أعشاب
خبراء يحذرون الأردنيين من التداول لوصفات الاعشاب الكترونيا
قال خبراء ومختصون ان التداوي بالاعشاب والنباتات الطبية يحتاج لتخصص ومعرفة علمية تمكن صاحبها من مزاولة التداوي بها وتحقيق الفائدة المرجوة، مشيرين الى ان ما ينشر عبر مواقع "الانترنت" بمجمله خلطات وعلاجات غير معروفة التركيب وغير مسجلة لدى الجهات المعنية ما يجعلها خطرة، ناهيك عن تكلفتها المادية المرتفعة والتي يتم استيراد معظمها من الخارج .
الخبراء والمختصون حذروا من التعامل العشوائي مع وصفات الاعشاب وبعض المواد التي تعرض على صفحات المواقع الالكترونية والتي توصف بانها علاجات طبية للكثير من الامراض المستعصية التي لم يكتشف علاج لها بعد، ما يجعلها مصيدة يقع بها غالبية المرضى واصحاب الحاجة .
وقال مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء الدكتور هايل عبيدات، انه تم متابعة العديد من الشكاوى والاعلانات المضللة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، حيث انها تدخل ضمن الاغذية الخاصة والمكملات الطبيعية والنباتات الطبية وعليها بطاقة بيان تعريف المادة ويمنع الاستطباب بها .
واضاف الدكتور عبيدات انه اذا كانت المادة الاعلانية، مضللة وتختلف عن طبيعة المستحضر المعروض يتم الكشف عنها وعن اي منتج معروض ومعرفة المادة المسجلة للتعامل معها بحسب طبيعة تصنيف المادة من خلال لجنة التصنيف الأولي، واصفا ان ما يعرف على انها علاجات لبعض الامراض هي ادعاءات قد تكون غير علمية وقد تكون مخلوطة بأدوية ومواد كيماوية ممنوع استعمالها في المواد الطبيعية والمكملات الغذائية، وفي حال ضبطها يتم منع تداولها وسحبها من الاسواق وتحويل المخالف الى الجهات القضائية لاتخاذ المقتضى القانوني واغلاق المحل. واشار الى ان تلك المواد لا تجاز كدواء، وانما تدخل في اطار الاعشاب الطبية والطبيعية والمكملات الغذائية وانه يتم احيانا التلاعب في المفردات عند العرض وان نسبة الاستيراد والتجارة لهذه المواد عالية، مشيرا الى ان دور مؤسسة الغذاء والدواء هو ضبط عملية مراقبة هذه المواد والتأكد من صحة الادعاءات ومطابقتها بشروط الاجازة التي تمنح من المؤسسة والتي قامت بمخاطبة هيئة المرئي والمسموع بخصوص ذلك لمنع الاعلان عنها في القنوات الفضائية وتطبيق قانون المرئي والمسموع عليها .
واكد الدكتور عبيدات حرص المؤسسة على ضمان سلامة تلك المنتجات، داعيا المواطنين الى عدم السير وراء الاعلانات في القنوات الفضائية بخصوص تلك المواد والتي يدعي اصحابها بانها تعالج او قد تشفي تلك الأمراض، حيث ان العلاج والادوية تختلف في مفعولها واستطبابتها عن تلك المواد .
من جهته، دعا اختصاصي طب الاسرة الدكتور الاحنف عبد الحافظ ابو عميرة، الى عدم الانجرار وراء الاعلانات المنشورة عبر صفحات "الانترنت" والتي بمعظمها تكون مضللة وتسبب ضررا بالغا بالصحة .
واكد الدكتور ابو عميرة خطورة الاستخدام العشوائي للاعشاب والتي توصف للكثير من الامراض وبخاصة عبر مواقع "الانترنت"، مشيرا الى ان هناك بعض المراجع الطبية والتي تصنف بأنها الرقم واحد من الدرجة الاولى ولكنها تصنف من خلال "الانترنت" بأنها مراجع من الرقم عشرة واكثر، ما يدلل على حجم التخبط بالمعلومات غير الموثوقة وبالتالي عدم المصداقية مما يندرج كذلك في اطار التداول والتداوي بالوصفات العلاجية بالاعشاب، ناصحا بعدم الأخذ بالعلاجات من خلال "الانترنت"، مشيرا الى هناك مرجعيات متخصصة منها المؤسسة العامة للغذاء والدواء . بدوره حذر رئيس لجنة الصحة والاشغال والبيئة في محافظة العاصمة الدكتورالصيدلاني هيثم المحسيري، من خطورة التعامل مع وصفات الاعشاب الالكترونية دون مراجعة اصحاب الاختصاص، مشيرا الى ان بعضها يسبب مضاعفات خطيرة وقد تكون مميتة وبخاصة مرضى القلب والضغط وامراض الكلى .
ودعا الدكتور المحسيري المرضى الى استشارة الاطباء قبل تناول الاعشاب وبخاصة الغريبة منها وقراءة المعلومات والنشرات التوضيحة حول تركيبات تلك الخلطات والاعشاب وتأثيراتها ومضاعفاتها، مشيرا الى ان تناول العلاج الكيمائي مع بعض الاعشاب يجعلها عالية السمية وتشكل خطورة على الصحة، فمثلما يحدث تداخل دوائي لبعض الادوية هناك ايضا تداخل مماثل للاعشاب مع بعض الادوية ومع الاعشاب. وقال زيد مراد الذي يعاني من الصلع، انه تواصل مع احدى الشركات التي تعرض منتجا لعلاج الصلع من خلطة من المواد والمركبات الطبيعية بحسب الاعلان، مشيرا الى انه قام بطلب تلك المادة ودفع تكلفتها المادية والتي تجاوزت الخمسين دينارا ليتفاجأ بعد وصلوها اليه بانه زيت "خروع" معه عود غصن البان وان تكلفتها بسيطة جدا ولا تتجاوز دينارا واحدا وانه لم يقم باستخدامها .
وبحسب العطار إبراهيم مقبل، فإن الكثير من المرضى يراجعونه بوصفات مستقاة عبر صفحات "الأنترنت"، وانه لا يتردد في تقديم النصح لهم تجنبا للمضاعفات من تناول بعضها، مشيرا الى ان انتشار الوصفات العلاجية على صفحات "الانترنت" شكل حالة من التخوف وعدم الثقة عند الكثيرين من المرضى، واوجد حالة من عدم الثقة عندهم ولكن بالمحصلة مهنة العطارة تتطلب المعرفة والخبرة الطويلة حتى يتمكن صاحبها من العمل بها. وقال مدير الدراسات في دائرة الافتاء الدكتور صفوان عضبيات، ان علم الاعشاب قائم بذاته وهو جزء من الطب النبوي الذي دعا للعلاج بالأعشاب الطبية ومنها، الحبة السوداء والتمر والعسل، مشيرا الى ان هناك آيات قرآنية تدل على الاستشفاء بالعسل.
ودعا الدكتور عضبيات لاستحداث تخصصات لطب الاعشاب في الجامعات الاردنية يرقى بهذا الطب من الجانبين العلمي والمعرفي، مشيرا الى ان السبب وراء تراجع مهنة العطارة، هم بعض الدخلاء على علم الاعشاب والطب البديل والذين توارثوه دون حصولهم على العلم والمعرفة الكاملة التي تمكنهم من ممارسة العلاج بالأعشاب.