إيران تعترف في نهاية المطاف بأنها اسقطت "خطأ" الطائرة الأوكرانية

عربي دولي
نشر: 2020-01-11 23:24 آخر تحديث: 2020-01-11 23:24
ارشيفية
ارشيفية

 

في تبدل كبير بعد ثلاثة ايام على تحطم الطائرة الأوكرانية، اعترفت إيران السبت بإسقاطها "بالخطأ" طائرة مدنية أوكرانية وقدّمت اعتذاراتها مشيرةً إلى مسؤولية "نزعة المغامرة الأميركية" في هذه المأساة التي أدت إلى مقتل 176 شخصاً.

وفي كندا التي يتحدر منها عدد كبير من الضحايا، اعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو انه طلب من ايران "توضيحا كاملا" لاسباب المأساة التي وقعت الاربعاء واعلن ان فريقا من المحققين الكنديين سيصل خلال ساعات الى طهران.

وفي طهران، فرقت الشرطة طلابا كانوا يتجمعون تكريما للضحايا، معظمهم ايرانيون وكنديون وفق وكالة فارس للانباء. وذكر التلفزيون الرسمي انهم اطلقوا شعارات "ضد النظام".

وتشهد منطقة الشرق الأوسط توترات شديدة بين الأميركيين والإيرانيين، خصوصاً بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد في الثالث من كانون الثاني/يناير. 

ووعدت إيران بالانتقام لمقتله ورّدت ليل الأربعاء، قبيل تحطم طائرة البوينغ 737، فأطلقت قواتها المسلحة صواريخ على قاعدتين تضمان عسكريين أميركيين في العراق، من دون أن يسفر ذلك عن سقوط ضحايا. 

وتحطمت طائرة الرحلة "بي إس 752" التابعة للخطوط الأوكرانية الدولية ليل الأربعاء غرب طهران، بعيد إقلاعها. وأسفر تحطمها عن مقتل جميع ركابها الـ176، معظمهم إيرانيون وكنديون ولكن أيضا بينهم أفغان وبريطانيون وسويديون وأوكرانيون.

وبعد أن نفت بشكل قاطع فرضية إصابة الطائرة بصاروخ التي تحدثت عنها دول عدة بينها كندا، اعترفت إيران أخيراً بالأمر.

وكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني في تغريدة "التحقيق الداخلي للقوات المسلحة خلص إلى أن صواريخ أطلقت للأسف عن طريق الخطأ أدت إلى تحطم الطائرة الأوكرانية"، متحدثاً عن "مأساة كبرى وخطأ لا يغتفر".

ولاحقا اعلنت الرئاسة الاوكرانية ان روحاني وعد في اتصال هاتفي مع نظيره الاوكراني فولوديمير زيلينسكي باحالة المسؤولين عن اسقاط الطائرة "على القضاء".

وبحسب وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، أُبلغ المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي الجمعة بإسقاط الطائرة بسبب "خطأ بشري"، وأوعز بالإعلان عن نشر نتائج التحقيقات بصدق.

 

- اعتقد أن الطائرة "صاروخ كروز" -

وأوضحت القوات المسلحة الإيرانية في بيان لرئاسة الاركان أنها اعتقدت أن الطائرة هي "هدف معاد". وقال الحرس الثوري الإيراني أنه يبدو أن الطائرة اقتربت "من أحد المراكز العسكرية الحساسة" التابعة له.

وأعلن قائد قوات الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة تحمل "المسؤولية كاملة" عن هذه المأساة.

وصرّح العميد أن الجندي الذي أطلق الصاروخ، اعتقد أن الطائرة "صاروخ كروز". وأضاف أنه حاول التواصل مع القادة الأعلى منه رتبة "للتحقق من الهدف" لكنه لم يتمكن من ذلك لأنه "حصل اضطراب على ما يبدو" في نظام الاتصالات.

وأشار إلى أنه كان لديه "عشر ثوانٍ" لاتخاذ القرار مضيفاً "اتخذ القرار الخاطئ". ولفت إلى أن الصاروخ انفجر قُرب الطائرة.

من جهتها، طلبت السلطات السويدية من إيران "التعاون" في التحقيق بشأن تحطم الطائرة الذي أودى ب 17 شخصاً "مقيماً" في السويد.

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن إقرار إيران بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية من طريق الخطأ "خطوة أولى مهمة".

بدورها، اشادت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من موسكو باعتراف ايران باسقاط الطائرة.

واوصت الوكالة الاوروبية للسلامة الجوية الشركات الاوروبية بتفادي التحليق في الاجواء الايرانية "حتى اشعار آخر"، على ان تجري تقييما جديدا بداية الاسبوع المقبل.

- أسوأ كارثة منذ 1988 -

وانتشر تسجيل فيديو من عشرين ثانية يظهر ما يبدو أنها لحظة إصابة الطائرة. ويظهر التسجيل جسمًا يتحرّك بشكل سريع ويرتفع في السماء قبل أن يظهر وميض ساطع ثم يخفت ويواصل تحرّكه إلى الأمام. وبعد عدة ثوان، سمع دوي انفجار. 

وصرح رئيس الوزراء الكندي الخميس أن عدة مصادر استخباراتية أشارت إلى أن صاروخا إيرانيا أسقط طائرة الخطوط الأوكرانية الدولية في رحلتها "بي إس752" بعد إقلاعها من طهران، مضيفا ان الامر "قد لا يكون متعمدا".

بينما تضاعفت الدعوات إلى كشف الحقيقة، وعدت إيران بإجراء تحقيق "شفاف" وبذل كل الجهود لتسهيل مهمة الدول التي كانت الطائرة تقل رعايا لها.

وأعلنت طهران التي قطعت علاقاتها بأوتاوا في 2012، أنها تنتظر وصول فريق كندي مكلف "الاهتمام بالشؤون المتعلقة بالضحايا الكنديين".

لكن وزير الخارجية الكندي فرنسوا فيليب شامباني أعلن أن إيران منحت تأشيرتي دخول لإثنين فقط من أعضاء فريق يضم 12 ممثلا كنديا ينتظر وصولهم إلى أراضيها، معبرا عن أمله في "تسوية مسألة التأشيرات العشر الأخرى بسرعة".

ودعت إيران مجموعة بوينغ الأميركية المصنعة للطائرة، إلى المشاركة في التحقيق، وكذلك الأميركيين والكنديين والفرنسيين والسويديين.

وهذه أسوأ كارثة شهدها قطاع الطيران المدني في إيران منذ مأساة طائرة الإيرباص التابعة لشركة "إيران إير" التي أودت بحياة 290 شخصاً وأكد الجيش الأميركي أنه أسقطها عن طريق الخطأ عام 1988.

أخبار ذات صلة

newsletter