مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

ارشيفية

1
Image 1 from gallery

أحياء القدس .. تهميش متعمد من الاحتلال ونقص حاد بفحص "كورونا"

نشر :  
12:19 2020-04-08|

يشتكي نحو 70 ألف مقدسي يعيشون في الأحياء الشمالية لمدينة القدس المحتلة من عدم وجود مستشفى ميداني أو مركز لفحص الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس "كورونا" المستجد، مما يثير قلقهم وتخوفهم الشديد من تفشي الفيروس.


فأحياء (كفر عقب، سميراميس، حي زغير وحي المطار)، الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، تعاني منذ سنوات طويلة تهميشًا وإهمالًا متعمدًا في كافة القطاعات من قبل بلدية الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها تفاقمت مع أزمة انتشار "كورونا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها ضواحي القدس.

وما يقلق السكان والأطباء الخوف من تفشي الفيروس على نطاق واسع، خاصة بعدما سجلت قرى ضواحي القدس 99 حالة مصابة بـ "كورونا"، وأصحبت مناطق موبوءة.

وهذا ما سيضع الجميع تحت الضغط وطائلة المسؤولية، وسط دعوات للتدخل العاجل من أجل الإسراع في إقامة مستشفى ومركز للفحص داخل الأحياء الشمالية.

تفتقر لمستشفى ميداني

يقول ريس لجان الأحياء الشمالية منير زغير  في تصريحات صحفية: "منذ إعلان حالة الطوارئ وأزمة تفشي كورونا، والأوضاع الاقتصادية والصحية في تلك الأحياء صعبة للغاية، بحيث تفتقر لوجود مستشفى ميداني ومركز لفحص الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس".

ويضيف "قبل أزمة كورونا ونحن نطالب الجهات المعنية بإقامة مستشفى بالأحياء الشمالية، لكن دون جدوى، واليوم نحن بأمس الحاجة لإقامة المستشفى، لأن الوضع الصحي لا يحتمل أي تأخير في ذلك".

"توجهنا عبر محامين ومؤسسات حقوقية لمحكمة العدل الإسرائيلية العليا وتم تقديم التماس من أجل إقامة مستشفى ميداني على حاجز قلنديا العسكري، كي يتاح نقل الحالات المشتبه بها إلى تلك المستشفى، ولا زلنا ننظر الرد على الالتماس".

ويتابع زغير "من حق المواطنين أن يكون لهم مستشفى داخل أحيائهم، بدلًا من اجتياز مسافة من أجل الوصول لمستشفيات القدس، خاصة في تلك الظروف الصعبة ووجود حالات مصابة بكورونا في ضواحي القدس".

وقبل عدة أيام، طالبت المحامية طال حاسين من جمعية حقوق المواطن في "إسرائيل"، برسالة عاجلة، المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية موشيه بن سيمان طوف، والمدير العام لـ"نجمة داوود الحمراء"، بإصدار تعليمات إلى فرق إسعاف "نجمة داوود" لدخول أحياء القدس الواقعة خلف الجدار، في حال تم الابلاغ عن أي حالات إصابة أو مشتبه بإصابتها لأي من المواطنين هناك، وفحصه أو نقله إلى المستشفى.

وتأتي هذه المطالبة بعد شكاوى من أن سيارات الإسعاف التابعة لـ"نجمة داوود الحمراء"، لا تدخل هذه الأحياء، وتقوم بتلبية نداء المحتاجين شريطة وصولهم إلى الحاجز العسكري الاسرائيلي المقام عند مخيم شعفاط أو إلى حاجز قلنديا.

وذكرت الرسالة أن هذه الممارسة غير معقولة وغير منطقية، في ظل انتشار وباء "كورونا"، خاصة بسبب الاكتظاظ المروّع في هذه الأحياء، الامر الذي يثير مخاوف خطيرة وجديّة من انتشاره بين السكان هناك.

وأشارت إلى أن وزارة الصحة الاسرائيلية و"نجمة داود الحمراء" ملزمتين - بموجب القانون- برعاية وإجلاء المرضى من هذه المناطق، ونقلهم إلى المؤسسات الطبية لتلقي العلاج.

بدورهم، قال مسؤولون طبيون من شرقي القدس إن وزارة الصحة الإسرائيلية لا تستعد بشكل صحيح لتفشي الفيروس في تلك المناطق، وأنها لا تجري أي اختبارات، ولا يتلقون التعليمات والإرشادات اللازمة للحجر المنزلي.

ولفتوا إلى أن فرق "نجمة داود الحمراء" لا تدخل تلك الأحياء الفلسطينية، خاصةً التي تقع خارج الجدار الفاصل، ولم يتم فحص سوى عدد قليل من السكان في المستشفيات أو منازلهم.

ويطالب رئيس لجان أحياء القدس الشمالية، السكان المقدسيين بالالتزام بالتعليمات والإجراءات اللازمة للوقاية من "كورونا، وعدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة.


معاناة متفاقمة

ونتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها أزمة "كورونا" وما أفرزته من توقف العشرات عن العمل وإغلاق المحال التجارية، فقد أصبحت شريحة واسعة من الأسر في أحياء القدس الشمالية بدون مصدر دخل، وبحاجة إلى مساعدات عاجلة للتخفيف من معاناتهم. يقول زغير

ويوضح أن بلدية الاحتلال لا توفر للسكان أدنى مقومات الحياة، رغم أن" القانون الإسرائيلي ينص على أن كل مواطن يحمل الهوية الزرقاء ويسكن في أحياء تتبع إداريًا للبلدية" عليها أن توفر له كل احتياجاته اقتصاديًا وصحيًا وتعليميًا وغيرها.

ولا تمنح بلدية الاحتلال تلك الأحياء أيًّا من الخدمات، فالطرقات مشوّشة، والبنية التحتيّة للصرف الصحّي والمياه والكهرباء منقوصة، والخدمات الحيويّة شبه معدومة، وما فاقم معاناة السكان الظروف الصحة الراهنة.

ويشير إلى أن نحو 200 عائلة بأحياء القدس الشمالية يعيشون تحت خط الفقر هم بحاجة ماسة لمساعدات مالية عاجلة تعينهم على توفير المستلزمات الأساسية لأبنائهم، ودفع إيجار السكن.

ويطالب زغير رئيس الوزراء محمد اشتية بتشكيل صندوق مالي لدعم العائلات الفقيرة والمهمشة بالقدس، والتخفيف من معاناتهم حتى انتهاء هذه الأزمة.

ورغم ما تعانيه "مستشفيات القدس الشرقية" من شح في الموارد المالية والإمكانيات، مما يعيق توفير كافة أنواع العقاقير الطبية والعلاجات وبالكميات المطلوبة، إلا أنها أعلنت استعداداتها للتعامل مع حالات الإصابة بفيروس "كورونا"، والتي تحتاج إلى العناية السريرية.

وقررت شبكة المستشفيات أن يستقبل مشفيا المقاصد وسانت جوزيف (الفرنساوي) المصابين بفيروس "كورونا" ممن يحتاجون العناية الطبية والحالات المشتبه بإصابتها، فيما خصّص مستشفى المطلع قسمًا خاصًا معزولًا في حال إصابة أي من مرضاه من مرضى السرطان وغسيل الكلى بالفيروس.

كما تم التنسيق مع مركز إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس لنقل الحالات المصابة أو المشتبه بها إلى مستشفيي المقاصد والفرنساوي.

لكن تلك المستشفيات ما زالت تحتاج إلى التجهيزات الطبية والوقائية، لا سيما أجهزة التنفس الاصطناعي، ما يتطلب تحركًا عاجل لتلبية احتياجات المستشفيات حتى تصل إلى درجة الجهوزية التامة.