اختطاف طائرة سابينا البلجيكية إلى مطار اللد
الموت يغيب الفدائية الأردنية تيريز هلسة
غيب الموت السبت الفدائية والمناضلة الأردنية تيريز هلسة بعد معاناه مع المرض.
وكتب ابنها سلمان حلمي هلسة على صفحته على "فيس بوك" وكتب:
امي، الملاك الجميل.
فارقتنا امي صباح اليوم بعد حياة كان عنوانها المحبة والعطاء.
فارقتنا بعد صراع مع مرض السرطان الرئة في مراحله المتقدمة.
فارقتنا ولم تفارق وجهها الابتسامة.
فارقتنا ولم تفارق للحظة كيانها القوة العجيبة.
فارقتنا ولازالت روحها ترفرف على مآسي البؤساء تحارب لتخلق من البؤس جمالاً.
رحلت امي ومعلمتي وحبيبتي وكلي.
تريز هلسة هي فدائية فلسطينية، ولدت عام 1954م في البلدة القديمة في مدينة عكا شمال فلسطين، لعائلة أردنية مسيحية متوسطة الحال، تريز الثالثة بين اخواتها، والدها أردني الاصل، قدم من مدينة الكرك إلى فلسطين عام 1946م. امّها هي نادية حنا من قرية الرامة (عكا) في الجليل الاعلى، انهت دراستها الثانوية في مدرسة تيراسنتا الاهلية في عكّا، ثم اكملت دراستها في موضوع التمريض في المستشفى الانجليزي في مدينة الناصرة.
قررت هلسة ان تنضم إلى الكفاح المسلح في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، بعد ان شهدت في عكا عام 1970، واقعة القبض في عرض البحر على ما عُرف لاحقاً بـ«مجموعة عكا»، حيث قتل أحد أعضائها من أبناء عكا وعند تشييعه، منعت القوات الإسرائيلية عائلته من رؤية جثته في قبل الدفن لمنع كشف التعذيب الذي تعرض له، حيث روت لاحقا ان هذه الحادثة مثلت نقطة مفصلية في قرارها.إضافة إلى تأثرها بالعمليات الفدائية الفلسطينية ضد إسرائيل التي ازدادت في مطلع السبعينيات، وفي 23 تشرين الثاني /نوفمبر 1971، غادرت أراضي ال 48 دون علم عائلتها وهربت إلى الضفة الغربية ثم إلى لبنان، برفقة شابة زميلة لها في الدراسة.
انضمت لحركة فتح وانخرطت في مجموعة ايلول اسود، وعرف عنها موقفها ان للنساء حق المقاومة في الصفوف الامامية، في 8 أيار/ مايو 1972، كانت واحدة من بين اربع فدائيين شاركوا في اختطاف طائرة سابينا البلجيكية إلى مطار اللد عام 1972، والتي خطط لها علي حسن سلامة، كان الهدف من وراء هذه العملية هو مبادلة الرهائن باسرى أردنيين وفلسطينيين، فشلت العملية واستولى جيش الدفاع التابع للاحتلال على الطائرة في مطار اللد، وانتهى باصابتها واعتقالها مع زميلتها ريما عيسى ومقتل الفدائيين الاخرين علي طه وزكريا الاطرش، قدمت للمحاكمة في إسرائيل وحكم عليها بالسجن المؤبد مرتين واربعين عام، قضت منها 10 سنوات في السجن إلى ان انتهت بالنفي بعد الافراج عنها بصفقة التبادل عام 1983.
وعاشت تريز هلسة في مدينة عمان مع زوجها واولادها الثلاثة،وحرمت من دخول الاراضي الفلسطينية ورؤية عائلتها في عكا وحيفا، وقد صرّحت تريز انّها غير نادمة ابدا على عملها المسلح، حيث قالت انها رفضت الاستسلام خلال خطفت الطائرة واصابت بنيامين نتنياهوبرصاصها خلال اطلاق النار، الذي شارك في عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين. من الجدير بالذكر ان تريز عاملت الرهائن في الطائرة الذين كانو مدنيين معاملة حسنة، واعلنت ان مشكلتها بالاساس مع المؤسسة والدولة الصهيونية.