مياه عادمة تحول اودية لواء الجيزة مستنقعات آسنة
بترا: مياه عادمة تحول اودية لواء الجيزة مستنقعات آسنة
روائح كريهة تنبعث من اودية لواء الجيزة تزكم انوف سكان قرى المنطقة، غداة تدفق مياه عادمة في هذه الاودية من محطة تنقية جنوب عمان، لنحو ساعة كاملة قبل اسابيع، حسب سكان يضجون بالشكوى.
جولة ميدانية لمندوب وكالة الانباء الاردنية رفقة سكان من قرى الناصرية وأرينبة والمبروكة وام الوليد وزينب والرميل التي تبعد نحو 30 كيلومتر جنوب لواء الجيزة ولا تخدمها المحطة، ان اضرارا كبيرة ستسببها المياه العادمة التي شكلت طبقة بلون اسود، لافتين الى ان تدفق هذه المياه جرى بعد فتح "عبارة" من محطة التنقية بشكل عشوائي باتجاه الأودية خلال المنخفض الجوي الماضي.
كاميرا وكالة الانباء الاردنية، رصدت بركا وتجمعات للمياه العادمة في عدد من المواقع التي شهدت الكارثة البيئية، التي يوضح السكان انها حدثت بفعل فيضان المياه العادمة من محطة التنقية التي تخدم 600 الف مواطن، باتجاه اودية قرى الناصرية وارينبة الغربية والمبروكة وظلت تتدفق حتى الوادي الشرقي المحاذي لقريتي ام الوليد وزينب، وصولا الى وادي شابك بقرية الرميل.
ويطالب حسن المحاكيم الذي يسكن قرية الناصرية، بتوقيف عمل محطة التنقية التي " يستغل القائمون عليها فصل الشتاء سنويا لتسييل المياه العادمة في الوادي المجاور لها"، مشددا على ضرورة اغلاق الجور الامتصاصية المكشوفة التي حفرت خارج اسوار المحطة، منذ تشغيلها في العام 2016. كما طالب بالغاء "الماسورة" المغذية لهذه الجور بالمياه العادمة.
احمد الدخيل طالب بتنظيف مجرى السيل من المياه العادمة، ومنع تكرار فتح المجاري المؤدية الى الوادي القريب من محطة التنقية، وحثّ الدخيل، الجهات الرسمية على تمديد فترة تزويد المزارعين بالمياه المعالجة المخصصة للزراعة بسعر التكلفة، لافتا الى ان تكلفتها الحالية باهظة جدا حتى ان فاتورتها تصل لنحو 12 الف دينار على المزارع.
وبات مواطنو القرى التي شهدت اوديتها الكارثة البيئية، يخشون تجدد المأساة اذ ان اي امطار ستسحب هذه المياه العادمة الى السدود القريبة من المنطقة، فضلا عن تجدد الروائح الكريهة المنبعثة منها، مما يحول هذه الاودية الى مستنقعات للمياه الآسنة.
ويعبر هؤلاء المواطنون عن خشية من تحول المنطقة القريبة من الاودية الى مستنقع للقذارة، خصوصا وان في المنطقة تنتشر تربية الماشية التي ترعى جوار هذه الاودية الملوثة.
الخبيرة في مجال البيئة صفاء الجيوسي تقول: "المفترض ان يتم تغيير اتجاه مسرب الوادي لئلا تصل المياه العادمة الى السدود خلال تدفقها من الاودية وتنظيف الطبقة السوداء المتراكمة فيها".
في السياق ذاته، تقر وزارة المياه، بانه خلال المنخفض الماضي تدفقت كميات كبيرة من الامطار الى المحطة ولم تستوعبها، وعلى مدى 60 دقيقة تقريبا تدفقت مياه الصرف الصحي الى الاودية مختلطة بمياه الامطار. لكن الوزارة اكدت انه تمت معالجة الامر بعد فتح البرك الاحتياطية داخل المحطة. فالناطق الاعلامي باسم الوزارة عمر سلامة، ينحي باللائمة في تدفق المياه العادمة الى الاودية الى "ربط مزاريب مياه الامطار في المنازل بشبكة الصرف الصحي".
وتبلغ الطاقة الاجمالية لمحطة جنوب عمان 52 الف م3/ يوميا، أما تكلفة انشاء المحطة فبلغت 121 مليون دولار.
رئيس بلدية مليح حسين السمارات، الذي يقع سد الوالة في منطقته، اوضح ان المياه العادمة لم تصل الى السد، وهو ما اكدته لجنة من البلدية قامت بمعاينة الاودية المؤدية الى السد.