أبو بكر البغدادي
ما هو مصير "داعش" بعد البغدادي.. أسئلة برسم الإجابة
أسئلة عديدة تدور في ذهن المتابعين للتطورات المتعلقة بعصابة داعش الإرهابية، خاصة بعد العملية الأمريكية التي أسفرت عن مقتل الرجل الأول فيها أبو بكر البغدادي.
صحيح أن بمقتل أبو بكر البغدادي في قرية صغيرة بريف ادلب شمال غرب سوريا، تطوى صفحة سوداء من إرهاب ربما لم تعشه المنطقة في تاريخها إلا أن ذلك لا يعني نهاية التنظيم رغم أنه غير مرتبط بنظرية الجهاد العالمي كتنظيم القاعدة وانما مرتبط بدولة أعلنها البغدادي من على منبر جامع النوري في الموصل بمنتصف عام 2014 على أسس طائفية متطرفة، وفق ما يقول مراقبون.
وقد يكون خير دليل على ذلك، بحسب المراقبين، مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وانتقال الولاية إلى أيمن الظواهري، غير أن الوضع لدى داعش يختلف باختلاف الأسس والأفكار التي يتبعها كل تنظيم.
ربما لن ينتهي التنظيم على الأرض إنما مقتل البغدادي سيشكل هزيمة كبرى ثانية لداعش بعد خسارة الجغرافيا في سوريا والعراق، وهو ما يقود التنظيم إلى حالة من الانقسام والتناحر على منصب الرجل الأول، وفق المراقبين.
بالعودة إلى شبكة الانترنت فإن عبدالله قرادش التركماني الذي يعد أبرز المرشحين لخلافة البغدادي بعد أن عينه منذ فترة قصيرة خليفة له، وهو من أصل تركماني من الموصل وضابط سابق في الجيش العراقي ابان فترة صدام حسين، وهو معروف بتشدده وتسلطه وقسوته ما يجعله يتفوق على البغدادي في التطرف بحسب المتابعين.
من المعروف عن البغدادي أنه كان يفضل العراقيين، الأمر الذي كان يثير حفيظة قيادات أخرى كانت تطمح في منصب نائب الخليفة.... أولى هذه القيادات التي نتحدث عنها السعودي أبو اسامة الجزراوي الذي يتولى رئاسة ما يعرف باللجنة المفوضة بالتنظيم، وأبو عثمان التونسي رئيس مجلس الشورى.
الخبير السوري في الجماعات المتطرفة حسام شعيب كان قد تحدث لرؤيا أن موت البغدادي سيفتح شهية هذه القيادات لاعتلاء دفة قيادة العصابة الإرهابية، وهو ما قد يتسبب في صراعات داخلية.
المراقبون أشاروا إلى مسألة أخرى تهدد وجود داعش اعتماده على مبدأ الدولة والأرض، لكن بالخسارات التي لحقت به، أصبح يعيش وضعا صعبا يختلف عما كان عليه الوضع عندما أعلن أبو بكر خلافته المزعومة، إلا أن الفكرة لا تنتهي وقد تظهر تنظيمات جديدة تحمل نفس التوجهات والأدبيات والأفكار، في ظل وجود إرث ضخم من المرجعيات والمناهج والأطروحات الفكرية التكفيرية، التي يتم من خلالها إنتاج عشرات التنظيمات التي تنتهج العنف والقتل تحت غطاء الدين ومشروع إقامة دولة الخلافة.
ويشير المراقبون والمحللون الى ان هناك عددا من المناطق ما تزال تمثل حاضنة لداعش تمكنه من البقاء في اطار المواجهات المسلحة في الأماكن التي يتواجد بها، وقد يتمكن هناك من اعادة ترتيب اوراقه والانطلاق مجددا، أيضا قد يتجه التنظيم نحو حرب العصابات من خلال ما اتبعته كالذئاب المنفردة التي قد تمنح التنظيم دعاية اعلامية باستمراره.
موضوع آخر أكد المراقبون أهميته وهو يتعلق بالثروة التي يملكها داعش تقدر بأكثر من 300 مليون دولار، فضلا عن كميات ضخمة من الذهب وما هربه من الملاييين عبر كيانات إلى أوروبا، وما اثير عن تحويله لكميات من هذه الأموال إلى عملة رقمية يصعب تتبعها.
ولا يمكن تجاهل ما يعرف بـ"أشبال الخلافة" الأطفال الذين تم تلقينهم الفكر الداعشي وتلقوا تدريبات عسكرية وتكتيكات، قد يكونوا ضمن الخطط الداعشية لاعادة احياء التنظيم، يختم المراقبون.