عائلات تسأل عن ذويها بعد مجزرة نيوزيلندا
أطفال وشباب وشيوخ في عداد المفقودين.. عائلات تبحث عن أبنائها بعد مجزرة نيوزيلندا
ناشد أفراد بعض العائلات من أجل الاطمئنان على أحبائهم المفقودين، ومن بينهم طفل في الثالثة من عمره، وذلك في أعقاب مجزرة نيوزيلندا إثر الهجوم الإرهابي على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش.
وأشار موقع Stuff النيوزيلندي، إلى أن عبدي إبراهيم كان في مسجد النور بشارع دينز مع والده وشقيقه موكاد، البالغ من العمر 3 أعوام، عندما بدأ إطلاق النار.
وخرج عبدي من المسجد بأسرع ما يمكن وهرع إلى المستشفى؛ ظناً منه أن عائلته وأصدقاءه سيكونون هناك.
تظاهر والده بأنه ميت بعد إطلاق النار عليه وفرَّ من موقع مجزرة نيوزيلندا، ولم ير أحدٌ موكاد منذ إطلاق النار، حسبما قال شقيقه.
أسر تبحث عن أبنائها بعد مجزرة نيوزيلندا
على جانب آخر، تحدثت جانا عزت وحازم العمري مع ابنهما حسين، البالغ من العمر 36 عاماً، للمرة الأخيرة، ليل الخميس.
ويخشى والداه من أن يكون ابنهما بين ضحايا الهجوم على مسجد النور.
ويؤدي حسين صلاة الجمعة في المسجد بانتظام، وحاول والداه الاتصال به مراراً منذ وقوع الحادث، لكنهما لم يتمكنا من الوصول إليه.
وزار الزوجان منزله ولم تكن سيارته هناك، ثم ذهبا إلى المستشفى، لكن لم يتمكن أحد من مساعدتهما، وفي محاولة أخيرة للعثور عليه، ذهب الوالدان إلى شارع دينز حيث الطوق الأمني موضوع بمحيط المسجد حيث وقعت مجزرة نيوزيلندا ، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهما رؤية سيارته.
ووجَّه الوالدان رسالة إلى ابنهما، قائلَين: «نحن نحبك حسين. إذا مات، فهو مات في يوم الجمعة المبارك، وسيكون في أمان مع الله».
وقال الأب حازم العمري إنه لم يذهب إلى المسجد ونصح ابنه بعدم الذهاب، لأنه «غير آمن».
وعمل حسين في مجال السياحة إلى أن فقد وظيفته مؤخراً. ووصف الوالدان ابنهما بأنه «شخص طيب يحاول مساعدة الناس دائماً».
أطفال وشيوخ في عداد المفقودين
وقال مارك ويلسون، مدير مدرسة كشمير الثانوية، إن ثلاثة من طلابه، وهما شقيقان في الصفين التاسع والثاني عشر ووَلد ثالث في الصف العاشر، كانوا في مسجد النور عند وقوع الهجوم الإرهابي.
وأُصيب الشقيقان، اللذان من المفترض أنهما يُدعيان زيد وحمزة مصطفى، ونُقلا إلى المستشفى. ولم يُكشف عن مدى خطورة إصاباتهما.
وقال ويلسون إنه كان على اتصال بعائلة الطفل الثالث، الذي لا يزال في عداد المفقودين حتى الآن. وقال عمر نبي إن والده، الحاج داود نبي، الذي يدير جمعية Afghan Association، كان داخل مسجد النور وقت إطلاق النار.
ومنذ ذلك الحين، حاول عمر الاتصال بوالده مرات عدةٍ ولكنه لم يتمكن من الوصول إليه. وكان عمر متجهاً إلى مستشفى كرايست تشيرش، للحصول على مزيد من المعلومات.
وقال عمر: «أنا بحاجة إلى معرفة ما إذا كان والدي بخير. إنه رجل متواضع للغاية وساعد كثيراً من الأشخاص».
وتحدث عمر مع والده آخر مرةٍ صباح الجمعة 15 مارس/آذار 2019، قبل مغادرة المنزل. وكان من المفترض أن يذهب إلى صلاة الجمعة ولكنه لم يكن قادراً على الذهاب.
والسلطات تجد صعوبة في الاستجابة لذوي المفقودين
وتحدثت آمنة علي، الموجودة حالياً في باكستان، مع زوجها سيد عليّ آخر مرة صباح الجمعة 15 مارس/آذار 2019، في أثناء تناول الإفطار.
وأخبرها أحد زملائه بأنه غادر العمل في الواحدة ظهراً للتوجه إلى مسجد النور، ولم تسمع آمنة من زوجها منذ ذلك الحين. وتحدثت آمنة مع أصدقائه وآخرين، لكنها لم تحصل على أي معلومات عن مكانه بعد مجزرة نيوزيلندا .
وكان زهير درويش يقف عند الطوق الأمني في شارع دينز ليل الجمعة، متوسلاً للحصول على أي معلومات عن شقيقه كامل درويش، الذي كان موجوداً بالمسجد في أثناء إطلاق النار ومفقوداً الآن.
وقال زهير إنه جاء إلى موقع الحادث عندما علم عن الأمر، ونصحته الشرطة بالتوجه إلى مستشفى كرايست تشيرش، لكن شقيقه لم يكن هناك. لذلك عاد إلى الموقع في التاسعة مساءً، متوسلاً إلى الشرطة لمساعدته. ووقف الضباط بجانب بنادقهم ولم يتمكنوا من مساعدته.
وقال زهير: «أعلم أن الأمر سيستغرق وقتاً، لكن 9 ساعات؟ هيا يا رفاق! نحن نريد فقط معرفة أي شيء… أي معلومات». وبدأت جمعية الصليب الأحمر في حصر قائمة بالمفقودين بعد مجزرة نيوزيلندا .
وقال ديفيد ميتس، الرئيس التنفيذي لمجلس صحة مقاطعة كانتربري النيوزيلندية، إن نحو 200 من أفراد العائلات كانوا في المستشفى ينتظرون أي معلومات عن ذويهم المفقودين. وأضاف ميتس: «نقدم الدعم لهؤلاء الأشخاص جنباً إلى جنب مع الشرطة».