غوغل
لماذا تريد غوغل السيطرة على الإنترنت؟
تستخدم غوغل مليارات الدولارات التي تحصل عليها من أنظمتها السحابية لشراء الكابلات البحرية التي تشكل العمود الفقري للإنترنت.
فقد أعلنت الشركة في فبراير/شباط الماضي عزمها المضي قدما في تطوير كابل كوري Curie، وهو خط بحري جديد يمتد من كاليفورنيا إلى تشيلي. وهو أول كابل خاص عابر للقارات يتم بناؤه من قبل شركة كبرى غير عاملة في مجال الاتصالات.
وتعتبر هذه خطوة متقدمة لغوغل في مشروع الاستحواذ على الإنترنت، فقد مولت عددا من الكابلات داخل القارة بالفعل، وكانت واحدة من أوائل الشركات التي تبني خطا بحريا خاصا بالكامل.
وتثير الحركات الأخيرة القلق بالتأكيد. فاستحواذ شركة تقنية كبيرة على العمود الفقري للإنترنت له تداعيات بعيدة المدى. فبالرغم من أن هذا يعني مزيدا من السرعة وربما خدمات أفضل ولكنه في نفس الوقت سيكون مدخلا لانتهاك الخصوصية وجمع المعلومات.
التعطش للمحتوى
يتكون الإنترنت من سلسلة من الأنابيب تربط أجزاء الشبكة المختلفة، وتوشك غوغل أن تمتلك عددا كبيرا من هذه الأنابيب (حوالي 10433 أنبوبا) عند اكتمال مشروع كابل كوري في وقت لاحق من هذا العام.
اقرأ أيضاً : جوجل تضيف ميزة الإبلاغ عن "تباطؤ" حركة المرور إلى خرائطها
وإذا أضفنا لها الكابلات المشتركة التي تملكها غوغل مع فيسبوك وأمازون وميكروسوفت، فإن المجموع يصل إلى 63605 أميال.
وتدل هذه الأرقام على استحواذ مزودي المحتوى على أكثر من نصف إجمالي الطلب على التردد العريض عام 2017.
وقد ارتفع استخدام بيانات مزود المحتوى من أقل من 8% إلى ما يقرب من 40% في السنوات العشر الماضية.
يُذكر أن الإحصائيات أقل بكثير في أفريقيا والشرق الأوسط، مما يشير إلى أن الدول المتقدمة المتعطشة لمحتوى الفيديو والتطبيقات السحابية هي الدافع وراء استحواذ شركات التقنية على الإنترنت.
فقد استخدمت الهند 4.977 ميغابايت في الثانية فقط من النطاق الترددي الدولي عام 2017. بينما استخدمت الولايات المتحدة 4.960.388 ميغابايت في الثانية نفس العام.
وبينما نتطلع إلى الغد، نحتاج أن نبدأ في سؤال أنفسنا عن شكل الإنترنت في المستقبل عندما تتحكم خدمات المحتوى التي تستحوذ بالفعل على الكثير من انتباهنا على العمود الفقري للإنترنت أيضا.