القوات المسلحة تعلن تطوير استراتيجيتها في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب

الأردن
نشر: 2019-01-09 15:23 آخر تحديث: 2019-01-09 15:24
شعار القوات المسلحة
شعار القوات المسلحة

أعلنت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي  تطوير استراتيجيتها التخصصية في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب، بناءً على توجيهات من رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود عبدالحليم فريحات.

 وتهدف الإستراتيجية إلى حماية وتحصين منتسبي القوات المسلحة واتخاذ تدابير استباقية قادرة على مواكبة المتغيرات التي طرأت في البيئة الإستراتيجية، والتي جاءت متوائمة مع استراتيجية مختلف مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية فيما يتعلق بمواجهة التطرف الفكري والإرهاب.

 وتعكس الإستراتيجية رؤى جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبدالله الثاني الداعية لنبذ التطرف الفكري وتجفيف منابع الإرهاب وإظهار صورة الإسلام السمحة، والتي عبر عنها جلالته في مختلف المحافل الدولية.​

إستراتيجية القوات المسلحة الأردنية في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب 

يعتبر التطرف الفكري والإرهاب من الظواهر العالمية القديمة والحديثة معاً, وما يميزها حالياً انتشارها الواسع وأساليبها المختلفة وصعوبة مواجهتها واستخدامها للتقنية الحديثة من خلال توظيف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر أفكارها وتجنيد الكثيرين من مختلف دول العالم, وهذا ما ظهر عند عصابة داعش الإرهابية في العقد الأخير وتوسعها السريع والمفاجئ في عام 2014, حيث أنها وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في التجنيد (شمولية الاستقطاب) والسرعة في التوسع على الأرض.

أصبح الإرهاب مؤخراً عابراً للحدود في ظل الثورة العلمية الهائلة في مجال الاتصالات والإعلام وتكنولوجيا المعلومات وتحت تأثير العولمة مما أنتج بيئة خوف عالمية دفعت المجتمع الدولي لمواجهة كل أشكال التطرف الفكري المؤدي الى الإرهاب, ولم يعد بمقدور أي دولة أن تنغلق على نفسها بمعزل عن مؤثرات البيئة الدولية مما يجعلها عرضة للموجات المتتالية من التطرف الفكري والإرهاب تتطلب جهداً دولياً تتكامل وتتفاعل فيه إمكانات المجتمع الدولي وخبراته بأكمله ,وبالرغم من النجاحات التي تم تحقيقها إلا أن التنظميات الإرهابية لا تزال تمتلك تأثيراً فكرياً وخلايا نائمة ومتعاطفين في معظم دول العالم .

ألحقت الجهود الدولية في محاربة الإرهاب سلسلة من الخسائر أفقدت التنظيمات الإرهابية الكثير من قدراتها القتالية, إلا إن السلسلة القيادية لتلك التنظيمات لا تزال قائمة, وبالتالي يتوفر لها القدرة على البقاء ولكن بشكل وأدوات جديدة ,وبذلك سيكون تركيز الإرهاب ما بعد داعش على نوعية العمليات التي ينفذها أكثر من التركيز على احتلال أرض والتمسك بها, وذلك نظراً للخسائر البشرية والمادية التي تعرضت لها تلك التنظيمات الإرهابية .

حدث تغير نوعي في مصادر التهديد للأمن الوطني من قبل المجموعات الإرهابية تتمثل في الذئاب المنفردة, الخلايا النائمة ,انتشار التطرف الفكري ,استغلال المنظمات الإرهابية التوظيف النشط لمحركات التطرف العنيف المتوافرة في البيئة المحلية مثل الظروف الاقتصادية الصعبة, ضعف الثقة بأجهزة الدولة ,حالة الإحباط بين قطاع الشباب ,والفساد المالي والإداري بالإضافة إلى تفشي ظاهرة الواسطة والمحسوبية لجذب المتعاطفين وزيادة الحاضنة الشعبية لها، ومن هنا جاءت إستراتيجية القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب في مرحلة ما بعد داعش .

القصد من هذه الإستراتيجية .هو وضع إستراتيجية (وقائية وعلاجية ) تمتاز بالبساطة والمرونة وقابلة للتطبيق بالأدوات المتوفرة للقوات المسلحة الأردنية لحماية وتحصين منتسبي القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي من التأثر بالتطرف الفكري واتخاذ تدابير استباقية قادرة على التعامل مع شكل الإرهاب المستقبلي ما بعد داعش .    

تسعى الإستراتيجية إلى تحقيق الأهداف الآتية :

• التحصين الفكري لمنتسبي القوات المسلحة الأردنية وحمايتهم ضد الطرق التي تستخدمها التنظيمات المتطرفة لجر العسكريين باتجاه التطرف الفكري .

• تعريف منتسبي القوات المسلحة الأردنية بالتنظيمات المتطرفة التي تنشط على الساحة الإقليمية والمبادئ التي ترتكز عليها.

• توعية منتسبي القوات المسلحة بالطرق التي تستخدمها التنظيمات المتطرفة لاستقطاب ضحاياها نحو التطرف الفكري .

• ترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة والولاء والانتماء وتعزيز ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية وتقبل الآخر.

• حماية كافة مرتبات ووحدات القوات المسلحة من التعرض لأي عمل إرهابي.

• إيجاد جهة مرجعية لإدارة وتوحيد ومتابعة جهود كافة المعنيين بتنفيذ الإستراتيجية.

• مرتكزات الإستراتيجية  ترتكز إستراتيجية مواجهة التطرف الفكري والإرهاب على ما يلي :

• الرؤى والمبادرات الملكية السامية . حدد جلالته أن إستراتجية مواجهة التطرف الفكري والإرهاب تتطلب القيام بالمواجهة العسكرية والأمنية بالتوازي مع المواجهة الفكرية، متزامناً مع إطلاق مبادرات ملكية من اجل سد الفجوة بين مختلف الثقافات وأهم هذه المبادرات رسالة عمان وكلمة سواء والأسبوع العالمي للوئام بين الأديان، حيث عمل الأردن بجهد دؤوب لتقريب وجهات النظر من خلال هذه المبادرات.

• السياسية الوطنية في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب .اعتمدت على توجيهات ورؤية جلالة الملك وتمخضت عنها الخطة الوطنية لمواجهة التطرف الفكري لعام 2014 والتي تقوم على سياسة متوازنة بين الحريات والمحافظة على الأمن وسيادة القانون.

• توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي، تماشياً مع السياسة الوطنية صدرت توجيهات رئيس هيئة الأركان المشتركة إلى مركز التخطيط العملياتي المشترك لصياغة إستراتيجية عسكرية لمواجهة التطرف الفكري والإرهاب وتطوير الاستراتيجيات الموضوعة.

• الواقع الحالي للفكر المتطرف. إن النجاح العسكري والأمني في مواجهة الإرهاب لا يعني القضاء على التطرف الفكري ما لم يتم مواجهته فكرياً ومعالجة الدوافع الجاذبة له, واستخدام المنظمات الإرهابية الدين كقناع لتغطية أعمالها, وإمكانية تنفيذ أعمال إرهابية محدودة لا تزال متوفرة .

• الإرهاب ما بعد داعش: يتمثل شكل التطرف الفكري والإرهاب ما بعد داعش في جيل جديد من الإرهاب منخفض التكلفة عالي التأثير من خلال نقل المعركة الميدانية الخاسرة إلى الفضاء السيبراني (الخلفة الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني ) ويتم ذلك من خلال استخدام أدوات العولمة والاتصالات المشفرة والعملات الرقمية وما يوفره من خصوصية بهدف من إقامة خلافة . 

• محاور عمل الإستراتيجية: هنالك أربعة محاور رئيسية لهذه الإستراتيجية وهي : المحور العسكري, المحور الأمني, المحور التقني .

• الرؤيا والرسالة للإستراتيجية .  

الرؤية: نحو قوات مسلحة أردنية محصنة وخالية من التطرف الفكري وقادرة على مواجهة التطرف الفكري والإرهاب بكل أشكاله على المستوى المحلي والإقليمي والدولي .

الرسالة: مواجهة التطرف الفكري والإرهاب عبر التنسيق الشامل والتبادل المعرفي مع كافة تشكيلات ومديريات وحدات القوات المسلحة الأردنية _ الجيش العربي ذات العلاقة وبشكل تكاملي ومنسق واحترافية عالية باستخدام كافة الوسائل والأدوات المتوفرة .

الخاتمة : ينتشر منتسبي القوات المسلحة _ الجيش العربي على ثرى الأردن بمدنه وحواضره وأريافه وهم جزء أصيل من هذا النسيج الاجتماعي الوطني, وعليه عملت القوات المسلحة الأردنية ومن خلال هذه الإستراتيجية إلى تحصين وحماية منسوبيها ونشر الوعي لديهم في المجتمع وبالتالي المساهمة وبشكل إيجابي في حماية وتحصين المجتمع .

أخبار ذات صلة

newsletter