صورة من الفيديو
أردنية مهاجرة: عدت لأقف مع بلدي في مساعدة اللاجئين السوريين.. فيديو
لم تمنعها سنوات الغربة الطويلة من أن تشتبك مع تفاصيل حياة شعبها، فقد ظل الوطن يجلس داخل شغاق قلبها، منذ أن غادرت عمان وزوجها عام 1990.
هي رائدة حداد، معمارية، مؤهلة، على وشك أن تناقش أطروحة الدكتوراة، حيث تقطن وأسرتها في الولايات المتحدة الأمريكية.
المحطة الحاسمة في حياة حداد كانت لحظة أن حطت أقدامها في اليونان عام 2017، صحيح أنه سبق هذه اللحظة مقدمات للوصول إلى اليونان، غير أن بدء حداد التفاعل مع اللاجئين السوريين، الهاربين من الرمضاء إلى النار، كان في اليونان.
تقول إنها كانت تبكي، وهي ترى معاناة اللاجين السوريين على شاشات التلفزيون، لكنها لم تكن في البداية تعرف ماذا يمكن لها أن تقدم، وما ان أخذت تتلمس طريقها في هذا السياق، حتى ساقتها روحها إلى الحل ... الحل أن تساعد اللاجئين، لكن كيف؟.
ونظمت أول رحلة إلى حيث يهرب اللاجئون السوريون من عدد محدود من المتطوعين، لكن واجهتها معضلة بسيطة، تتمثل في أن تجد من يتحدث العربية، وسرعان ما ذللتها.
مكثت والفريق المتطوع أسبوعين في اليونان، كانت كافية، لتعرف انها وجدت ضالتها، فقد وضعتها التجربة على السكة الصحيحة، كما تقول.
حال اللاجئين كانت جد سيء، خاصة أنهم واجهوا الموت وجهًا لوجه، فمن بين آلاف الهاربين من الأحدث في سورية، عبر البحر إلى ملاذات آمنة، غرق مئات، فقد ورد الفريق المتطوع، وهو في اليونان، خبرًا يفيد بغرق سبعين لاجئًا سوريًا، كانوا يمتطون قاربًا مطاطيًا، لا يتسع في الحد الأعلى لأكثر من عشر مسافرين.
بعد اليونان، وبعد أن حفرت حداد بتجربتها المؤلمة مع اللاجئين في اليونان، طريقًا واضح المعالم، أخذت تعمل بجد لتنظيم رحلة جديدة، لكن هذه المرة إلى الأردن، حيث تركت ذات يوم تسعيني جزءًا منها فيه.
تمكنت من تنظيم رحلة بعشرة فرق، كل فريق يتكون من عشرة متوطوعين ... ما أن وصلت عمان، حتى بدأت العمل مع اللاجئين السوريين، فقد لامست أدق تفاصيلهم، وحاولت بالوسائل شتى أن تساعدهم بما يحتاجونه، ولا سيما في الأبعاد المتعلقة بالتدريب والمعالجة النفسية، وإكسابهم مهارات تعينهم على مواجهة متطلبات الحياة.
حداد لن تتوقف، كما تقول، عند الحد، ستستمر، وستبقى مع الإنسان المحتاج، أينما كان ..