البابا فرنسيس مغادراً كاتدرائية القديسة ماريا لا أنتيغا في بنما في 25 كانون الثاني 2019
البابا يعترف بأن الكنيسة "لم تحسن الإصغاء" في قضايا الاعتداءات الجنسية
اعترف البابا فرنسيس السبت من بنما بأن الكنيسة الكاثوليكية "الممزقة بخطيئتها"، لم تحسن "الإصغاء"، وذلك في رسالةٍ موجهةٍ إلى كهنةٍ وإكليريكيين في ظلّ فضائح الاعتداءات الجنسية التي تحرج المؤسسة الكنسية.
وفي قدّاس احتفالي في كاتدرائية القديسة ماريا، جوهرة العمارة الدينية الاستعمارية التي رمّمت حديثاً، دق البابا ناقوس الخطر بشأن "ضعف الإيمان الذي تتسبب به كنيسة ممزقة بخطيئتها، لم تحسن الإصغاء في أوقات الأزمات".
وتأتي هذه الرسالة قبل أسابيع عدة من لقاء عالمي منتظر للأساقفة حول "حماية القاصرين" في الكنيسة. ومن المقرر أن يجري اللقاء في أواخر شباط/فبراير في الفاتيكان.
وفي مؤتمر صحافي الجمعة، أكد المتحدث الموقت باسم الفاتيكان أليساندرو جيزوتي أن هذا الموضوع كان "في صلب انشغالات" البابا.
وأضاف أن اجتماع روما في شباط/فبراير "هو مناسبة غير مسبوقة لمواجهة مشكلة والبحث عن إجراءات حقيقية وصلبة، حتى حينما يعود الأساقفة إلى أبرشياتهم، سيكونون قادرين على مواجهة هذه الآفة الرهيبة".
وتابع أن هذا "ليس بداية المعركة، بل إنها درب الجلجلة. هذا أسوأ ما يمكننا تخليه. وهذا ما قاله البابا بنديكتوس السادس عشر في السابق ويقوله البابا فرنسيس الآن. ونفهم أن هناك ضغطاً كبيراً".
وزيارة أول بابا من أميركا اللاتينية لبنما بمناسبة اليوم العالمي للشبيبة، تتم بعد عام من سفره إلى تشيلي في كانون الثاني/يناير 2018، حيث قدّم دعماً غير ملائم لأسقف يشتبه بأنه تستر على تعديات كاهن على الأطفال. وتحوّلت زيارة تشيلي إلى إخفاق وشكّلت لحظة مفصلية في ولاية البابا فرنسيس.
وتطرّق القائد الروحي ل1,3 مليار كاثوليكي حول العالم، في عظته السبت إلى أزمة التراجع المستمر للدعوات الكهنوتية.
-"تراجع الإيمان"-
واذ اثار مسألة "تراجع الإيمان"، رأى فرنسيس أن المشكلة تعود إلى "عدم القدرة على التعامل مع حدّة وتعقيد التغييرات التي نمرّ بها كمجتمع".
وتابع الحبر الأعظم البالغ من العمر 82 عاماً أن "تلك التغييرات تجعلنا نشكك في أشكال تعبيرنا والتزامنا، وأيضاً في عاداتنا ومواقفنا بمواجهة الحقيقة، بل تجعلنا حتى نتساءل عن إمكانية الحياة الدينية في عالم اليوم".
ومن المقرر أن يقابل البابا لاحقاً شبيبة يتحضرون لرسامتهم كهنةً.
ويبدو أن أزمة تراجع أعداد الدعوات الكهنوتية في الكنيسة لن تتوقف. ووفق إحصاءات الفاتيكان، بلغ عدد الكهنة في 2016، 414969 كاهناً، مقابل 415656 في 2015، و415792 في عام 2014.
وفي حين يواجه رجال الدين الشيخوخة، يتراجع التوجه لدى الجيل الجديد. وفي 2016، استعد 116،160 شابا للكهنوت، في مقابل 116،843 في العام السابق.
وتضرّ فضائح الاعتداءات الجنسية بمكانة الكهنة، وقد تكون سبب عدم حماسة الشباب لنطق نذورهم الدينية.
وحتى الآن، لم يصغِ البابا فرنسيس إلى دعوات وضع حد لنذر العفة عند الكهنة، والسماح بفتح الباب لرسامة النساء.
ومساء، سيمضي البابا سهرة مع عشرات الاف الشبان المحتشدين في منطقة شاسعة قرب مطار بنما الدولي.
والسهرة التي تعد ذروة الايام العالمية للشبيبة، هي ايضا جزء من الطقوس التي تسبق السيامة الكهنوتية والنذور الدينية. ويتعين على كهنة المستقبل والرهبان والراهبات تمضية الليل في الصلاة قبل الاحتفال الذي يشكل بداية دخولهم الى حياة جديدة.