فقراء الأردن يتمنون استمرار رمضان طول العام حتى لا يجوعوا

الأردن
نشر: 2019-05-29 21:24 آخر تحديث: 2020-07-23 12:20
تعبيرية
تعبيرية

 مع دخول شهر الخير والبركات والمغفرة، وكجزء من البرامج الخيرية المتواصلة والموجهة إلى الفئات المحتاجة في المجتمع الأردني، تقوم الجمعيات الخيرية بتقديم وجبات سحور وفطور للمحتاجين.

موقع قناة الجزيرة نت نشر تقريرا عن موائد الرحمن في شهر رمضان بالأردن، وانعكاسها الفقراء والمحتاجون.

"بتنا نفطر ونتسحر على وجبات المندي والشاورما والوجبات الفاخرة من المطاعم السريعة التي نزورها مع الجمعيات الخيرية، لكننا نفتقدها بعد رمضان حتى أصبحنا نتمنى أن يستمر رمضان كل السنة لأننا نشبع طوال اليوم".. بهذه العبارة العفوية وصف الطفل سيف محمود حبه لشهر رمضان.

سيف البالغ من العمر 14 سنة يعيل أسرة من خمسة أفراد تكبره بنتان ويصغره أخوان، يعيشان بكنف جدتهم العجوز في بيت من الصفيح وأعظم وسائل الراحة المتوفرة ببيتهم وجود مروحة تحرك الهواء الساخن وثلاجة تبرد لهم الماء.

ويفتقد أباه وأمه ويعيش أيام السنة على ساندويتشات الحمص والفلافل وبقايا الطعام التي يقدمها لهم الجيران والجمعيات الخيرية، أما في رمضان فتزدحم السفرة بألذ وأشهى الأطعمة.

موائد وطرود

في شهر رمضان تشهد الأردن موائد الرحمن التي تقيمها مؤسسات رسمية ومديرية الأمن العام وشركات خاصة وجمعيات خيرية، وتقدم فيها الوجبات الغذائية للمحتاجين ويقصدها الفقراء والمحتاجون كل يوم للحصول على وجبة دسمة باللحم الأحمر أو الأبيض.

وتقدم الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإغاثية طرود الخير المحملة بالأصناف الغذائية المختلفة، يعتاش عليها الفقراء بعد رمضان، ومنهم من يقوم ببيعها لشراء الأدوية أو تسديد إيجار المنزل أو فواتير الكهرباء لكن مع تكبيرات عيد الفطر تُزال خيام الموائد ويتوقف توزيع الوجبات الغذائية، ويفتقد الفقراء ذلك بانتظار رمضان المقبل.

حالة سيف يشابهها كثير من العائلات الفقيرة والمحتاجة في المحافظات الأردنية، فأم أنس تمام سليم ( 45 عاما) تعيل أسرة من خمسة أفراد، عبر حياكة الأثواب المطرزة بالخيوط المزركشة التي ترتديها النساء المرفهات في الحفلات.

وتعيش أُم أنس في بيت من الصفيح مستأجر بسبعين دينار (مئة دولار) شهريا وزوجها مصاب بشلل نصفي لا يقوى على الحركة ولها طفلان 15 و11 عاما يعملان في جمع "الخردة من قطع حديدية وبلاستيكية وبقايا الخبز "الناشف" لبيعها لمربي الأغنام ويحصلان من عملهما اليومي على ثلاثة دولارات، يشتريان بها طعاما أو دواءً بحسب الأولويات.

وتنتظر أم أنس شهر رمضان بفارغ الصبر فتكثر فيه الصدقات والطرود الخيرية المحملة بالمواد الغذائية فـ"نأكل اللحم والدجاج" تقول أم أنس للجزيرة نت "وما زاد منها ندخره للأيام المقبلة بعد الشهر الفضيل لكن الطرود في رمضان هذا العام قليلة".

تراجع في الطرود

فهد الصبيح تاجر جملة لمواد غذائية في العاصمة عمّان شكى من تراجع الطلب على الطرود الغذائية التي يوزعها المحسنون على الفقراء ويقول للجزيرة نت  "في رمضان الماضي كنا نبيع يوميا نحو ثلاثمئة طرد غذائي يتراوح سعر الطرد بين 15- 20 دينارا (أي نحو 20-25 دولارا)، أما برمضان هذا العام فتراجع الطلب على الطرود أكثر من 50%، ففي أحسن الأيام نبيع نحو 130 طردا غذائيا حتى أننا بتنا نقدم طرودا بقيمة عشرة دولارات حسب طلب المحسنين".

وعلى مائدة إفطار أم عبدالله مريم السفاريني (50 عاما) تنوع بالأطباق المتبرع بها، ففيها وجبات الشاورما وأطباق من الأرز وبعض الدجاج ومعلبات من الحمص والفول وغيرها.


وتنتظرأم عبدالله مريم السفاريني في مخيم البقعة شمال عمّان الطرود الخيرية لتطعم عائلاتها المكونة من ثمانية أفراد وتقول "في رمضان نشبع من الطرود الخيرية والوجبات الغذائية التي يوزعها المحسنون، ونبيع بعضها لحاجتنا للدواء.. فرمضان شهر كريم يزيد فيه الخير".

أبو صلاح توفيق العامر (50 عاما) يعيش مع أسرته ببيت مغطى بالصفيح مكون من غرفة واحدة، ملحق بطرفها مطبخ صغير وحمام ويعاني من شلل نصفي لا يقوى على العمل ويتقاضى معونة مالية من صندوق التنمية الإجتماعية 175 دينارا (250 دولارا)، يدبر بها شؤونه طوال الشهر.

ويجر قدمه قاصدا جمعية خيرية في مخيم البقعة بعد أن وصلته الأخبار بتوزيع طرود غذائية ودجاج ولكنه فوجئ بأن طرود الخير تأخرت في رمضان وقلت فيها الكميات، ولما تصل من المحسنين.


اقرأ أيضاً : الرزاز: الأسر الفقيرة تحتاج منا إلى الدعم والتدخل لحمايتها


توقف كفالات

جمعيات خيرية شكت من التراجع الكبير في حجم المساعدات الغذائية سواء في وجبات الإفطار أو الطرود التموينية واللحوم والدواجن، مرجعين السبب في ذلك للأوضاع الاقتصادية التي يمر بها المحسنون.

ويقول مدير في لجنة زكاة محمد الجابر للجزيرة نت إن حجم المساعدات الغذائية والطرود التموينية تراجع في رمضان هذا العام عن سابقيه وأنه كانت تصلهم أطنان من السكر والأرز كل عام لكنها انخفضت هذا الموسم وأن الكفالات الشهرية للأيتام والعائلات الفقيرة بات المحسنون يتوقفون عن دفعها نتيجة الظروف التي يمرون بها.

ويبدو أن الظروف المعيشية التي يمر بها الأردن، والضغوط الاقتصادية التي تمارس عليه باتت تؤثر في مختلف نواحي الحياة الأردنية سواء المحسن المتبرع أو الفقير المحتاج.

أخبار ذات صلة

newsletter