ارشيفية
كيف اخترق فيروس كورونا الحدود فيما إيبولا الأكثر فتكا بقي حبيس القارة السمراء؟
بعد مرور أكثر من عام على محاربة تفشي فيروس إيبولا، الذي أودى بحياة أكثر من 2200 شخص في أفريقيا قبل القضاء عليه، في وقت يشهد فيه العالم تأهبا لمواجهة التهديد الناشئ عن فيروس كورونا المستجد (COVID-19).
وفيروس إيبولا الذي يعرف باسم "حمى الإيبولا النزفية"، ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات البرية، ويبلغ معدل الوفاة بسببه 50% تقريبا.
وظهر المرض لأول مرة عام 1976، حيث تفشى في السودان وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية في قرية على مقربة من نهر إيبولا، ومنه اكتسب المرض اسمه.
وفي آذار 2014 انتشر من جديد في غرب أفريقيا وتسبب في كثير من الإصابات والوفيات، وتفشى في غينيا وسيراليون وليبيريا والسنغال ومالي ونيجيريا والولايات المحتدة الأميركية، وقد توفي تقريبا نصف من كانوا مصابين بالوباء.
ويشار إلى أن أكثر من 5% من ضحايا الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية كانوا من العاملين الصحيين الذين أصيبوا بالمرض من خلال الاتصال بسوائل أجسام المصابين، وفقا للوكالة الأممية.
وفي حفل مليء بالمشاعر، خرجت آخر مريضة بفيروس إيبولا في جمهورية الكونغو - وهي امرأة تدعى ماسيكو - من مركز للعلاج.
An emotional day in #Beni #DRC as Masiko, the last #Ebola patient in DRC leaves the Ebola treatment centre in #Beni! Our @WHO team was delighted to share this victory with Masiko, @MinSanteRDC, our partners, & the people of Beni. pic.twitter.com/2OQ1N14x1e
وينتقل فيروس إيبولا بين البشر من خلال التماس المباشر مع سوائل الجسم، كالدم والإفرازات الأخرى مثل (اللعاب، البول، البراز، السائل المنوي والإفرازات المهبلية) للشخص المصاب.
وهذا الأمر يطرح تساؤلات كثيرة عن عدم اجتياح الفيروس لدول كثيرة مثلما يحدث اليوم مع فيروس كورونا الذي تسلل إلى أكثر من 80 دولة حول العالم والعدد مرشح للزيادة.
ويقول مختصون أن وباء ايبولا أكثر فتكا إلا أن وسيلة انتقاله أكثر صعوبة من كورونا.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، يوجد لدى 2019-CoV " كورونا" قواسم مشتركة أكثر بكثير من السارس مقارنةً بالإيبولا ، لأنها تأتي من نفس العائلة، خاصة أن السارس يسبب أعراضا تنفسية مشابهة لكورونا، وقد ظهر المرض بشكل ملحوظ في الصين من عام 2002 إلى عام 2004 ، حيث أصاب أكثر من 8000 شخص في 26 دولة، وتقدر المنظمة أن أكثر من 700 شخص قد لقوا حتفهم في تفشي المرض، والذي بدأ كفيروس كورونا جديد مثل 2019-CoV " كورونا".
سارس هو أيضا فيروس محمول جوا، حيث يسبب الالتهاب الرئوي الفيروسي، وأجبر المرض المسئولين على إعلانه حالة وباء، لكن الحالات في البلدان خارج الصين كانت محدودة، فمن بين 8000 شخص، تم العثور على أربعة فقط في المملكة المتحدة، واكتشف المسئولون جيبًا لتفشي المرض في كندا.
وانتشر فيروس كورونا المستجد، في كانون الأول الماضي، حيث بدأ من مدينة ووهان الصينية، قبل أن ينتشر عالميا، ما أدى إلى حالة استنفار دولية لمحاصرته.