بانوراما 2019.. حالة الفراغ السياسي تعود إلى لبنان على أكتاف ثورة شعبية

عربي دولي
نشر: 2020-01-01 16:36 آخر تحديث: 2023-06-18 12:58
تحرير: عمران العبادي
حالة الفراغ السياسي تعود إلى لبنان على أكتاف ثورة شعبية
حالة الفراغ السياسي تعود إلى لبنان على أكتاف ثورة شعبية

 سلسلة من الأحداث توالت على لبنان خلال العام ألفين وتسعة عشر، كان سببها الأزمة الاقتصادية التي يعيشها أكثر من أربعة ملايين لبناني.

بدأت الحكاية في شهر أيلول عندما شهدت العاصمة بيروت تجمعا لمئات المتظاهرين الذين عبروا عن امتعاضهم إزاء الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف في البلاد.

أربعة عشر يوما بعدها استفاق اللبنانيون على مئات الحرائق التي التهمت مساحات حرجية واسعة وسط عجز حكومي عن احتواء الأزمة، الأمر الذي وقف عنده اللبنانيون متسائلين عن نجاعة الحكومة في التعاطي مع الأزمات.

إخماد النيران تم بجهود دولية، تبعه بيومين فقط إعلان للحكومة بفرض رسم مالي على تطبيق التراسل الفوري واتساب، كان ذلك في السابع عشر من تشرين الأول الذي أشعل فتيل الثورة ليسجل منعطفا في تاريخ لبنان.

يوم من التظاهرات كان كفيلا بتراجع الحكومة عن فرض الضرائب، إلا أن قرار الحكومة لم يمنع المتظاهرين من فتح أوراق مطالب أخرى كانت أبرزها تغيير نظام الحكم الذي اتهموه بالفساد وعدم القدرة على إدارة الدولة.


اقرأ أيضاً : رئيس الوزراء اللبناني المكلف: مهلة تشكيل الحكومة بين 4 و6 أسابيع


رئيس الحكومة آنذاك سعد الحريري وفي محاولة منه لتهدئة الأوضاع أمهل شركاءه في الحكومة اثنتين وسبعين ساعة لدعم الإصلاحات في البلاد، الأمر الذي لم يحصل، وبات عشرات آلاف اللبنانيين في الشوارع منددين بفشل السلطات.

زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع انتقد عدم استجابة الحكومة لمطالب المحتجين، كما أعلن رفضه تشكيل حكومة مختلطة من تكنوقراط وسياسيين.

تبعه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي دعا أنصاره إلى مغادرة الشوارع والتظاهرات، وحذر من أي تدخل خارجي قد يعلن معه بدء حرب أهلية داخل البلاد.

وليد جنبلاط وبصفته زعيما للحزب التقدمي الاشتراكي دعا إلى حركة سلمية ضد ولاية الرئيس اللبناني ميشيل عون.

تصريحات ودعوات لم تثن اللبنانيين عن وقوفهم في صف واحد، مؤكدين على موقفهم من ثورتهم مطالبين بإسقاط نظام الحكم وإعادة الأموال المنهوبة وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

في التاسع والعشرين من ذات الشهر أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالة حكومته، بعد ثلاثة عشر يوما من الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة والتي عمّت كافة المناطق اللبنانية؛ استقالة تلقاها المتظاهرون بالترحيب.

الاحتجاجات تواصلت وبعدة أشكال حيث تجلت مظاهر الاحتجاج بالموسيقى والأغاني والرسومات الجدارية، وهنا نسائية بامتياز في بيروت.. وبالإطارات المشتعلة وقطع الطرق الرئيسية.

المشهد اللبناني الذي تميز عن سائر التظاهرات في العالم، تطور في منتصف كانون الأول وتحول إلى ملحمي، حيث أصيب العشرات بجروح خلال مواجهات مع قوات الأمن وتخللها إطلاق رصاص مطاطي، مشهد يؤكد ويجدد تأكيده على مطلب وهو رحيل الطبقة السياسية.

العام ألفين وتسعة عشر انتهى واللبنانيون ما زالوا بهمّة عالية يصرّون على مطالبهم مجتمعين بأطيافهم ومناطقهم كافة، ضد من أوصل البلاد إلى الهاوية وضد الفساد.

 

أخبار ذات صلة

newsletter