تعبيرية
بريطانيا.. طفل من كل 8 يعاني من مشكلات صحة عقلية
يعاني أكثر من طفل من بين كل 8 أطفال وشباب في إنجلترا من مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، بحسب الأرقام التي أعلنتها رسميا هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS.
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" نقلا عن تقرير لـNHS أن الأرقام الإحصائية تشمل أطفال لا تتجاوز أعمارهم عامين، حيث يعاني أكثر من 5% من الأطفال قبل سن المدرسة من نوع ما من الاضطراب العقلي.
كما كشفت دراسة استقصائية، نشر التقرير نتائجها وشملت أكثر من 000 9 من الشباب وآبائهم ومدرسيهم، أن 12.8 % من الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و19 سنة يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية.
الفتيات الأكثر تضررا
في حين كانت الفئة العمرية الأكثر تضررا هي الفتيات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 17 و19 سنة، حيث يعاني ربعهم تقريبا (22.4 %) من اضطراب عاطفي.
ومن المثير للصدمة أن ربع المراهقين الذين يعانون من اضطراب عقلي، ارتكبوا أفعال الأذى بالنفس أو أقدموا على محاولة #الانتحار، وارتفع هذا العدد إلى ما يقرب من نصف الأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و19 عامًا.
وتزامن الإعلان عن هذه الأرقام مع تزايد مخاوف من أن بعض الأطباء قاموا بعلاج مئات الأطفال بمضادات للاكتئاب عالية القوة فيما يعد مخالفة للمبادئ التوجيهية لوصفات واستخدامات تلك الأدوية.
ووصف الخبراء هذه الأرقام بأنها "صدمة" وقالوا إن هناك عدم كفاية لخدمات الصحة العقلية والدعم مما يجعل العديد من الشباب عالقين في "دائرة مفرغة من العزلة والمعاناة".
أطفال ما قبل سن المدرسة
وردت هذه الأرقام الإحصائية المفجعة في تقرير نشره المركز الإعلامي للصحة والرعاية الاجتماعية المعروف باسم NHS Digital، حول أوضاع الصحة العقلية للأطفال والشباب في إنجلترا لعام 2017. وتعد هذه المرة الأولى الذي يتضمن التقرير فئات عمرية تتراوح بين 15 و19 سنة، وبين سن عامين وأربع سنوات.
ورصد التقرير ارتفاع عدد الأطفال، في الفئة العمرية التي تتراوح بين 5 إلى 15 سنة، الذين يعانون من مشاكل صحة عقلية من 9.7 % في عام 1999 إلى 11.2 % في 2017.
وما يثير الألم والأسى أنه أطفال في سن ما قبل المدرسة، لم تكتب لهم النجاة من ويلات مشاكل الصحة العقلية، التي تؤثر على شباب إنجلترا - حيث يعاني 5.5 % من الأطفال دون سن الخامسة من اضطراب من نوع ما.
المتهم الأول
ألقى الخبراء، الذين قاموا بالتعليق على الأرقام الإحصائية لمرضى الصحة العقلية، باللائمة جزئيا على وسائل التواصل والإعلام الاجتماعية.
ويقول دكتور دينيس أوغرين ، وهو طبيب نفسي كبير في كلية كينجز كوليدج في لندن: "إن الأطفال، الذين يعانون من اضطرابات عقلية، هم أكثر استخدامًا لوسائل الإعلام الاجتماعية ويتأثرون بالوسائط الاجتماعية بشكل أكثر سلبية بالمقارنة مع الأطفال غير المصابين باضطرابات عقلية".
كما دعت الجمعية الطبية البريطانية BMA - وهي نقابة رائدة للأطباء - إلى زيادة الاستثمار في خدمات الصحة العقلية.
ويقول الطبيب النفساني ونائب رئيس لجنة الاستشاريين في NHS، دكتور غاري ونان: "تثير هذه النتائج القلق للغاية ولكنها في الوقت نفسه ليست مفاجئة على الإطلاق، بل وأنه سبق أن أصدرت BMA تحذيرا منذ فترة طويلة وشددت على الحاجة لمزيد من الاستثمار في خدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين (CAMHS) لتكون قادرة على تلبية الطلب المتزايد".
ويضيف دكتور ونان: "إن الوقاية كلما أمكن أو التدخل المبكر هي أكثر الوسائل فعالية وفعالية لعلاج الأطفال والصحة العقلية للشباب".
وكشف التقرير أن ما يقرب من 600 طفل، من بينهم أطفال من أعمار 10 سنوات أو أقل، تم علاجهم بعقاقير مضادات اكتئاب قوية، تزيد من خطر الإقدام على الانتحار. فيما بلغ عدد من تقل أعمارهم عن 18 عامًا، ممن يتناولون مضادات الاكتئاب، من حوالي 69000 في عام 2016 إلى 71365 في العام الماضي.