سوريا: القوات الحكومية تسيطر على بلدة استراتيجية في ريف إدلب

عربي دولي
نشر: 2019-08-12 08:08 آخر تحديث: 2019-08-12 08:09
قوات الجيش السوري
قوات الجيش السوري

سيطرت القوات الحكومية في سوريا، على بلدة استراتيجية في شمال غرب سوريا، في أول تقدم ميداني لها داخل محافظة إدلب منذ بدء تصعيدها العسكري قبل أكثر من 3 أشهر، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتتعرض محافظة إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ نهاية أبريل(نيسان) الماضي، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية، تزامناً مع معارك عنيفة تركزت خلال الأسابيع الماضية في ريف حماة الشمالي الملاصق لجنوب إدلب.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "سيطرت قوات النظام فجر الاحد على بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي بعد معارك شرسة ضد هيئة تحرير الشام والفصائل"، وأفاد عن معارك عنيفة مستمرة بين الطرفين على أكثر من محور في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.

وأوضح أن الهبيط هي أول بلدة تسيطر عليها قوات الجيش السوري في ريف إدلب الجنوبي منذ بدء التصعيد الذي دفع غالبية سكانها إلى النزوح.

وجاءت السيطرة على البلدة التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، بعد تنفيذ قوات الجيش السوري وروسيا عشرات الغارات الجوية، تزامناً مع قصف بري وبالبراميل المتفجرة من قوات الجيش السوري ، طاول خصوصاً ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.

وأفاد عبد الرحمن عن دمار هائل لحق بالبلدة جراء اشتداد القصف والغارات منذ يوم أمس السبت، وأوردت صحيفة الوطن المقربة من دمشق على موقعها الإلكتروني أن الجيش يبسط سيطرته على الهبيط ويكبّد النصرة وحلفاءها خسائر كبيرة.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من المحافظة، وتتواجد فيها فصائل إسلامية ومعارضة أقل نفوذاً، وتتيح هذه السيطرة لقوات الجيش السوري أن تتقدم باتجاه مدينة خان شيخون، المدينة الأكبر في ريف إدلب الجنوبي والواقعة على بعد حوالي 11 كيلومتراً شرق الهبيط.


اقرأ أيضاً : الأسد يدعو قبيل مباحثات أستانا لتطبيق اتفاق ادلب


وكما تخوّلها إطباق الحصار على كبرى بلدات ريف حماة الشمالي وهي اللطامنة ومورك وكفرزيتا التي تعرضت في اليومين الأخيرين لقصف جوي وبري مكثف.

وتسببت المعارك بعد منتصف الليل بمقتل 14 من قوات الجيش السوري والمسلحين الموالين لها مقابل 24 من مقاتلي الفصائل، غالبيتهم من الجهاديين، وفق المرصد، غداة مقتل 70 آخرين من الطرفين أمس، كما قتل مدنيان في ريف إدلب الجنوبي اليوم أحدهما بغارة روسية والثاني وهو طفل بقصف سوري.

ومنطقة إدلب مشمولة باتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر(أيلول) 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات الجيش السوري والفصائل، كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه.

ونجح الاتفاق في إرساء هدوء نسبي، قبل أن تبدأ دمشق تصعيدها منذ نهاية أبريل(نيسان) الماضي وانضمت إليها روسيا لاحقاً، وتسبّب التصعيد وفق المرصد بمقتل أكثر من 810 مدنيين، كما قتل أكثر من 1200 من مقاتلي الفصائل مقابل أكثر من ألف من قوات الجيش السوري والمسلحين الموالين لها.

ودفع التصعيد أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح في شمال غرب سوريا، بحسب الأمم المتحدة.

وأعلنت دمشق مطلع الشهر الحالي موافقتها على وقف لإطلاق النار استمر نحو 4 أيام، قبل أن تقرر استئناف عملياتها العسكرية، متهمة الفصائل بخرق الاتفاق واستهداف قاعدة حميميم الجوية التي تتخذها روسيا مقراً لقواتها في محافظة اللاذقية الساحلية.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

أخبار ذات صلة

newsletter