الأردنيون يستذكرون فاجعة البحر الميت بعد عام كامل من "اليوم المشؤوم"
فاجعة البحر الميت.. "اليوم المشؤوم" في ذاكرة الأردنيين
يستذكر الأردنيون الجمعة، حادثة مفاجئة هزت الشارع الأردني قبل عام من الآن، بمزيد من الأسى والحزن، وهي فاجعة البحر الميت، التي يصفها الكثير من الأردنيين بـ "اليوم الأسود المشؤوم".
هذه الفاجعة التي راح ضحيتها 22 شهيداً، وعدة اصابات، أبقت في نفوس الأردنيين ألمٌ سيبقى يتذكره الأردنيون مهما طالت السنين.
وفي الخامس والعشرين من تشرين الأوَّل، تفاجئ الأردنيون بعد ظهر ذاك اليوم المشؤوم بنبأ مداهمة السيول لرحلة مدرسية في البحر الميت، حينها لم يتوقع أحد أن تحل فاجعة بهم، الأ بعد أن حلّ المساء وسمعوا باستشهاد 22 شخصاً بينهم أطفال بسبب السيول التي داهمت البحر الميت.
شهداء فاجعة البحر الميت، رحلوا عن أهلهم ووطنهم، خلال رحلة مدرسية كانت في منطقة زاره بالبحر الميت، حينما داهمتهم السيول بعد ظهر الخميس 25-10-2018، لكن ذكراهم باقية عند كل الأردنيين.
واليوم بمرور عامٍ كامل على فاجعة البحر الميت، التي خسرنا فيها 16 طفلاً وأكثر من معلمة وآخرين، لا زال الأردنيون يستائلون عن محاسبة المتسببين في الحادثة.
ووُصف يوم 25 تشرين الأول 2018 بـ "اليوم المشؤوم"، حينها نُكس علم السارية ثلاثة أيام حدادًا على ضحايا البحر الميت، كما شكلت لجان تحقيق، واستقال حينها وزير التربية والتعليم عزمي محافظة ووزيرة السياحة والآثار لينا عناب.
عام مضى لم يكن كفيلًا بأن ينسى الأردنيون ولو للحظة ألمهم على استشهاد أبنائهم وأطفالهم، في رحلة مروعة، أخسرتهم أرواحهم الطاهرة.
الحكومة ومسؤوليتها في فاجعة البحر الميت
وبعد الفاجعة بأيام، خرج رئيس الوزراء عمر الرزاز، ليتحدث أمام جلسة رقابية لمجلس النواب: ان "الحكومة إلها دخل وهي التي تتحمّل المسؤولية العملية والإدارية والأخلاقيّة تجاه ما حدث في البحر الميت".
وأمس الخميس، كشفت الحكومة عن الإجراءات التي اتخذتها بعد حادثة البحر الميّت لتفادي مثل هذه الكوارث.
وهذه الاجراءات جاءت على النحو الآتي:
أوّلاً: التربية والتعليم تمّ إصدار تعليمات جديدة لتنظيم عمل الرحلات المدرسية ونشرها في الجريدة الرسميّة (العدد 5562) بتاريخ 24 شباط الماضي، وتمّ من خلالها منع أيّ رحلات مدرسيّة يشكل مسارها عامل خطورة على طلبة المدارس بشكل عام، بما في ذلك رحلات المغامرات؛ وتضمّنت التعليمات شروطاً ومعايير للحفاظ على سلامة الطلبة، من بينها حصر أوقات الرحلات المدرسيّة في الفترة بين 21 آذار - 15 أيّار.
ثانياً: السياحة تمّ إقرار تعليمات أسس وشروط سياحة المغامرات لسنة 2019، بموجب أحكام نظام مكاتب وشركات السياحة والسفر، ونشرت التعليمات في الجريدة الرسميّة العدد (5581) تاريخ 16 حزيران الماضي، وتمّ من خلالها منع منح التراخيص للشركات التي تقوم برحلات المغامرة للمدارس. وفيما يخص غير المدارس يجب التأكد من تواجد مرافقين مؤهلين حسب نوع المغامرة.
ثالثاً: الدفاع المدني تمّ تزويد العديد من المناطق المعرّضة لخطر السيول، خصوصاً التي يرتادها الزوّار والسيّاح، بأجهزة إنذار مبكّر، والتأكّد من فاعليّتها، خصوصاً منطقتيّ البحر الميّت والعقبة. كما تمّ استحداث مركز الإنقاذ المائي والجبلي في البحر الميت، قريباً من الأماكن التي يرتادها السيّاح والزوّار، بالإضافة إلى توفير أعداد كافية من الغطاسين هناك، وتوريد المعدات والآليّات اللازمة للإنقاذ المائي.
رابعاً: الأرصاد الجويّة تمّ تحديث محطّات الرصد الجوّي، وتزويدها بأجهزة رصد جوي حديثة تضمن دقّة المعلومات بنسبة كبيرة. كما تمّ تطوير نشرة الحالة الجوية، وضمان تعميمها بالسرعة الممكنة على المؤسسات والدوائر الحكوميّة والمواطنين والقطاعات التعليميّة والصناعيّة والتجاريّة والسياحيّة والخدميّة، وعبر الوسائل التقنيّة الحديثة، لتسهيل اتخاذ القرارات المناسبة عند ممارستهم لأنشطتهم.
خامساً: الأشغال العامّة والإسكانقامت الحكومة بإعادة إنشاء وتنفيذ أعمال الصيانة للجسور والطريق الرئيسة في منطقة البحر الميّت منطقتيّ (سويمة/ غور حديثة)، وقد وصلت نسبة الإنجاز ما بين 90 – 95 بالمئة، ومن المتوقّع الانتهاء منها بشكل كلّي خلال خمسة شهور، علماً بأنّه لا علاقة للجسور المقامة على طريق البحر الميت بالحادثة الأليمة.
سادساً: أمانة عمّان الكبرى، والبلديّات، وشركات الكهرباءتنفيذ عمليّات دوريّة، قبيل فصل الشتاء، للتأكّد من صلاحيّة البنية التحتيّة المتعلقة بالأنفاق وشبكات الصرف الصحي وخطوط شبكات الكهرباء لتجنب وقوع الأعطال الكهربائية التي تتسبب في إعاقة سير الحياة العامّة في جميع محافظات المملكة.
ثامناً: المياه والريّ إعداد سجل موثّق لقياس الفيضانات في الأودية الرئيسة، وإجراء دراسات فنيّة للتعرّف على طبيعة هذه المناطق، بالإضافة إلى دراسة إمكانيّة إنشاء مزيد من المنشآت والمصدّات المائيّة على مجاري الأودية.
تاسعاً: الصحّة تفعيل دور وحدة الأزمات والكوارث في وزارة الصحّة، وتدريب كوادر الوزارة على دقة تشخيص وتوصيف الإصابات في حالات الكوارث، وتعزيز التنسيق مع الدفاع المدني للاتّفاق على آلية إخلاء مشتركة، وتأهيل المستشفيات القريبة من الأماكن الخطرة للتعامل مع الكوارث.
للاطلاع على أخبار وتفاصيل فاجعة البحر الميت منذ بدايتها.. أنقر هنا