طوكيو مع اقتراب الإعصار هاغيبيس
مقتل شخصين مع وصول الإعصار هاغيبيس إلى سواحل اليابان
وصل الإعصار هاغيبيس السبت السواحل اليابانية، في الطريق إلى طوكيو، ترافقه أمطار غزيرة ورياح أدت إلى مقتل شخصين، مع انزلاقات أرضية وإجلاء للسكان.
ولامس الإعصار اليابسة في شبه جزيرة إيزو الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر من جنوب غرب طوكيو، وفق ما أعلنت الوكالة اليابانية للأرصاد الجوية.
وخفضت الوكالة شدة إلى الإعصار إلى "قوية" بعدما كانت قد حددتها بـ"القوية جداً"، لكن لا يزال من المنتظر أن تصل سرعة الرياح إلى 216 كلم بالساعة.
وتلقى 7,3 ملايين شخص توصيات بإخلاء منازلهم خلال نهار السبت بعدما أطلق الإنذار الأقصى جراء هطول "غير مسبوق" للأمطار.
وعند بداية المساء، أخلى 50 ألف شخص منازلهم تنفيذاً لتلك التوصيات غير الإلزامية.
ولجأ عشرات الآلاف إلى مراكز الإيواء وتلقوا حصصا غذائية وبطانيات.
وقال رجل يبلغ 93 عاماً لجأ لمركز إيواء في تاتياما في مقاطعة شيبا لشبكة "ان اتش كي" اليابانية "لقد غادرت لأن بيتي تضرر ودخلت مياه الأمطار إليه. أشعر بقلق شديد على بيتي".
اف ب / وليام ويستسيارة أجرة في شوارع طوكيو قبل وصول الإعصار هاغيبيس في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2019
وأعلنت السلطات عن مقتل شخصين، وفقدان ثلاثة، وإصابة 30 بجروح، بينهم أربعة إصاباتهم خطرة.
وأدت الرياح التي سبقت الإعصار إلى مقتل رجل يبلغ 49 عاماً عثر عليه في شاحنة صغيرة مقلوبة في منطقة شيبا بشرق طوكيو، التي ضربها إعصار عنيف الشهر الماضي، بحسب فرق الإطفاء.
وتزامناً مع الإعصار، ضرب زلزال بقوة 5,7 درجات قبالة سواحل شيبا وشعر به سكان طوكيو لكن لم يطلق أي إنذار باحتمال وقوع تسونامي.
-انزلاقات أرضية-
وأطلقت الوكالة اليابانية للأرصاد الجوية الإنذار الأقصى لبعض أحياء طوكيو ومشارفها، وهو مستوى تحذيري مخصص لاحتمالات وقوع كوارث طبيعية.
وقال خبير الأرصاد الجوية في الوكالة ياسوشي كاجيوارا في مؤتمر صحافي إن "أمطارا بمستويات غير مسبوقة قد سجلت في المدن والقرى التي أطلق فيها التحذير".
وتتوقع الوكالة هطول خمسين سنتمترا من الأمطار حتى ظهر الأحد وكمية أكبر في منطقة توكاي (وسط).
ووقع انزلاق للتربة في ساغاميهارا جنوب غرب طوكيو حيث غرقت ثلاث منازل عثر في إحداها على رجل مسن وتمت إغاثته.
وقتل رجل في الستينات من عمره جراء انزلاق آخر للتربة في مقاطعة غونما شمال طوكيو، أدى إلى تدمير بعض المنازل.
وبقي آخرون في منازلهم في يوكوهاما الواقعة على مشارف طوكيو رغم العاصفة. وقال هيدتسوغو نيشيمورا لوكالة فرانس برس "عمري 77 عاماً ولم أرَ شيئاً كهذا في حياتي". وأضاف "يمكننا سماع صوت الأمطار والرياح المرعب، وانهار جزء من السقف، ولساعة، كان المنزل يهتز بسبب الرياح والأمطار".
وحذرت الوكالة اليابانية للأرصاد الجوية أيضاً من خطر الموجات المرتفعة والفيضانات، التي يتضاعف احتمال وقوعها مع اقتراب اكتمال القمر ما يؤدي إلى ارتفاع المد.
ودمر منزل في شيبا ونقل خمسة أشخاص إلى المستشفى جراء ذلك لكن إصاباتهم لم تكن خطرة، وفق ما أكدت فرق الإطفاء المحلية لوكالة فرانس برس.
وسقط رجلان بعد ظهر السبت في قناة مائية في غوتيمبا غرب طوكيو، وفيما أنقذ الأول الذي يعاني من إصابات بالغة، لا زالت فرق الإطفاء تبحث عن الرجل الآخر.
-إلغاء سباق فورمولا وان-
وعرضت محطات التلفزيون لقطات لأمواج هائلة تضرب السدود الساحلية.
وأوقف العمل في مصانع بينها مصنعي تويوتا وهوندا للسيارات.
كما أغلق عدد من المحلات التجارية بعدما هاجمها سكان أرادوا الحصول على مؤن خوفا من نقصها.
وفي كاناغاوا (وسط) بدأت السلطات عملية تصريف طارئة لمياه سد شيروياما الذي تخطى قدرته الاستيعابية، كما أطلقت تحذيرات للسكان الذين يعيشون قربه.
وقطعت الكهرباء عن 180 ألف شخص يعيشون في المناطق المعرضة للإعصار.
وتسببت العاصفة في عرقلة مباريات منافستين رياضيتين تنظمان في اليابان.
وكان منظمو سباق جائزة اليابان الكبرى المرحلة السابعة عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد على حلبة سوزوكا، بالقرب من ناغويا (وسط) قد أرجؤوا إلى صباح الأحد البرنامج الذي كان مقررا السبت بأكمله وخصوصا التجارب الرسمية.
كما أرغم الإعصار هاغيبيس المسؤولين عن بطولة العالم للركبي التي تنظم في اليابان، على إلغاء مباراتي انكلترا مع فرنسا، ونيوزيلندا مع إيطاليا اللتين كانتا مقررتين السبت.
ويمكن أن يؤثر الإعصار على المباراة بين اسكتلندا واليابان الأحد إذ يفترض أن يبتّ المنظمون في هذا الشأن صباح الأحد بعد تقييم الأضرار في الملاعب وشبكات النقل.
وشل الإعصار حركة النقل في منطقة طوكيو الكبرى خلال عطلة نهاية الأسبوع التي ستمتد حتى الاثنين، فقد ألغيت رحلات جوية وبحرية وعلق العمل في شبكات المترو.
ويضرب نحو عشرين إعصارا اليابان كل سنة. وقبل "هاغيبيس"، أدى الإعصار فاكساي إلى مقتل شخصين على الأقل في بداية أيلول/سبتمبر وتسبب بأضرار جسيمة في شيبا. وقد تضرر أو دمر 36 ألف منزل وحرمت منازل عديدة من الكهرباء لأسابيع.