الأمير الحسن بن طلال يدعو إلى بناء جسور ثقافية من جديد بين العرب وتركيا
رؤيا - الاناضول - دعا الأمير الحسن بن طلال، إلى بناء جسور ثقافية من جديد بين العرب وتركيا.
جاء ذلك خلال كلمة له الإثنين في ختام فعاليات المؤتمر العربي التركي الرابع للعلوم الاجتماعية الذي بدأت أعماله أمس الاثنين .
وقال الأمير الحسن (الراعي للمؤتمر) موجهًا حديثه لجمع من رجال السياسة والباحثين العرب والأتراك: “أنتم في تركيا أنجزتم العجائب ببناء جسر قاري، فهل تستطيعون أن تسهموا معنا ببناء جسور ثقافية من جديد”.
وأكد على أهمية العمل بتواصل مع تركيا وكل الجيران في المنطقة بما فيهم إيران نحو حوار متعدد الأطراف عبر الجامعات وأساتذتها ويتم بثه عبر شاشات التلفزة، موضحاً أن التفكير الناقد لا يمكن أن يتم إلا بالإصلاحات متداخلة النظم.
وطالب الأمير الأردني بالتركيز على الكفاءة والمهارة ورعاية الإبداع ودعم البحث العلمي بين شعوب المنطقة والعمل على تحقيق حلم صندوق الزكاة العالمي الذي يشكل ركناً أساسياً من ديننا وبه يمكن أن نقرر مصيرنا المؤسسي بالانتماء لثقافتنا وقيمنا.
وعبر الأمير عن مشاعر تنتابه في الآونة الأخيرة جراء الاقتتال الدائر في المنطقة، بقوله “في هذه المرحلة لا أطلب ود أحد بقول الحق وأصدق الآخر إن قلت أنني لست من عشاق الحياة في هذه الأيام الذليلة من حياة أمتنا على الرغم بإيماني أنه لا يأس مع الإيمان”.
وأضاف الأمير الحسن أن هذا الشعور ينتابه عندما يرى صورة لإخراج صهيوني للمصلين في إحدى شوارع القدس المؤدية للمسجد الأقصى، وتوضع على الصفحات الأولى لجرائدنا بتصوير المصلين ساجدين دون مراعاة للكرامة، مطالبا بمراعاة أحاسيس المواطنين.
ومضى بالقول: “ليس المهم نحن المتواجدين في هذه القاعة، لكن المهم النفوس المعذبة بهذه الأمة الإسلامية الذين يموتون يومياً بفعل حماقات نرتكبها بحق بعضنا البعض”.
وفي ختام المؤتمر، أوصى السياسيون والأكاديميون العرب والأتراك المشاركون بالمؤتمر بتقوية العلاقات العربية التركية في المجالات المختلفة وأهمها التبادل الثقافي والتعليمي وإقامة فعاليات المؤتمر القادم في المغرب بعنوان “النواحي الأمنية والجيوسياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.
وقدم رئيس مؤسسة التفكير الاستراتيجي في أنقرة، بيرول أقجون، جملة توصيات المؤتمر ومنها أن الباحثين والمشاركين خلصوا بعد تقديمهم (100) بحث وورقة نقاشية عن العلاقات العربية التركية إلى ضرورة المساهمة في تعزيز العلاقات العربية/التركية في مختلف المجالات لا سيما الاقتصاد والتنمية والتعليم، والمساهمة في نشر التعليم الإلكتروني المشترك، والاستثمار في الإنسان لرفع قيمة العلاقات المشتركة.
وأوصى المشاركون أيضًا بأهمية إحياء وإنشاط التبادل الثقافي العربي/التركي، والعمل على تعزيز دور منظمات المجتمع المدني لدعم العلاقات المشتركة، وإنشاء مراكز تعليمية متخصصة وزيادة حجم الدعم لها، والعمل على إيجاد مشاريع تهدف إلى سد نقص المعلومات ومصادرها.
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء التركي السابق، إمر الله إشلر: “نؤكد على ضرورة ألا تؤدي ثورات الربيع العربي التي شهدتها المنطقة إلى استقطابات على أسس دينية أو طائفية، والمهم في هذه الظروف الحفاظ على التراب الوطني لتلك الدول التي شهدت ثورات شعبية على الأنظمة المتسلطة”.
وأضاف: “الوضع الذي يعيشه المسلمون في المنطقة مؤلم، بخاصة أن المسلمين باستطاعتهم وبوعيهم أن يواجهوا أي ألاعيب يمكن أن تدفع لمواجهة بعضهم البعض، بخاصة أن الجماعات الإرهابية تقدم خدمات جليلة لمشاريع الخوف من الإسلام (الإسلام فوبيا)”.
وكان المؤتمر العربي التركي الرابع للعلوم الاجتماعية اختتم أعماله في وقت متأخر من مساء الإثنين بمشاركة عشرات الباحثين العرب والأتراك.
وشارك في أعمال المؤتمر باحثون ومختصون في مجالات التعليم والتنمية من دول: الأردن، تركيا، مصر، العراق، السعودية، لبنان، البحرين، تونس، المغرب، الجزائر، السودان، وقد انطلقت أعمال المؤتمر الأول في أنقره بتركيا عام 2010، والثاني في مصر عام 2012، والثالث في اسطنبول في تركيا 2013.