احتجاجات في ايران
من شرقه إلى غربه.. العالم ينتفض!
تكاد لا تخلو قارة في العالم اليوم من الاحتجاجات، فمن لبنان إلى العراق، ومن إيران إلى هونغ كونغ، ومن فرنسا إلى بوليفيا وتشيلي، تنتقل عدوى هذه الاحتجاجات بمطالب قد تختلف من مكان إلى آخر ما بين تحسين الوضع الاقتصادي إلى تغيير الطبقة السياسية الحاكمة فالديمقراطية، لكنها تصب دائماً في بوتقة عدم الرضى عن السلطة.
لبنان.. "كلن يعني كلن"
منذ السابع عشر من تشرين أول الماضي، بدأ الحراك الشعبي في لبنان وذلك على خلفية فرض ضرائب على تطبيق "واتساب"، سرعان ما تصاعدت مطالبه إلى تغيير الطبقة السياسية التي تحكم البلاد منذ عقود وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، فيما أسفر هذا الحراك عن استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري من منصبه.
العراق.. خريف دامٍ
رغم وثيقة وقعتها كتل وأحزاب عراقية مؤخراً تمهل الحكومة والبرلمان 45 يوما لتنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية، تواصلت الموجة الثانية من الاحتجاجات التي أدت في مجملها إلى مقتل ما يزيد عن 300 شخص وبمطالب أعلى سقفاً وصلت حد إسقاط النظام بعد أن كانت في بداياتها تطالب بتحسين الواقع المعيشي والخدماتي في البلاد.
إيران.. البنزين وقود تظاهرات واسعة
قبل أيام، اندلعت احتجاجات على وقع رفع أسعار البنزين في إيران، فاشتعل غضب المتظاهرين في عدة مناطق في البلاد ما أسفر عن مقتل عدد منهم وسط تعتيم جراء حجب شبكة الانترنت.
هونغ كونغ.. من تسليم المطلوبين إلى الديمقراطية
في الخامس عشر من شهر آذار الماضي، انطلقت تظاهرات في مدينة هونغ كونغ احتجاجاً على قانون يقضي بتسليم المطلوبين إلى السلطات الصينية تم سحبه لاحقاً، تطورت هذه الاحتجاجات لتطالب بحقوق ديمقراطية كاملة في المستعمرة البريطانية السابقة التي تتبع للصين وتتمتع بحكم ذاتي إلى حد كبير.
بوليفيا.. استقالة الرئيس
في بوليفيا، أسفرت الاحتجاجات التي استمرت لعدة أسابيع عن استقالة رئيس البلاد إيفو موراليس من منصبه، وهي احتجاجات بدأت عقب إعلان فوزه بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وسط اتهامات له من قبل معارضيه بالتزوير.
تشيلي.. إصلاحات وتظاهرات
أما في تشيلي، فرغم إصلاحات أقرتها الحكومة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، إلا أن التظاهرات في البلاد دخلت شهرها الثاني مؤخراً وتواصلت وسط اتهامات المتظاهرين للسلطات بالمماطلة في تنفيذ مطالبهم.
فرنسا.. من الوقود إلى ماكرون
لم تفلت القارة العجوز من سيل الاحتجاجات التي فاضت على سطح العالم هذا العام، ولعل أبرزها في فرنسا حيث واصلت حركة السترات الصفراء احتجاجات بدأتها العام الماضي احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف المعيشة، واستمرت مطالبة بسحب إصلاحات ضريبية أقرتها الحكومة ووصلت إلى حد المطالبة باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون.
حراك عالمي من أجل المناخ
أما الحراك الأكبر على المستوى العالمي هذا العام، فلعله ذلك المتعلق بالتغير المناخي والذي سبق قمة المناخ التي عقدت في الأمم المتحدة في شهر أيلول الماضي، إذ شارك شبان من شرق العالم إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه في فعاليات حاشدة في دولهم طالبت حكومات الدول وقادة العالم بإيلاء هذه القضية الاهتمام الكافي للحيلولة دون تدهور الوضع البيئي والمناخي على كوكب الأرض.
بعد الربيع.. فصول أخرى للتغيير
الحراكات الشعبية في العالم اليوم أعادت إلى الأذهان ما سمي بالربيع العربي قبل أعوام، ربيع رأى البعض أنه لم يزهر، فيما رأى آخرون أنه مهد الطريق لفصول تليه تحمل معها التغيير إن لم يكن عاجلاً فآجلاً، حراكات يراها المشاركون فيها أحياناً ثورة وأحياناً أخرى انتفاضة، تعددت مسمياتها لكن جميعها تعبر عن رفض ما هو قائم، والتمرد على ما هو سائد، لتتشابه على الأقل في الرغبة بالتغيير.