ارشيفية
تعليق حركة الملاحة الجوية لفترة وجيزة في طرابلس
عُلقت حركة الملاحة الجوية لبضع ساعات الأربعاء في المطار الوحيد الذي يعمل في العاصمة الليبية طرابلس، عقب سقوط صواريخ داخله، في ضربة جديدة لجهود السلام عشية مؤتمر لوزراء خارجية "دول الجوار الليبي" في الجزائر لبحث الأزمة.
وقال المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد محمد قنونو إن مطار معيتيقة الدولي تعرض لقصف "بستة صواريخ غراد"، في "خرق جديد لوقف اطلاق النار" الذي تم التوصل اليه في 12 كانون الثاني بين الاطراف المتحاربين في ليبيا.
واتهم قنونو "ميليشيات مجرم الحرب المتمرد (المشير خليفة) حفتر" بتنفيذ هذه الهجمات.
وعلّقت إدارة مطار معيتيقة الرحلات قبل أن تعلن بعد ساعات قليلة استئنافها، وتم تحويل مسار طائرات، خصوصا تلك الآتية من تونس، إلى مطار مصراتة على بعد 200 كلم شرقا.
ويشن المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، هجوماً منذ 4 نيسان للسيطرة على طرابلس. وكان مطار معيتيقة هدفاً لعدة ضربات جوية وصاروخية نسبت لقواته.
ولم تعلق قوات حفتر مباشرة على الاتهامات، لكنها اكدت انها اسقطت "طائرة مسيرة تركية" بعد اقلاعها من مطار معيتيقة، متهمة حكومة الوفاق باستخدامها لاغراض عسكرية.
وفي الأسابيع الأخيرة ضاعفت الدول الكبرى جهودها من أجل إيجاد حل سياسي للنزاع الطاحن الذي تشهده ليبيا.
وكثفت الجزائر مشاوراتها في الأسابيع الأخيرة للإسهام في إيجاد حل للنزاع في ليبيا، وقد أعلنت أنها ستستضيف الخميس اجتماعاً لوزراء خارجية "دول الجوار الليبي"، في إطار الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، بحسب بيان للخارجية الجزائرية.
وأكدت الخارجية الجزائرية في بيان أنه "بمبادرة من الجزائر، سينعقد يوم الخميس 23 كانون الثاني 2020، بالجزائر العاصمة اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، بمشاركة كل من تونس، مصر، السودان، تشاد والنيجر".
وتحرص الجزائر على الحفاظ على مسافة واحدة من طرفي النزاع الليبي وعلى رفض التدخلات الخارجية في هذا البلد الذي تتشارك معه حدوداً بطول ألف كلم تقريباً.
ولم توضح الجزائر ما اذا كانت دعت وفودا ليبية الى الاجتماع، لكن وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد طاهر سيالة اعلن في بيان "رفضه" المشاركة احتجاجا على "وجود" نظيره في الحكومة الليبية الموازية المرتبطة بحفتر، على قوله.
وفي مؤتمر للسلام عقد في برلين الأحد الفائت، تم الاتفاق على مضاعفة الجهود لوضع حد للتدخل الخارجي في الشؤون الليبية والإبقاء على حظر الأسلحة المفروض في إطار خطة لإنهاء النزاع.
كذلك اتفق الطرفان على تشكيل لجنة عسكرية بهدف إيجاد سبل لتعزيز وقف الأعمال العدائية الساري بين الطرفين المتحاربين منذ 12 الجاري توصّلاً لإقرار هدنة بينهما.
ومن المفترض أن تتشكّل هذه اللجنة العسكرية من خمسة ضبّاط يمثّلون القوات الموالية للحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس وخمسة ضبّاط يمثّلون قوات المشير خليفة حفتر.
والثلاثاء دعا مجلس الأمن الدولي طرفي النزاع في ليبيا للتوصّل "في أقرب وقت ممكن" لوقف لإطلاق النار يتيح إحياء العملية السياسية الرامية لوضع حدّ للحرب الدائرة في هذا البلد.
- جهود دولية -
وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة للمبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة، تعرّض مطار معيتيقة لعدة ضربات صاروخية وجوية منذ بدء هجوم قوات حفتر للسيطرة على طرابلس.
وتتهم قوات حفتر حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة باستخدام جزء من المطار لأهداف عسكرية، وهو ما تنفيه حكومة الوفاق.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وقد أرسلت في كانون الثاني الحالي قوات الى ليبيا بموجب اتّفاق مثير للجدل وقّعه الطرفان في تشرين الثاني.
ومن المقرر أن يجري الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد زيارة للجزائر العاصمة تستمر يومين سيبحث خلالها النزاع في ليبيا.
كذلك من المقرر أن يزور وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الجزائر الخميس، وفق ما أعلنت الخارجية الجزائرية.
ومؤخرا زار الجزائر رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ووزير خارجيته لويجي دي مايو كما وزراء الخارجية المصري سامح شكري والتركي مولود تشاوش أوغلو والفرنسي جان-إيف لودريان، لبحث الأزمة في ليبيا.