أمير قطر وخادم الحرمين - ارشيفية
العلاقات بين قطر والسعودية تتجه للتحسن رغم العوائق
أُعتبرت الدعوة التي وجهها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى قمة مجلس التعاون الخليجي التي تعقد هذا الشهر في الرياض، مؤشراً جديداً على تحسن العلاقات الدبلوماسية المنتظر بعد الخلاف المستمر منذ أكثر من عامين.
ويترقب المراقبون الرد القطري على الدعوة والذي يمكن أن يمهد الطرق ل"مؤتمر مصالحة" رغم العديد من العراقيل التي تقف في طريق تحقيق انفراج.
قالت كريستيان اولريخسين من معهد بيكر في جامعة رايس الأميركية "تزداد المؤشرات على اقتراب المصالحة".
أغلقت السعودية وحلفاؤها مصر والبحرين والامارات أجواءها امام الخطوط القطرية، ومنعت السفر إلى الدولة الخليجية بعد اتهامها بدعم إسلاميين متطرفين والسعي الى توثيق علاقاتها مع إيران.
إلا أن الدوحة نفت تلك التهم بشدة.
ونظراً لأن قطر ستستضيف بطولة العالم لكرة القدم 2022، فإن العديد من مبادرات السلام تدور حول كرة القدم.
وحاليا تشارك السعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي 24" التي تستضيفها قطر، بعد أن أعلنت مشاركتها في اللحظات الأخيرة، ما أثار تكهنات باقتراب الانفراج الدبلوماسي.
ويلتقي المنتخبان السعودي والقطري في المباراة نصف النهائية الخميس.
وفي لفتة رمزية، توجه الفريق السعودي جوا مباشرة إلى الدوحة رغم حظر الطيران المباشر بين البلدين، رغم أن فريق الامارات لم يتوجه الى العاصمة القطرية مباشرة.
وفي بادرة أخرى قال اتحاد كرة القدم البحريني انه سيرسل طائرتين من المشجعين لمشاهدة مباراة نصف النهائي بين البحرين والعراق الخميس.
وأضافت اولريخسين "ان الطريقة التي تغطي فيها وسائل الاعلام وكبار المعلقين من ’دول الحصار’ للبطولة مختلفة تماما في لهجتها عن أي شيء شاهدناه خلال العامين الماضيين".
وقالت "ربما يكون ذلك مؤشرا على تغير أعمق بشان الخلاف".
- انقسامات عميقة -
قلل بعض المراقبين السعوديين من أهمية دعوة الملك للأمير، وقالوا إن العاهل السعودي كان فقط يتبع البروتوكول، وأنه وجه دعوة مماثلة له العام الماضي.
لكن ظهرت علامات على تحسن العلاقات رغم رفض الدوحة الرضوخ لمطالب البلدان التي تقاطعها بإغلاق قناة الجزيرة التي مقرها الدوحة، وتقليص العلاقات مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر.
كما التقى وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بمسؤولين في السعودية الشهر الماضي لإجراء محادثات، وفقًا لمصدر دبلوماسي عربي، مما أثار احتمال حدوث اختراق في قمة الرياض.
ومثل مسؤولون قطريون كبار أمير قطر في مؤتمرات قمة دول مجلس التعاون الخليجي منذ فرض الحصار الاقتصادي في حزيران/يونيو 2017، على الرغم من تلقيه دعوات بالحضور.
وقال أندرياس كريج، الأستاذ المساعد في كلية "كنغز كوليدج لندن "إن حضور الأمير يعتمد على ما إذا كان يمكن للسعوديين تقديم مبادرات ستكون على الأقل رفع حظر الطيران أو فتح جانبهم من الحدود" البرية المغلقة.
وتسبب الانقسام في المنطقة في انقسام العائلات، ورتب على الشركات القطرية المزيد من النفقات، كما عقد السفر في المنطقة والجهود الدبلوماسية. ولكن ورغم الحماس للتوصل إلى حل، لا تزال هناك حاجة إلى ايجاد سبيل لحفظ ماء الوجه.
تبنت السعودية سياسات متشددة بعد تنصيب ولي العهد الامير محمد بن سلمان من بينها شن حملة قصف مدمرة على اليمن، والمواجهة مع أيران الشيعية، اضافة الى الخلاف مع قطر.
وقد دفعت الهجمات الأخيرة على منشآت النفط السعودية وعدم تحرك واشنطن تجاه إيران التي اتهمت بالوقوف وراء تلك الهجمات، بالسعودية وحلفائها إلى تخفيف موقفها في الخليج.
كما أن خطة الرياض طرح جزء من اسهم شركة ارامكو النفطية العملاقة للاكتتاب هذا الشهر لجمع مليارات الدولارات لتمويل خطة الاصلاح الاقتصادي السعودية الطموحة، كانت دافعا اخر نحو اصلاح العلاقات مع قطر واحلال الاستقرار في المنطقة.
- "عداوة شديدة" -
أشار العديد من الدبلوماسيين في الدوحة إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية والذي يسعى إلى الضغط على الدوحة، قد ينقسم على نفسه إذ تسعى الرياض إلى المصالحة بينما تبقي الامارات نفسها بعيدة عن جارتها قطر.
وقالت اولريخسين "هناك الكثير من العداوة الاماراتية ضد قطر الى درجة يمكن أن تجعل من الصعب اصلاح العلاقات بين البلدين مقارنة مع العلاقات بين الرياض والدوحة".
وأضافت "ربما يتم العمل سرا على بنود اتفاق لوضع الثلاثين شهرا الأخيرة وراءهم".
وخارج قطر، ظهرت بوادر على احتمال انتهاء الخلاف بين السعودية وقطر.
فقد كتب استاذ السياسة الإماراتي البارز الخبير السياسي عبد الخلق عبد الله على تويتر أن نهاية المقاطعة يمكن أن تكون قريبة بعد الاعلان عن كأس الخليج.
وقال "هذا قرار سياسي بقدر ما هو رياضي".
واضاف أن كرة القدم "قد تفتح الباب لسفر الجماهير الرياضية الى قطر لمساندة منتخباتها ما يعني بالضرورة رفع منع السفر إلى قطر وعودة اللحمة الخليجية. قريبا سنحتفل بذلك".