مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

ارشيفية

1
Image 1 from gallery

السعودية تكشف عن الأضرار في منشأتين أرامكو

نشر :  
07:00 2019-09-21|

 

كشفت السعودية للمرة الأولى أمام وسائل إعلام عالمية عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشأتين النفطيتين اللتين تعرّضتا لهجوم في 14 أيلول، مؤكدةً تصميمها على استعادة إنتاجها بشكل كامل، رغم تصاعد التوترات في المنطقة.

وحمّلت الولايات المتحدة إيران المسؤولية عن الهجمات، غير أنّ طهران نفت أي مسؤولية وحذّرت من "حرب شاملة" في حال تعرّضها إلى استهداف سعودي أو أميركي.

وفي منشأة خريص النفطية الواقعة في شرق السعودية، قال مسؤول في مجموعة "أرامكو" النفطية السعودية العملاقة التي تدير الموقع، إن المنشأة تعرضت لأربع ضربات في 14 أيلول، واندلعت فيها حرائق استمرت خمس ساعات.

وفي بقيق، على بعد نحو 200 كيلومتر شمالاً من خريص، يوجد أضخم مصنع لتكرير الخام في العالم. وأشار مسؤولو "أرامكو" إلى تعرّضه ل18 ضربة.

ولاحظ الصحافيون خلال هذه الزيارة النادرة تعرّض خزانات ضخمة لأضرار في بقيق وكذلك منشآت تعمل بالأخصّ على فصل الغاز عن النفط الخام.

وقال المسؤول في "أرامكو" خالد الغامدي إنّ "ستة آلاف عامل يشاركون في أعمال التصليح" مقابل 112 عاملاً في الأيام العادية.

ولفت مسؤول آخر إلى أنّ "عدّة بؤر حساسة في المصنع تأثرت" بالضربات.

ونُظمت زيارة الصحافيين غداة جولة في المنطقة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي بدا كأنه يريد تهدئة الأوضاع مؤكداً أن بلاده ترغب بـ"حل سلمي" مع إيران، التي وجّهت إليها واشنطن والرياض الاتهام بالوقوف خلف الهجمات.

وكتب نظيره السعودي عادل الجبير ليلاً على تويتر أن "التهاون مع إيران" التي تنفي كل الاتهامات بحقها، "سيشجّعها لارتكاب المزيد من الأعمال التخريبية والعدائية، وسيكون لذلك آثار تمتد على الأمن والسلم الدوليين وليس فقط على المنطقة".

ولم تتوقف التوترات بين واشنطن وطهران عن التصاعد منذ انسحاب الولايات المتحدة الأحادي في 2018 من الاتفاق النووي مع إيران.

- "سنعود أقوى من قبل" -
وفي خريص شاهد الصحافيون الذين وُجّهت إليهم دعوة لمعاينة الأضرار، دماراً كبيراً حيث رأوا رافعات وسط حطام متفحّم على إثر الهجمات التي تبنّاها المتمردون الحوثيون المدعومون من طهران.

وكان أخصائيون تقنيون يعملون على تقدير حجم الأضرار الهائلة التي لحقت ببرج معدني يُستخدم لإزالة الغاز المسيل وكبريتيد الهيدروجين من النفط.

وقال أحد المسؤولين في شركة "أرامكو" فهد عبد الكريم إنه خلال الهجوم "كان هناك ما يتراوح بين 200 و300 شخص داخل المنشأة".

وأضاف عبد الكريم الذي جال مع الصحافيين داخل الموقع "لم يصب أحد بجروح"، إلا أن الأضرار المادية كبيرة: فقد لوحظ تغيّر في شكل أنابيب معدنية ضخمة جراء الانفجارات في الموقع المستهدف.

وبحسب السلطات السعودية، استُخدم ما لا يقلّ عن 18 طائرة مسيّرة وسبعة صواريخ كروز في الهجمات.

ورغم حجم الأضرار، ما زالت أرامكو متفائلة بشأن استئناف الإنتاج بشكل كامل بحلول نهاية الشهر الجاري.

وقال عبد الكريم "تمّ تشكيل فريق طوارئ لتصليح المعمل وإعادة إطلاق الأنشطة وإعادة (الإنتاج) إلى مستواه المعتاد".

وتابع "في أقلّ من 24 ساعة، عاد ثلاثون بالمئة من المعمل إلى العمل"، مشيراً إلى أن "الانتاج سيكون في المستوى الذي كان عليه قبل الهجوم بحلول نهاية الشهر". وقال "سنعود أقوى من قبل".

غير أنّ خبراء اعتبروا أنّ هذا الهدف طموح. وأشارت "انرجي انتليجنس" في تقرير إلى أنّ بعض أعمال الصيانة ستحتاج إلى "عدّة اسابيع".

- ترمب يعزّز العقوبات -

وفي واشنطن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة تشديد العقوبات على إيران لتصبح "العقوبات الأقسى على الإطلاق ضدّ دولة ما"، لكنّه دافع عن "ضبط النفس" العسكري الذي تحلّت به واشنطن بعد الهجمات على أرامكو.

وقال ترمب "لقد فرضنا للتو عقوبات على المصرف الوطني الإيراني"، مضيفاً "الأمر يتعلق بنظامهم المصرفي المركزي وهي عقوبات في أعلى مستوى".

وأوضح وزير المالية ستيفن منوتشين الذي كان الى جانبه أنّ الأمر يتعلّق باستهداف "آخر مصدر دخل للبنك المركزي الإيراني والصندوق الوطني للتنمية، أي صندوقهم السيادي الذي سيُقطع بذلك عن نظامنا البنكي"، مشيراً إلى أنّ "هذا يعني أنّه لن تعود هناك أموال تذهب إلى الحرس الثوري" الإيراني "لتمويل الإرهاب".

ومن المقرّر أن يجمع ترمب الجمعة أبرز وزرائه ومستشاريه لبحث مختلف الخيارات، بما فيها الخيار العسكري، لاستكمال الردّ الاميركي على هذه الهجمات.

وقال الرئيس الأميركي محذّراً "لم يحدث أن كانت دولة أكثر استعداداً" من الولايات المتحدة لشنّ ضربات عسكرية "وسيكون ذلك الحلّ الأسهل بالنسبة إليّ". وأضاف أنّ "ضرب 15 موقعاً كبيراً في إيران (...) لا يحتاج لأكثر من دقيقة (...) وسيشكل يوماً بالغ السوء لإيران".

بيد أنّه استدرك قائلاً "لكن ليس هذا ما أفضّله، ما أمكن".

- "تصعيد خطير" -
على جبهة أخرى، اتهم المتمردون الحوثيون التحالف بقيادة الرياض بـ"تصعيد خطير" في الحديدة في غرب اليمن يهدّد اتفاق وقف إطلاق النار في المدينة الذي تم التوصل إليه في ستوكهولم في نهاية العام الماضي.

وأعلن التحالف الذي يتدخل منذ 2015 في اليمن دعماً للقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الخميس أنّه نفذّ "عملية استهداف نوعيّة" ضد الحوثيين، هي الأولى منذ هجمات 14 أيلول/سبتمبر على السعودية. وأوضح أنه دمّر أربعة مواقع في شمال الحديدة يستخدمها المتمردون "لتجميع وتفخيخ الزوارق المسيّرة عن بُعد وكذلك الألغام البحريّة".

وكان التحالف أعلن أنّه اعترض ودمّر زورقا مفخّخا غير مأهول في وقت سابق الخميس، قائلاً إنّ الحوثيّين أطلقوه من اليمن.

ويسيطر الحوثيون على مرفأ الحديدة على الرغم من أن اتفاق السويد الذي تم التوصل اليه برعاية الأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر، نصّ على نشر قوات محايدة في المرفأ (عناصر الجمارك التابعة للحكومة التي كانت موجودة فيه سابقا)، وإعادة انتشار للحوثيين وقوات الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف في محيط المدينة.

كما خاطب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في كلمة ألقاها عبر الشاشة الجمعة المسؤولين السعوديين والإماراتيين بالقول "أعيدوا النظر، فكّروا جيداً، الحرب على إيران ليست رهاناً لأنّها ستدمّركم، وإكمال الحرب على اليمن لا حلّ له، حرب عبثية وستدفعون ثمنها".

وأضاف "بيتكم من زجاج واقتصادكم من زجاج، مثل المدن الزجاجية في الإمارات. ومن منزله من زجاج واقتصاده من زجاج ومدنه من زجاج، فليعقل ويوقف الحرب".