الصورة أرشيفية
دفن مواد كيماوية مشعة بأراض في مادبا بعلم الحكومة وموافقتها "وثيقة"
أثارت موافقة حكومية لإحدى الشركات بدفنها مواد كيماوية ومشعة بمنطقة زراعية في مادبا، غضبًا واسعًا في صفوف سكان المحافظة المعروفة بطابعها السياحي وجمالها البيئي.
وتم تشكيل لجنة موسعة، بهذا الصدد، رغم تحفّظ رئيس بلدية مادبا على الموافقة على القرار.
وحصلت "رؤيا الإخباري" على نسخة من الوثيقة التي تظهر الموقعين على القرار.
وقال الناشط رائد حدادين، في تعليقه على الموافقة، " هذا ما يحصل عندما يصطدم غباء القرار بجمال الارض وعبق التاريخ- نبكي قهراً".
وأضاف في منشور له عبر صفحته على فيسبوك "لست ادرى كيف يفكر بعض المسؤولين في هذا الوطن المبتلى بالافكار العقيمة التي تعمل بالتوازي مع الفساد لافساد حتى تراب هذه الارض ...ومياها وهواءها ...لا ادري كيف يفكر القائمون الحاليون المؤتمنون على مستقبل وطن دون ان يأخذوا العبرة من تجارب كارثية لمن كانوا مسؤوليين سابقاً ونعيب عليهم كيف وصل بنا الحال".
وأشار إلى أن السياسات القائمة بسببها "لم يبقى سيل جميل ونبع نقي الا ووضعوا في منبعه او مساره محطة تنقية..لم يتركوا ارضاً تعطي قمحاً وحباً وكرامة الا ومزقوها بالتنظيم ..قتلوا وادي شعيب بمحطة تنقية السلط على منبعه....واجهزوا على سيل الزرقاء بمحطة الخربة السمراء ...انتقموا من جمال غابات يتيمة واحرقوا اهراء روما في غرب عمان بنيران الاسمنت ودخان المركبات".
وأضاف "وها هم اليوم يبحثون عن اجمل البلدات واقدمها واكثرها عمقاً في التاريخ ليرسموا عليها قناع موت جديد للارض ....انهم يقررون بان يدفنوا او يخزنوا في بعل ماعون (ماعين) نفايات او مواد مشعة وهم لا يعرفون انهم يدفنون مع تلك النفايات جمال وطن ...وسنابل خير .. وبواقي ثقة بكم (ان بقي عند البعض وانا منهم شيء)".
ووجه رسالته قائلًا "يا قوم يا من لا تعرفون ماعين يا من لا تقراؤون التاريخ ساقول لكم ....وانا عشت ما احكي... اذا حفرتم في اية بقعة من ماعين سيخرج لك قمحا وستظهر خارطة فسيفساء تنطق بغباء قراركم ستكلمكم عن معنى هذه الارض وما اعطت وما تعطي وستصرخ بكم تعلموا .....اذا احتجتم ماءاً ستجدون اثار شعب شيحون وقوم ديبون وابار وروما بخدمتكم ....وستقول لكم اشربوا هنيئاً من ماء نقي كنفوس اهل ماعين لا ماءاً ملوثاً كعقل من اختار بأن تجاورني نفاياتكم ....لماذا تأتون انتم لتفسدوا هذه الارض بنفايات واشعاعات لا تعرفوا اصلاً معناها او تأثيرها ....وان كنتم تعرفوا فتلك مصيبة اكبر".