شاعر عراقي يتنبأ بظهور داعش قبل 700 عام
رؤيا- حافظ أبوصبرا- دومًا ما تصاحب الأحداث الجسيمة قصصًا حول تنبؤات قديمة بحصولها، وعادة ما تكون هذه التنبؤات مرتبطة باشعار قديمة كتفسير لها بما يجري الآن على أرض الواقع، أو تفسير لأيات قرآنية أو نصوص توراتية او من الانجيل وتتخذ شكلًا أومضمونًا يتلائم ويتفق بشكل كبير مع مجريات الحادثة، وغالبًا ما يكون التفسير المصطنع أو الشعر المنظوم او القصة المؤلفة لإثبات او نفي الواقعة أو لربطها بالأدب العربي أوبالدين الإسلامي أو الأديان الاخرى سلبًا أو إيجابًا.
وأكثر ما يذكرنا بهذا الأسلوب ربط أحداث تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر "11 أيلول" لبرجي التجارة العالمي في نيويورك مع بعض أيات سورة البقرة من القرآن الكريم، وكأنها جاءت تتنبأ بهذا الحدث منذ 1400 عام، ولربما كان السبب الأكبر لخروج خرافة كتلك التي تتحدث عن تنبؤ القرآن بتفجيرات برج التجارة العالمي لم يكن سوى لربط الإسلام بتنظيم القاعدة وحركة طالبان او لربط الاسلام بمصطلح الارهاب.
هو ذاته ما يحدث هذه الأيام مع خروج قصيدة منسوبة للشاعرالعراقي إبن يوسف الموصلي المسعودي والتي يُقال بأنها تنبأت بكل ما يحدث في سوريا "الشام" والعراق منذ أكثر من 700 عام حينما طلب تلامذة الشاعر منه نصيحة للمستقبل فكتب تلك القصيدة عام 745 هجرية ليجيبهم بها، والقصيدة لو قرأناها دون التمعن والتمحيص نجد أن الكثير مما ذكر بها قد تحقق ما يدفعنا لإنتظار أن يتحقق البقية والاكثر عجبًا أن الشاعر قد أشار في قصيدته أو لنقل بأنه قد أشير في القصيدة المنسوبة للشاعر ل"داعش" ولكن بمسمى مختلف لكن ينطبق عليها وصف الكلام المنظوم، وجاءت القصيدة المنقولة عن الشاعر الموصلي المسعودي كما يلي:
تعيشونَ دهراً ترونَٓ الرِّيَبْ ولا يدفعُ المرءُ هَولَ الخُطَبْ
ويستَعمِرُ الشآمَ سفَّاحُها ويجني رؤوسَ الورى كالعنبْ
ويبقى بها خمسةٌ كامله سنينا طوالا يجُزُّ العربْ
وآهٍ على موصلي والعراق يجيءُ ظلامٌ شديدُ الرَّهَبْ
ويفترقُ الناسُ فيهِ افتراق كموجٍ تلاطمَ ثُمَّ اضطربْ
ويخرجُ “عائشُ” من بينهم ليقلبهم وهْوَ فيها انقلبْ
ويقتلُ منهم مِئاتُ المِئات وضيعا حقيرا رفيعَ النسبْ
ويسطو على كعبةِ الله في ثلاثٍ ، ويملؤها بالذهبْ
ويسلبُ من حجَّ فيها وطاف ويحرقُ فيها صحيحَ الكُتبْ
وتغرقكم فتنَةٌ جامِعه فتأكُلُكُم مثل نارِ الحطبْ
وترمي اليهودُ عليكم سهام من النارِ فيها شديدُ العطبْ
وتنحركم مثل نحرِ النعاجْ وانتم جلوسٌ فيالَ العجبْ
وكسرى من الشرق يأتي لكم وقد كاد كيدا شديد الغضب
هو الرأسُ والسمُّ في ِشدقِهِ وينبعهُ الموتُ مثلُ الذَّنَبْ
ويزداد فيكم سواد السنين تهيمون وسط الغنا والطربْ
وفيكم سَيَكثُرُ نسلُ البنات ويحلقُ كلُّ الذكور الشَّنَبْ
وحول القصيدة يقول مبارك البراك وهو باحث في التاريخ الكويتي في مقالة نشرت على المواقع الإلكترونية بأنه تداول حول القصيدة الطلبه طلبوا من الشاعر المسعودي نصيحه والنصيحه تقدم للحي حتى ينتفع بها لا أن تقدم له احداث مستقبليه، هذه ليست نصيحه بل احداث مستقبليه لا تنفع في شىء وتذكر بكلمات شق وسطيح وهما كاهنين كانا في الجاهليه لكن عباراتهم كانت ادق واحكم من هذا الكلام لان تراجمهم ذكرت في التاريخ وكلامهم منتظم ومفهوم وموجود في تاريج الطبري وابن الجوزي وابن كثير هذا اضافة أنه كانت الكهان في الجاهليه يصيبون بنسب عاليه قبل نزول القران، مشيرًا لأن في القصيدة كلمات لم تكن تعرفها العرب قبل قرون ولم تكن تتعامل بها، وأبرزها كلمة "الشنب" حيث كان العرب يستخدمون مصطلح الشارب فقط حينها، وهذا يدل بشكل كبير على أن القصيدة منظومة ومنسوبة للشاعر العراقي الموصلي المسعودي.
القصيدة تعود بنا أيضًا للعديد من الروايات التي كانت تلفق وتنظم لغايات عديدة، أبرزها كان في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، حينما ظهر محمد عيسى داوود وهو الذي عرف عنه تأليف مثل هذه الروايات، وقد ربط أحاديث للنبي محمد رواها أبوهريرة تتنبأ بالرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وخلفه محمد أنور السادات، إضافة لما ظهر من خرافات كهذه مع حرب الخليج الثانية عام 1990 وروايات السفياني والمهدي المنتظر في كتاب هارهمجدون ومختلف الخرافات التي تحدثت حول الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أو حتى القصيدة المنسوبة للشاعر محيي الدين عربي والتي قيل بأنه ذكر فيها الرئيس صدام حسين بالإسم.
حاولت كثير البحث عن القصيدة في أكثر محرك بحث إلكتروني ولم أجد أي ذكر للقصيدة سوى في شهر أيلول لهذا العام فقط وبعد ذلك، دون أي وجود سابق لها، إضافة بأن لم يوجد لها أي ذكر في الموروث الأدبي والإسلامي أبدًا، اضافة لأن الشاعر إبن يوسف الموصلي هو ذاته إبن دانيال الموصلي، وله ديوان شعر لم توجد به هذه القصيدة أبدًا، إضافة لأنه توفي عام 710 هجرية والقصيدة المنسوبة يقال بأنها نظمت عام 745 هجرية وهذا يثبت بأنها منظومة حديثًا، أضافة لأن أكثرمن باحث في الموروث الأدبي العربي تلك الفترة أشار لأن العبارات المستخدمة في القصيدة ليست بقوة العبارات المستخدمة في الشعر المعروف في تلك الفترة.