الأمير الحسن يدعو لإستراتيجية عالمية تقوم على تداخل النظم الطبيعية والإنسانية

الأردن
نشر: 2014-11-04 23:45 آخر تحديث: 2016-06-26 15:23
الأمير الحسن يدعو لإستراتيجية عالمية تقوم على تداخل النظم الطبيعية والإنسانية
الأمير الحسن يدعو لإستراتيجية عالمية تقوم على تداخل النظم الطبيعية والإنسانية

رؤيا - دعا سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، إلى الخروج باستراتيجية اتصال عالمية تحليلية «تقوم على تداخل النظم لفهم البيئة الطبيعية والإنسانية».
واعتبر سموه ذلك أولوية للعرب، لما تواجهه الهوية العربية الإسلامية من مخاطر وتهديدات «في ظل غياب الخطاب البنّاء بين البشر والكون، وعدم الاتفاق على استراتيجية وتقاسم الأدوار».
واضاف سموه خلال مشاركته في لقاء حواري، عقد في منتدى الفكر العربي اخيرا، حول مضمون كتاب «أنا سلفي: بحث في الهوية الواقعية والمتخيلة لدى السلفيين» لمؤلفه الدكتور محمد أبو رمان بالتشارك مع الباحث حسن أبو هنية، «اننا لا نستطيع أن نستنهض الهمم دون أن نعمل على بناء أسلوبية جديدة تعتمد التحليل، رغم أن الطريق إلى ذلك محفوفة بالمحاذير، لكن لا بد من استثمار الخبرات في إدارة الفضاء الإنساني، ومن ذلك الفضاء الديني بشكلٍ خاص».
 وأوضح سموه أن «النصوص بين المدارس الفكرية تفتقد إلى التحاور فيما بينها»، متسائلا «أين التراحم بيننا إذا لم نستطع أن نتحدث في الحدّ الأدنى خاصة وأن الحاكمية الرشيدة ولقاء القيم يكفلان الحوار المطلوب بين المذاهب والفئات»، مشيرا الى ان المذهب الشيعي ليس محصوراً في قومية واحدة، وكذلك السنّي، «وإذا كنّا نتحدث عن البدايات، فلماذا يظلّ هذا التراث السلفي محصوراً في اتجاه معين؟ وأين تعظيم القواسم المشتركة واحترام الفروق؟».
ودعا سموه إلى انفتاح العالم الإسلامي على بعضه، والاستفادة من الانفتاح على العالم الإسلامي الأعجمي، وإصلاح العالم الإسلامي العربي، لما فيه خير للجميع بمعيار التقوى، «فلا أعجمي ولا عربي، ولا شيعي ولا سنّي، وإنما كيفية العمل على تجسير الفجوة بين الصالحين والفالحين»، مبينا ان معركتنا الفكرية هي الصدق مع الذات ومع بعضنا البعض ومع الآخر، مجددا الدعوة إلى نظام عالمي إنساني جديد يحقق المعنى الحقيقي لمفهوم المواطنة والانتماء.
من جهته قال المؤلف الدكتور أبو رمان انه قام وزميله حسن أبو هنية بتأليف الكتاب لمحاولة تقريب صورة المجتمع السلفي من القارئ برواية السلفي الذاتية، وتشريح الهوية السلفية من منظور سوسيولوجي بحت، ومن خلال منهج يعتمد على المقابلات الخاصة مع نماذج من داخل هذا المجتمع أو قريبة منه، وصولاً إلى تشخيص الإشكالية التي تختزلها الهوية السلفية.
وبين ان «فجوة المعرفة» تتمثل في ضعف قنوات الحوار والاتصال بين السلفيين والآخرين، وغلبة الرؤية الانطباعية والمواقف المعلّبة من جانب النخبة المثقفة تجاه الحالة السلفية والتعامل معها بوصفها أمراً غريباً أو غير مألوف، بالرغم من أن هذه الحالة ليست أمراً مستحدثاً، ولا غزواً دينياً لمجتمعاتنا وثقافتنا العربية، إذ إنها تشمل تياراً عريضاً له تراثه الفقهي والفكري والدعوي عبر العصور الإسلامية.
وقال الباحث المشارك في الدراسة حسن أبو هنية «إن الظاهرة الإسلامية الحديثة والمعاصرة هي ظاهرة مركبة ومعقدة، وهنالك تصنيفات متعددة لها وأيضاً رؤى نمطية في التعامل مع الحركات الإسلامية، منها الرؤية الاستشراقية، والرؤية الطوائفية، وما يقال عن الظاهرة الإسلامية بوصفها ظاهرة واحدة لا يأخذ في الاعتبار تنوعها».
وفي نهاية العرض دار نقاش بين المشاركين اكدوا فيه اهمية تعليم ونشر الثقافة الإسلامية الأصيلة بمنهجية تطبيقية حكيمة درءاً للتحول نحو التطرف من قبل الناشئة والشباب، وإدامة نشر قيم الاعتدال والوسطية، وإشاعة الروح الإيمانية وتشجيع البحث والتفكير العلمي ، والاهتمام بتأهيل الأئمة والوعاظ.
 وركزوا على اهمية دور الإعلام في تهيئة المناخ العقلاني للتعامل مع الطروحات والأفكار التي قد تؤدي إلى الغربة والانفصال عن المجتمع، بما يجعله قابلاً للتفكك وضرورة إدامة الحوار بين الجميع كمدخل للفهم والتفاهم والحفاظ على السلم الأهلي، والمشاركة في إيجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية.
وأعلن الأمين العام للمنتدى الدكتور الصادق المهدي أن هذه الحوارات، وغيرها من الخلوات الفكرية ستميّز برامج منتدى الفكر العربي في العام المقبل 2015.
 يشار الى ان الكتاب يشتمل على فصل تمهيدي عن السلفية وجذورها الفكرية والتاريخية، وأبرز اتجاهاتها، والاتجاه الثاني وهو الجهادي الذي يتأسس خطابه الأيديولوجي على الحركية والجهاد، ويتخذ من العمل المسلح وسيلة للتغيير، ثم الاتجاه الحركي، وهو تيار يجمع ما بين الاهتمام بالعلم الشرعي والدعوة والعقيدة السلفية والجانب التنظيمي السلمي.
 وتتناول فصول الكتاب تحليل الهوية السلفية بمختلف تشعبات تلك الاتجاهات فيما ينتهي الكتاب بملاحظات ختامية.

أخبار ذات صلة

newsletter