ارشيفية
الجزائر تحبس أنفاسها من جديد.. أكبر تظاهرات ضد بوتفليقة
في أكبر مظاهرات معارضة منذ بدء الاحتجاجات في الجزائر، دعا عشرات الآلاف من المتظاهرين في مدن عدة بأنحاء البلاد، الجمعة، الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى التنحي، وقال شهود إن الاحتجاجات كانت سلمية في معظمهما لكن مشادات وقعت بين الشرطة ومحتجين قرب القصر الرئاسي بالعاصمة الجزائر بعد تراجع أعداد المتظاهرين.
وقال مسؤول محلي، إن شخصا لقي حتفه، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية إن الرجل البالغ من العمر 60 عاما أصيب بنوبة قلبية.
وذكر التلفزيون الرسمي أن عددا من المحتجين ورجال الشرطة أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت في العاصمة الجزائر، وقال موقع (تي.إس.أيه) الإلكتروني الإخباري إن الأرقام الرسمية تشير إلى إصابة 63 شخصا.
وأضاف أن 45 شخصا احتجزوا.
وفي وقت سابق غصت الشوارع بالمتظاهرين، وبينهم شبان ومسنون عقب صلاة الجمعة ينادون برحيل بوتفليقة ويهتفون "سلمية .. سلمية"، ولوح كثير منهم بالعلم الجزائري ورفعوا شعارات ولافتات.
وبدأت في الأسبوع الماضي احتجاجات مستمرة، نادرة الحدوث في الجزائر، ضد اعتزام بوتفليقة الترشح لفترة رئاسية خامسة خلال انتخابات أبريل المقبل، لكن مظاهرات اليوم كانت الأكبر حتى الآن.
وأصيب بوتفليقة (81 عاما) بجلطة في عام 2013 ومنذ ذلك الحين لم يظهر على الملأ سوى مرات قليلة. وأثار سعيه لإعادة انتخابه استياء بين الجزائريين الذين يرونه "غير مؤهل صحيا للحكم".
وكانت من بين المحتجين واحدة من أشهر أبطال حرب التحرير ضد فرنسا في الفترة من 1954 وحتى 1962، وهي جميلة بوحيرد التي تبلغ من العمر 83 عاما، وقالت للصحفيين "أنا سعيدة لأنني هنا".
وبعد ساعات من السير، بدأ كثير من المحتجين في العودة إلى منازلهم، لكن ظل آخرون في أماكنهم يرقصون ويرددون الأغاني.
وفي وقت لاحق أظهرت لقطات لتلفزيون رويترز قوات الأمن تواجه محتجين في شارع قرب القصر الرئاسي بعد إطلاق قنابل غاز، وقال شهود إن الاشتباكات أسفرت عن سقوط مصابين من الجانبين.
وقال سكان ووسائل إعلام محلية إن مدنا أخرى في البلاد شهدت احتجاجات، منها وهران وسطيف وتيزي وزو والبويرة وقسنطينة.
ولم يوجه بوتفليقة، الذي سيكمل عامه الثاني والثمانين اليوم السبت، أي خطاب مباشر للمحتجين.
وقالت السلطات إنه سيسافر إلى جنيف لإجراء فحوص طبية لم يكشف عنها، على الرغم من عدم صدور تأكيد رسمي بشأن سفره.