تعبيرية
أزمة طاحنة تهدد العالم في عام 2020
"أزمة عالمية طاحنة ستأكل الأخضر واليابس".. تحذير لافت، لا سيما أن مطلقه هو قامة اقتصادية لها وزنها ممثلة في الدكتور طلال أبو غزالة.
أبو غزالة تحدث لصحيفة "البلاد" البحرينية، موضحاً أن الأزمة المقبلة ستكون اقتصادية وليست مالية، كالأزمة السابقة التي وقعت عام 20018، كما أنها ستكون أقوى وأشد بكثير، وأن مركزها سيكون الولايات المتحدة، حيث ستبدأ من هناك "لتقضي على كل اقتصادات العالم".
كساد كبير، وغلاء، وبطالة، وارتفاع فاحش للأسعار، مع وصول سعر برميل النفط لأكثر من 150 دولاراً.. هذه مظاهر الأزمة التي قال أبو غزالة إن سببها الرئيس هو نفاد المخزون الأمريكي المحلي من النفط، ما سيجعل الولايات المتحدة دولة مستوردة للنفط.
المشكلة هنا – وفق أبو غزالة – أن الولايات المتحدة قادرة على فرض شروطها، تبعاً لمكانتها في العالم، فقوتها العسكرية تسمح لها بأن تملي إرادتها على الأسواق، وهو ما سيؤدي إلى الهبوط بالأسعار، وارتفاع الفوائد في السوق المالية.
هذا التحول سيؤثر على الأسواق العالمية، بلا شك، جنبا إلى جنب آثار الحرب التجارية المستعرة حاليا بين الولايات المتحدة وعدد من دول العالم، أبرزها الصين.
وبهذا الصدد بدا أبو غزالة أكثر تشاؤما، حين توقع أن تحول واشنطن حربها مع بكين إلى "عسكرية"، معتبرا أن هذا الصراع بين البلدين كبير وعميق وغير مرشح للتسوية.
مؤسس ورئيس مجموعة "طلال أبو غزالة الدولية" دق ناقوس الخطر، منتقدا "نوم" الدول العربية وتقاعسها عن الاستعداد للأزمة الوشيكة، فيما بدأ الغرب بالفعل استعداده لها، بحسب تأكيده.
وعاد أبو غزالة إلى التأكيد على "التعليم والثورة الرقمية" كملاذ حقيقي وممكن، لا يجد اهتماماً حقيقيا، لا سيما في الدول العربية، رغم تأكيده أن هذا التحول الرقمي كفيل بالقضاء على الفساد بشكل نهائي.
وبدت نقمة أبو غزالة شديدة على هذه "الفرصة الضائعة" وهو يقول إن النظام التعليمي بجميع دول العالم دون استثناء "غبي وخاطئ"، بل إنه لم يتردد بالقول إنه يدرس رفع دعوى قضائية على جميع مؤسسات التعليم العالي حول العالم، لا سيما في الدول العربية.
عدم التكيف مع احتياجات السوق المستقبلية، وإهمال الاختراع والإبداع، والاكتفاء بتخريج حملة شهادات باحثين عن وظيفة.. أبرز معالم أزمة التعليم، وفق ما يراه أبو غزالة، الذي يؤكد أن إصلاح التعليم يجب أن يسبق إصلاح الاقتصاد وسائر مناحي الحياة.
يذكر أن طلال أبو غزالة هو المؤسس والرئيس لمجموعة طلال أبو غزالة الدولية، وهي مجموعة شركات عالمية تقدم الخدمات المهنية في مجالات المحاسبة والاستشارات الإدارية ونقل التكنولوجيا والتدريب والتعليم والملكية الفكرية والخدمات القانونية وتقنية المعلومات والتوظيف والترجمة والنشر والتوزيع. وبالإضافة إلى منحه لقب قائد المحاسبة العربية، فقد تم أيضًا الاعتراف بفضله في الترويج لأهمية الملكية الفكرية في المنطقة العربية.
وسبق أن تنبأ أبو غزالة بالكثير من التطورات العالمية، لا سيما في الجانب الاقتصادي، ومن ذلك توقعاته الصائبة في كثير من الأحيان بشأن حركة سوق النفط عالميا.