ ممارسة بعض التمارين الرياضية.
ويختم الدكتور باندا مقاله بالقول إن الأمر لا يستغرق سوى أسبوع لوضع هذه الخطة واتباعها، وفي الأسبوع الثاني قد تبدأ في التمتع بفوائد الإيقاع اليومي الصحي.