المرشح الديموقراطي للرئاسة الأمريكية مايكل بلومبرغ
الأنظار على الملياردير الديموقراطي بلومبرغ قبل أول مناظرة انتخابية له
يواجه الملياردير الأمريكي مايكل بلومبرغ الذي يتهمه خصومه بانه "اشترى" مكانه في السباق الرئاسي، الأربعاء منافسيه المرشحين الآخرين لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي من أجل خوض الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني، خلال أول مناظرة متلفزة له في الحملة.
ويتوقع ان تكون المناظرة التي تجري مساء في لاس فيغاس في ولاية نيفادا (2,00 ت غ الخميس)، حامية بين من يتطلعون إلى إلحاق الهزيمة بالرئيس الجمهوري دونالد ترمب خلال الانتخابات الرئاسية.
ويقدّم بلومبرغ الذي تصنفه مجلة "فوربز" بانه تاسع أغنى رجل في العالم، نفسه على أنه المرشح القادر على استقطاب الوسط. وتكلّف حملة بلومبرغ الذي تولى رئاسة بلدية نيويورك ويدير وكالة بلومبرغ المالية مئات الملايين من الدولارات، تصرف من حسابه الشخصي.
وفي عطلة نهاية الأسبوع، توجه السناتور المستقل بيرني ساندرز صاحب الحظوظ الأعلى للفوز في ترشيح الحزب الديموقراطي بحسب استطلاعات الرأي، لبلومبرغ بالقول إن "الأميركيين اكتفوا من أصحاب المليارات الذين يشترون الانتخابات".
وبحسب استطلاع وطني نشر الأربعاء، حقق ساندرز تقدماً ملحوظاً في نوايا التصويت في السباق الديموقراطي للانتخابات الرئاسية.
وحقق ساندرز في شباط نسبة 32% من نوايا التصويت، متقدماً 9 نقاط عن كانون الثاني، وفق الاستطلاع الشهري الذي تجريه صحيفة واشنطن بوست وشبكة ايه بي سي.
وبلومبرغ الذي لم يشارك بعد في أي جولة من الانتخابات التمهيدية، صعد إلى المركز الثالث في هذا الاستطلاع مع نسبة 14%.
حلّ جو بايدن الذي عانى من انتكاسة في انتخابات ولايتي أيوا ونيوهامبشر من جهته ثانياً في الاستطلاع، أما السناتورة التقدمية إليزابيث وارن فقد احتلت المركز الرابع، يليها مرشحان معتدلان حققا تقدماً مفاجئاً هما رئيس بلدية ساوث بند السابق بيت بوتيدجيدج والسناتورة إيمي كلوبوشار.
- أكثر من 300 مليون دولار -
وبعد دخوله المتأخر في الحملة الانتخابية في تشرين الثاني، اعتمد بلومبرغ استراتيجية نادراً ما استخدمت في تاريخ الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة، بقراره عدم خوض الانتخابات في الولايات الأربع التي تصوت في شباط (أيوا، نيوهامبشر، نيفادا، وكارولاينا الجنوبية).
وسيدخل السباق في 3 آذار حين ستجري الانتخابات في 14 ولايةً.
معتمداً على هذه الولايات التي تضم عدداً كبيراً من "المندوبين"، يأمل بلومبرغ أن يعوض دخوله المتأخر، علماً أن من يحصل على غالبية المندوبين (أي 1991 مندوباً)، يفوز بترشيح الحزب.
وانتقد المرشح بيت بوتيدجيدج بشدة هذا الأسلوب الثلاثاء خلال مناظرة نظمتها شبكة "سي ان ان" في نيفادا.
وتساءل بوتيدجيدج "ماذا يمكن أن نسمي اعتماد شخص على احتياطاته غير المحدودة من الملايين والمليارات بدون أن يكلف نفسه عناء القيام بحملة انتخابية في ولايات مثل نيفادا وأيوا ونيوهامبشر؟".
وأنفق بلومبرغ، الذي تقدّر "فوربز" ثروته بنحو 60 مليار دولار، اكثر من 300 مليون دولار على الإعلانات.
ويشدد المرشح على عزمه في مكافحة التغير المناخي والتصدي لعنف السلاح المنتشر في الولايات المتحدة.
لكن الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي غير مقتنع ببلومبرغ، وينظر بعدائية لهذا المرشح الذي كان جمهورياً، ثم مستقلاً، قبل أن ينضم للحزب الديموقراطي.
وينتقد المرشحون المعتدلون بلومبرغ أيضاً لتصريحاته وسياسته السابقة التي تعدّ عنصرية.
وهو يتهم بمدافعته عن الاستجوابات وعمليات التفتيش التعسفية التي تعتبر خلف تفشي التنميط العنصري في نيويورك.
غير أنه يسعى إلى إلقاء الضوء على مقترحاته بشأن دعم الأقليات، وتلقى دعم نواب سود يرحبون باعتذاراته ويدعونه إلى المضي قدماً.
والهدف الأساسي بالنسبة للناخبين الديموقراطيين هو اختيار مرشح قادر على هزم دونالد ترمب في 3 تشرين الثاني. ويرى البعض في بلومبرغ الخيار الأفضل لذلك.
- السخرية من ترمب -
وسبق أن اندلعت الحرب أصلاً بين المليارديرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويلقب الرئيس الجمهوري المرشح الديموقراطي بـ"ميني مايك" أو "مايك الصغير" للسخرية من قامته التي تبلغ 170 سم. واتهمه الثلاثاء بدون دليل بـ"شراء الترشيح الديموقراطي بشكل غير قانوني".
يردّ بلومبرغ بالقول إن الملياردير الجمهوري يخشى مواجهته في الانتخابات الرئاسية. ويصفه بـ"الرجل الذي صنع نفسه بنفسه" للسخرية من ثروته التي "ورثها عن والده وأنفقها على نحو سيء".
وتعقد مناظرة الأربعاء في ولاية نيفادا الواقعة في الغرب الأميركي لأنها ستكون السبت الولاية الثالثة التي تنظم فيها جولة من الانتخابات التمهيدية الديموقراطية.
ويتصدر ساندرز استطلاعات الرأي في نيفادا، يليه جو بايدن ثم إليزابيث وارن وبيت بوتيدجيدج.